هـ هـ هـ
هكذا الفت الضحك بسخرية الحياة .. ما إن أصل الغاية .. وأحقق الهدف
لا تستغرب .. فهذه الأنا مجردة من أي تزويق وتلميع .. هذه الأنا الصادقة المبسطة
هذه أنا .. الحقيقية
دوما بهذه النقطة .. أحس الزهو بنفسي .. أشعر التباهي بأسلحتي الفتاكة .. أضحك عاليا بكل ما في من درة
أضحك الحياة .. أضحك الخداع .. أضحك السخرية .. أضحك التمكن .. أضحك النصر بانتشاء .. أضحك هزيمة غريمي ..
أضحك هزيمتك أنت .. أمامي
تروقني لحظة المصارحة هذه .. خاصة حين تعتلي الدهشة من أمامي .. بين تصديق وعدم تصديق .. بين قلق وشبه بسمة تطفو على المخيلة الغافلة .. توقعا لمفاجأة الدعابة والإعلان عنها بعد هنيهة
ماذا ؟
استبدت بك الدهشة ؟
مشدوه ؟
تتساءل بينك وبين نفسك الآن .. أهذه مريضة ..؟ مجنونة .. ؟ أم مخبولة .. ؟
هـ هـ هـ
سمني كيفما تشاء
إنما المهم أني لست مجرمة .. فما كانت الثقة بالنفس يوما جريمة
وما كانت الجاذبية في ساعة جناية .. وما كان السطو على القلوب في ثانية جنحة
الأهم الآن أني تمكنت منك .. والآن الآن سأحطمك
تتساءل ما ذنبك ؟
لا ذنب لك سوى أنك ضعفت أمامي .. كما غيرك
والآن بعد أن ألفتَني حاضرة بساعات حياتك .. بعد أن تعودتني متجسدة أمام ناظريك .. بعد أن أحببتني بكل ما فيك .. وبعد حتى أن أقحمتني بأحلامك .. فصرتَ ترى الغد معي .. فقط
بعد كل هذا لن أمارس أمامك مسرحية من مسرحيات التراجيدية .. لن أوهمك بأسباب مأساوية تقنع نزعتك للمعرفة وميولك للمنطق
سأرحل .. دون منطق
سأتركك .. دون سبب
- لماذا ؟
- أخيرا نطقت .. لماذا ؟ لأني أحب الشر
لأني أحب هذه النظرة بعينيك .. نظرة الهلع .. نظرة الألم ..
نعم مازوشية .. منذ زمن وأنا أحب رؤية ملامح الألم بعيون الآخرين .. أحس السرور .. لمَ ؟ لأن للألم وحده عيون وآذان وفم ينطق ويصرخ
هـ هـ هـ فأضحك عاليا بصدى يرج الجذران
- لكن نظرة الألم ليست بعيوني الآن .. ألم تنتبهي ؟ أنا أبتسم بصدق ؟
.. - ماذا ؟؟؟؟؟ ولم تبتسم ؟ المفروض أن تتألم .. أن تستبد بك الخيبة والحزن
لا داعي للتصنع فهذه لحظة الحقيقة
- لكني لست حزين .. فكيف أحزن على لحظة انتظرتها من زمن
- ما تعني ؟؟؟؟
- عرفت من البداية أنك تخدعيني ومع ذلك أحببتك .. عرفت أنك تحيكين الفخ بصبر الصياد على الفريسة ومع ذلك أحببتك
- لا تضحكني .. من هذا الذي سيحب شخص وهو يدري أنه يخدعه
- أنا .. ببساطة لأني أعرف أنك تحبيني .. عينيك تنطق بذلك ..رغم خطط خداعك المزيف .. فلا داعي للإنكار
- مستحيييييييل
- لن تستطيعي الإنكار .. كل لحظة أحسستِها كما أحسستها وأكثر .. هناك أمور لا يمكن أن نخفيها مهما كنا ممثلين بارعين .. لأنها لا تتصل بالملامح .. بل بأحاسيس .. وذبذبات بين روحين ..
- وما أدراك .. حتى لو كان صحيح ما يعني ذلك ؟
أتظن أنك ستنقدني من نفسي .. أو تظن أن الحب سيغلب الشر الذي بقلبي
أن الخير سينتصر كما في الأفلام الكلاسيكية السخيفة ..
بالعكس .. أو تدري .. يمكنني أن أدوس نفسي لأدوس معها الآخرين
يمكنني أن أسحق روحي .. لأدمر الآخرين .. الشر تلبد بقلبي .. ولن ينفع معه شفاء
ماذا؟
مستغرب ؟
الآن زالت بسمتك .. ليحل محلها الألم
هـ هـ هـ
هكذا هي النهاية المرضية .. هكذا أتغذى على الألم والحزن .. لدرجة الامتلاء.. لدرجة الضحك بشراسة
هـ هـ هـ هـ هـ هـ هـ هـ هـ
؛
- من هذه التي تضحك وحدها هكذا بجنون ؟
- لن تعرفيها فقد التحقتِ بالعمل مؤخرا فقط .. هي طالبة فلسفة .. قيل أنها كانت نابغة بتخصصها .. إنما تعمقت أكثر فاختلطت عليها حبال المعرفة لتصل لهذا المآل الآن ..
- غريب أمرها حقا يقال أن الإنسان رهين بطموحه.. فإما يوصله للقمة .. أو يغرسه بالتراب .. هيا أسرعي قبل أن تفوتنا الحافلة ..
خرجت الشابتان لموقف انتظار الحافلة .. مخلفين وراءهم بناية ضخمة .. مسطر على لافتتها " مصحة للأمراض النفسية "
من مذكراتي الهذيان
؛