أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 34

الموضوع: ساعةٌ مَا عَلى وشْكِ الصُرَاخِ.

  1. #1
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي ساعةٌ مَا عَلى وشْكِ الصُرَاخِ.

    ساعةٌ مَا عَلى وشْكِ الصُرَاخِ.


    مُدُخَل...

    رُبما أصبَحتْ اللُّغةُ من الفقرِ بما لا يَسْمحْ لها بترْتيقِ الجُرْحِ, أو هو الجُرحُ عمقُه؛ لم تصلْ لحدودِه دِلاءُ اللغة, ورُبما التهمَ الليلُ بَوحَ العشاقِ, فتوقفُوا منذُ بَعيدٍ عن الحُلمِ, ورُبما هناك أملٌ... رُبما.

    الواحدةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

    أَيَا قَلَمِي! أَدرِي أنَّ من أَسوأ عاداتِكَ السفرَ في فَراغاتِ مَرايا الكلِماتِ المُتكسِّرة, والمغرُوسة شَظاياها في قَلبِ التخفي, في قَلبِ حَنَايانا المُتعبة. أَعرفُ أنكَ أدمنتَ التِّرحَال في فَضَاءاتِ اللُّغةِ الجَريحَةِ, تبحثُ لكَ ولها, عن حُلمٍ... عَن وَطنٍٍ... أو منفى. تتمردُ... تتشرد, تنشغلُ برائحة صوتٍ بعيدة تُفتقُ جراحكَ؛ جُرحٌ يُنشدُه جُرحٌ, لتُجرجر خُصلاتِ عِباراتٍ نَائمةٍ على خدِ الطَّرُوس. تتأنقُ... تتنمق, تُداعبُ وجناتِ الضوءِ في ممراتِ القصِيدة؛ على أرْصِفةِ المَجاز؛ في عُيونِ الخَيال, وبينَ ثنايَا المَكْنيات. تغفُو.. تصحُو, ترحلُ... تزرعُ المطرَ في قلب الخواطر, وتغسلُ الجُرحَ بِضوءِ الحُروفِ الغَافيةِ على كَتفِ قَوْسِ قُزَح.

    الثَّانيةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

    أيا قلمي! أيُها اليتيمُ! مَنْ تبقى لكَ من أهلٍ كانوا... سِوى أُمكَ؟ تلكَ النخلةُ العتيقةُ الواقفةُ في وجه أحبارِ المستحدثاتِ المتناثرةِ تحت سنابكِ الأصالة, تتحَدى بِِجذعها المعتقِ بترابِ العربِية؛ رِيحًا تهبُ من قلبِ سِنديانٍ مبللٍ برمادِ التطفل. لم يبقَ لكَ غيرَ مِدادكَ؛ ذاكَ النهرُ المتأرجحُ فوقَ جفونِ الشمسِ, يَحتمي مِنْ لظى الهَجيرِ بفَراغِ الصَّمتِ, وينسابُ داخلَ مَآقِي القمَرِ مُقتفيًا آثارِ كَلِمَاتٍ ابْتلعَتها حَناجرُ الرِّمَال, وأَتْخَمتْ حواشِيها حصياتٌ مشوهةُ التفَاصِيل.

    الثالثةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

    أيا قلمي! أيها المحاربُ الأنِيق, العائد من فوق عُدْوَتِكَ القُصوى, تُعددُ هزائِمكَ وتُحصِي جِرَاحَكَ. غَنيمتُك شُروخٌ في الرِّوحِ, وخرَائِبٌ تَزْعَقُ بينَ جُدرِ الفؤادِ المتهمِ بالعِشقِ. لا خاتمةً لدهشتكَ المُتسلِقة أدراجِ السواد, ولا نهاية لطوافكَ المحمُوم حول عُيونِ الليل. لم يعد هناك بدٌ من طلبِ المِدادِ؛ لحشرجاتِ أنامِلنا المُتعلِقة في أعشاشِ الأفكار؛ لتعثراتِ أصواتِنا الضائِعة في عَوِيلِ الذِّكرَيات؛ لتأوُهاتِ أورِدتنا النَّابضة في قلبِ حرِيقِ الأبجدِية.

    الرابعةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

    أيا قلمي! أيها النائي بِحِملكَ, والقاصي بما جَرَحْتَ ليلًا وليال! لا تقرأ صفحة الغيبِ, ولا تحتضن شعلة الوهم, لا ترتق جروح الحقِيقةِ, ولا توقظ معلقاتِ الشِعرِ, بل امدد ذِراعيكَ؛ مستقبلًا لفح التعري الهارِب من تفاصِيلِ الظلالِ؛ مستقبلًا همس الترجي التائه فِي همهماتِ الضِياءِ؛ مستقبلًا نفح الترقي العالق بأطواقِ السحابِ.

    الخامسةُ فجرَ الحرفِ...

    مِن قلمي إليكَ... صرخةُ اعْتِرَاف.

    ها هو قلبِي يا قلبِي - المنبعثُ بعد موتِه- يلهثُ شوقًا كي يسكنَ عُشَّهُ الرابضَ بينَ أضلعِكَ: عشٌ بنيتُه أنا في صمتٍ, وحَمَلَتْ قشاتَه جفونِي؛ قشة من اشتِياق وقشة مِن حنين, وسقفتُه بقشيباتِ احتياجِي الهاطِلِ أناتٍ في صدرِي؛ أناتٌ لم تتوقفْ منذ ابتداءِ العمرِ ضياعًا, ولم تتوقف بعدَ لُقياكَ إلا منصهرةً مع نبضكَ, هادرةً فيه: أهواك.

    ها هو عمرِي يا عمرِي- العائدُ بعد فقدِه- يغسلُ وجعه بصوتِك السابحِ فيه لوعًا, ليجرِف من شواطِئِه تلالًا من ملح العذاب, ويزرعُ في سمائه غيمًا لا يتوقف مطرُه, عن تطريز عينيَّ ونقشهُما بشذى جواكَ.

    ها هو قلمي يا ملاكًا – أتى يكفكف جِراحي- يستسقي مِداده من مُخملِية وُرْقٍ صادِحٍ فِي عينيكَ الحانِيتيْن, لتتفتح في رُوحِي جناتٌ من وردٍ؛ تهمسُ وُريقاتُه مع نجومِ الليل همسةَ خُلودٍ لا تكُون إلا لكَ, وبِكَ ومِنكَ: أُحبُكَ... يا ذاكَ المَلاك.
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  2. #2
    الصورة الرمزية حازم محمد البحيصي شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : فلسطين / قطاع غزة
    المشاركات : 4,680
    المواضيع : 119
    الردود : 4680
    المعدل اليومي : 0.75

    افتراضي

    الفاضلة / د.نجلاء طمان

    من أين أبدا يا ترى فلقد تقهقرت الحروف على فمي وتصلبت الكلمات على شفتي
    رجوتها أن تنفث سحرها هنا فطأطأت رأسها قائلة

    وهل يعلو الثرى للثريا
    نص بكل ما فيه من خلجات روح وشفافية صدق رائع بكله

    وهى منتصفاتك شطرتنا الى انصاف كًتّاب هنا لا نقوى على مجاراة حرف كحرفك وبلاغة كبلاغتك .

    نص ثري بكل ما فيه
    تقبلي مروري واعجابي
    تحيتي لك

  3. #3
    الصورة الرمزية منى الخالدي أديبة
    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    الدولة : أرض الغربة
    المشاركات : 2,316
    المواضيع : 98
    الردود : 2316
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    أووووه يا نجلاء
    أحتاجُ يوماً كاملاً لقراءة هذا النص الرهيب..
    أحتاج ان أغرق فيه حين هدأة
    وعدٌ مني أن أعود
    هذه مجرد مرور لإلقاء التحية يا حبيبة

    صباحُكِ ورد..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    شكرا للحبيبة سحر الليالي على التوقيع الرائع

  4. #4
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    ترسمين صورة أنيقة لحنين يداعب خصلات ضوء القمر في ليل نيسان وأزهاره الجميلة ..

    وتحكين حكاية قلم طارده النسيان طويلًا ليكتب وبعد صيام طويل في قلب واحته نثر من أبجدية الشوق بجمال الضاد ؛ رأيت في حروفها جمال الطهر ونقاء القلب حين يغزل من الأمنيات موعدًا لن تخلفه ..


    وللألم نهاية ولكل بداية نهاية

    و للشوق تتمة وله فصول لا تكتمل إلا بهذا الحرف السامق .

    وبقعة الضوء ازداد وهجها مع صباح جميل في يوم السبت وبتاريخه حين كتبت الأديبة السامقة د نجلاء طمان معلقة في سماء الحب .

    كوني بخير واسمحي لي بتثبيت نصك الرائع هناك في الأعلى ..

    تقديري واحترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    أواه يا نجلاء ..
    تعثرت بالحروف حنا ، كي أتدحرج على السطور ، وينغرس في خاصرتي رأس قلم مشروخ ..
    حين صمت القلم ، الروح ضجت بضجيج الصمت ، وتأججت بثورة الأرق الساكن في المآقي ..
    كم هجرني النوم حين هجرني الحرف ، وصرت أتلوى كمن أصابها مخاض لحمل كاذب ..

    هنا على قبس كل حرف ..
    كانت روحي الجريحة تتراقص ..
    كم هو متألق أنيق هذا الحرف ..


    بهاء وجمال ...
    هو هذا الأدب الرفيع ..
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  6. #6
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,167
    المواضيع : 52
    الردود : 2167
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    أعتقد بأن كل فكرة جميله .. أو حضور رائع وبهذا القدر
    من الدهشه ..يستحق منا الثناء
    معجب
    بها
    كلماتك
    لا ادري
    ربما
    هي وحدها من تتصف بطابع العظماء ..
    مستمدةً
    قوتها
    وتأثيرها
    على النفوس .. من صدقها وأيمانها بما تقول

    .. ويقيني بأن لها بلاغة تعانق السحاب

    دمت سيدتي

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2007
    العمر : 50
    المشاركات : 1,177
    المواضيع : 55
    الردود : 1177
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. نجلاء طمان مشاهدة المشاركة
    ساعةٌ مَا عَلى وشْكِ الصُرَاخِ.


    مُدُخَل...

    رُبما أصبَحتْ اللُّغةُ من الفقرِ بما لا يَسْمحْ لها بترْتيقِ الجُرْحِ, أو هو الجُرحُ عمقُه؛ لم تصلْ لحدودِه دِلاءُ اللغة, ورُبما التهمَ الليلُ بَوحَ العشاقِ, فتوقفُوا منذُ بَعيدٍ عن الحُلمِ, ورُبما هناك أملٌ... رُبما.

    الواحدةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

    أَيَا قَلَمِي! أَدرِي أنَّ من أَسوأ عاداتِكَ السفرَ في فَراغاتِ مَرايا الكلِماتِ المُتكسِّرة, والمغرُوسة شَظاياها في قَلبِ التخفي, في قَلبِ حَنَايانا المُتعبة. أَعرفُ أنكَ أدمنتَ التِّرحَال في فَضَاءاتِ اللُّغةِ الجَريحَةِ, تبحثُ لكَ ولها, عن حُلمٍ... عَن وَطنٍٍ... أو منفى. تتمردُ... تتشرد, تنشغلُ برائحة صوتٍ بعيدة تُفتقُ جراحكَ؛ جُرحٌ يُنشدُه جُرحٌ, لتُجرجر خُصلاتِ عِباراتٍ نَائمةٍ على خدِ الطَّرُوس. تتأنقُ... تتنمق, تُداعبُ وجناتِ الضوءِ في ممراتِ القصِيدة؛ على أرْصِفةِ المَجاز؛ في عُيونِ الخَيال, وبينَ ثنايَا المَكْنيات. تغفُو.. تصحُو, ترحلُ... تزرعُ المطرَ في قلب الخواطر, وتغسلُ الجُرحَ بِضوءِ الحُروفِ الغَافيةِ على كَتفِ قَوْسِ قُزَح.

    الثَّانيةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

    أيا قلمي! أيُها اليتيمُ! مَنْ تبقى لكَ من أهلٍ كانوا... سِوى أُمكَ؟ تلكَ النخلةُ العتيقةُ الواقفةُ في وجه أحبارِ المستحدثاتِ المتناثرةِ تحت سنابكِ الأصالة, تتحَدى بِِجذعها المعتقِ بترابِ العربِية؛ رِيحًا تهبُ من قلبِ سِنديانٍ مبللٍ برمادِ التطفل. لم يبقَ لكَ غيرَ مِدادكَ؛ ذاكَ النهرُ المتأرجحُ فوقَ جفونِ الشمسِ, يَحتمي مِنْ لظى الهَجيرِ بفَراغِ الصَّمتِ, وينسابُ داخلَ مَآقِي القمَرِ مُقتفيًا آثارِ كَلِمَاتٍ ابْتلعَتها حَناجرُ الرِّمَال, وأَتْخَمتْ حواشِيها حصياتٌ مشوهةُ التفَاصِيل.

    الثالثةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

    أيا قلمي! أيها المحاربُ الأنِيق, العائد من فوق عُدْوَتِكَ القُصوى, تُعددُ هزائِمكَ وتُحصِي جِرَاحَكَ. غَنيمتُك شُروخٌ في الرِّوحِ, وخرَائِبٌ تَزْعَقُ بينَ جُدرِ الفؤادِ المتهمِ بالعِشقِ. لا خاتمةً لدهشتكَ المُتسلِقة أدراجِ السواد, ولا نهاية لطوافكَ المحمُوم حول عُيونِ الليل. لم يعد هناك بدٌ من طلبِ المِدادِ؛ لحشرجاتِ أنامِلنا المُتعلِقة في أعشاشِ الأفكار؛ لتعثراتِ أصواتِنا الضائِعة في عَوِيلِ الذِّكرَيات؛ لتأوُهاتِ أورِدتنا النَّابضة في قلبِ حرِيقِ الأبجدِية.

    الرابعةُ بَعدَ مُنتصَفِ الحَرفِ...

    أيا قلمي! أيها النائي بِحِملكَ, والقاصي بما جَرَحْتَ ليلًا وليال! لا تقرأ صفحة الغيبِ, ولا تحتضن شعلة الوهم, لا ترتق جروح الحقِيقةِ, ولا توقظ معلقاتِ الشِعرِ, بل امدد ذِراعيكَ؛ مستقبلًا لفح التعري الهارِب من تفاصِيلِ الظلالِ؛ مستقبلًا همس الترجي التائه فِي همهماتِ الضِياءِ؛ مستقبلًا نفح الترقي العالق بأطواقِ السحابِ.

    الخامسةُ فجرَ الحرفِ...

    مِن قلمي إليكَ... صرخةُ اعْتِرَاف.

    ها هو قلبِي يا قلبِي - المنبعثُ بعد موتِه- يلهثُ شوقًا كي يسكنَ عُشَّهُ الرابضَ بينَ أضلعِكَ: عشٌ بنيتُه أنا في صمتٍ, وحَمَلَتْ قشاتَه جفونِي؛ قشة من اشتِياق وقشة مِن حنين, وسقفتُه بقشيباتِ احتياجِي الهاطِلِ أناتٍ في صدرِي؛ أناتٌ لم تتوقفْ منذ ابتداءِ العمرِ ضياعًا, ولم تتوقف بعدَ لُقياكَ إلا منصهرةً مع نبضكَ, هادرةً فيه: أهواك.

    ها هو عمرِي يا عمرِي- العائدُ بعد فقدِه- يغسلُ وجعه بصوتِك السابحِ فيه لوعًا, ليجرِف من شواطِئِه تلالًا من ملح العذاب, ويزرعُ في سمائه غيمًا لا يتوقف مطرُه, عن تطريز عينيَّ ونقشهُما بشذى جواكَ.

    ها هو قلمي يا ملاكًا – أتى يكفكف جِراحي- يستسقي مِداده من مُخملِية وُرْقٍ صادِحٍ فِي عينيكَ الحانِيتيْن, لتتفتح في رُوحِي جناتٌ من وردٍ؛ تهمسُ وُريقاتُه مع نجومِ الليل همسةَ خُلودٍ لا تكُون إلا لكَ, وبِكَ ومِنكَ: أُحبُكَ... يا ذاكَ المَلاك.
    القديرة الدكتورة نجلاء طمان

    واحد لا ثاني له ، ولو كان له ثان لهان الخطب بتفرق دواعي الألم ، وإن شئت سقط أمل لم تكد ملامحه تتشكل حتى طمس طمسا ...

    هي ورقة تتقاذفها الريح لا تعرف من أين سقطت ، وشحت الأشجار بأغصانها حتى خيل لها أنها في كابوس الوجود تعيش ولولا أنها تترقب يقظة تعيدها إلى العدم لقذفت بنفسها في السعير .

    ***

    حلة قشيبة محاكة من لدن يد صناع تراصت خيوطها ذاهبا وإيابا من حرير واستبرق يتعاطفان بحنان ، وشدت بخيوط مذهبة تتجاور بعقلانية ، ورصعت بجواهر مفصلة على قد الغايات من نسجها ..

    سلمت يدك
    يا رب أتعبت الحياة رواحلي = فامنن عليَّ بميتة الأخيار

  8. #8
    الصورة الرمزية فدوى يومة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : المملكة المغربية ـ طنجة ـ
    العمر : 43
    المشاركات : 883
    المواضيع : 29
    الردود : 883
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    العزيزة نجلاء
    سيبقى الأمل مادام هناك من يخط الحرف بهذا النقاء
    وسيبقى الامل مادام الحرف يزهر في حديقة الفكر ورودا لا تذبل
    خمس وقفات على عتبات ساعة الحرف حملت من الهمس ما جعل الساعت تمر كلمح البصر
    وباقة ورد من جنائن القلب بلون الفرحـ لك والتحية
    اللهم انفحنى منك بنفحة خير تغننى بها عمن سواك

  9. #9
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    أيا قلمي! أيها المحاربُ الأنِيق, العائد من فوق عُدْوَتِكَ القُصوى, تُعددُ هزائِمكَ وتُحصِي جِرَاحَكَ. غَنيمتُك شُروخٌ في الرِّوحِ, وخرَائِبٌ تَزْعَقُ بينَ جُدرِ الفؤادِ المتهمِ بالعِشقِ. لا خاتمةً لدهشتكَ المُتسلِقة أدراجِ السواد, ولا نهاية لطوافكَ المحمُوم حول عُيونِ الليل. لم يعد هناك بدٌ من طلبِ المِدادِ؛ لحشرجاتِ أنامِلنا المُتعلِقة في أعشاشِ الأفكار؛ لتعثراتِ أصواتِنا الضائِعة في عَوِيلِ الذِّكرَيات؛ لتأوُهاتِ أورِدتنا النَّابضة في قلبِ حرِيقِ الأبجدِية.


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أحسست بك يا د.نجلاء
    لعمري ,,لا يستطيع أي قلم في الدنيا ,,,,ولا أي مداد في العالم حتى ولو كان دما حقيقيا أن يعبر عن مدى آلام عاشها الإنسان
    وهل تظني أن أشعار قيس كانت بمستوى آلامة؟؟؟
    أم أبيات الخنساء كانت بمستوى أحزانها؟؟؟ ,,,أبدا لا !!
    وللأسف لا يستطيع كل منّا أن يحس بمدى النار المتقدة في قلب الآخر,, إلا ربما إذا عاش نفس التجربة,, ولكن القاسم المشترك بين بني البشر, هو أن لكل واحد جحيمه الخاصة التي يصطلي بها ,وإن لم يكن له,,, يبحث هو بنفسه عن جحيم ليصطلي بها
    في كتاباتك فن وسحر وجمال
    وتعابير رائعه, وصور مبهرة
    أدام الله لك هذه المقدرة الفذة
    ودمت بكل خير وشعور مرهف وشعر
    ماسة



  10. #10
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    الدولة : وهمي
    المشاركات : 546
    المواضيع : 29
    الردود : 546
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي

    إن بنية الروح التي أعطيت للقلم ، كانت المفتاح الفني الأساس الذي ينطوي عليه النص السابق ‘ وبدأ هذا المفتاح الفني يحلِّق في المضمون بصورة جمالية متقنة الصنع ‘ لتعبـِّر أوضح تعبير عن قسوة الظروف المحيطة ‘ إنه جمال الكلمة
    الذي جاء بجمال المضمون ‘ مع خالص التقدير

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. على وَشَكِ...
    بواسطة عمر زيادة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 27-06-2022, 10:03 PM
  2. خربشات على وشك الوضوح .!!
    بواسطة محمدحمدالله ابوزيد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 27-03-2012, 12:36 PM
  3. ثقافة الصراخ والجعجعة
    بواسطة راضي الضميري في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 22-08-2010, 01:46 PM
  4. ساعةٌ ما على وشكِ الصراخِ.. د. نجلاء طمان..
    بواسطة منى الخالدي في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 01-05-2010, 06:24 AM
  5. قطار عبر الزمن .. هلا أسرعتم فالرحلة على وشك الانطلاق
    بواسطة الضبابية في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 88
    آخر مشاركة: 17-11-2003, 11:24 AM