رجل في مهب الحكمة الثاكلة
أنت متهم بالبراءة المزمنة
يبدو عليك الوطن شاحبا
وجهك فئة قليلة
والثورات لهجة مزروعة في الأصابع
يمنيك خزانة أنبياء
ويسارك وطن قريب
فأشعل هواك
ان الشهادة جدل كريم
فلا تغرنك الشعارات والحكمة المعلبة
الحكمة التي تعطي للصفعة خدين
أنت متهم بزراعة المصير
والخروج عن قطيع ولاة الأمر إلى حقول العافية
الشهداء اقمصتي
ومحاسني التي تكتمل في مفاتن القصائد
النوم يضاهي الشهادة في الأوطان المرتبكة
هل ترتبك الأوطان أمام فصاحة السجون ؟
جسدي منفى وحقول ثاكلة
ألق بعمرك الى اقرب سلة أوجاع
وواصل تناول أقراص النسيان الفوّارة
لم يعد الورد سميعا بصيرا لنزعة الحب في وريدك
أحيانا أكرر وجه أمي تعويذة
كلما نازعتني الوحشة الى مقتل شهي
أحيانا أخر أستعمل أحزانا مترادفة
وأحيانا لا أعول على القصيدة ولا على القبلة
فكلاهما محتالتان مخلوقتان من طين الاستعارة
لا أريد أن أتوقف عندهما في شرح العصافير
التي شطبت أشجارها وصافحت خريفا مجيدا
لك من الصباح مطلع جيد الملامح
وليس لك منه مصاحبة يومك الى عطرها المكنون
داهمني الحب وقد ناهز قلبي كذب التوبة
قضيت عمري قبله في قصاصات الحظ والنساء المجازية
مرارا ضاعت في فوضى الأمل وانتظام الحزن مرآتي
عليك شكر الوحشة والوطن
وحسن التعلم من الاغتراب
لا تسقي أحدا من ماء وجهك
أقطف الوردة بالحرمان منها
ولا تتبع الأسئلة التي لا تشيخ
فأنها لا أهل لها ولازمان
واصقل المسافة بين وجهك والنوايا
أقول لي
كيف لي بكل هذا دون واهبة الجرح
روحي لها الفدا
لي درتان من أمي وأبي
تقول امي
لا تتكل على حليبي
ويقول ابي
اخرج من ملامحي
ثمة أنثى تقودك الى حتفك الوحيد الجميل
قلت وما حتفي
قالا
هو الحب لاشك فيه
والوطن المنتظر في هبوب الأنبياء
حيدر الأديب