في هذا اليوم البارد
بكت السماء دموعا
وزينت الغيوم جفونها
وازداد كحلها سوادا
في هذا اليوم أنا ولدت
ما بين أرصفة الطرقات
في ريعان زخّات المطر
بين الغيوم السوداء وظلم البشر
هنا قابلتك
في عالمي الأسود
عالم محصور ما بين قطرة ودمعة ألم
ممزوج بكحل عينيك وغيمة لا ترحل
في هذا المكان أحببتك وأقسمت على الانتظار
هنا كبرت ما بين كُره الحياة وحب الانتحار
ثم رأيتك
فعلمت أن في الحياة بسمة هادئة
بسمة جميلة رأيتها في عينيك
هنا أدمنتك
وترّخت يوم ميلادي بأسمك
فنسيت الفصول الحزينة وغيرت عالمي
عشقت عالمك المشرق وخريفك الزاهي
دونت فصل حبك فقط
لم أعلم أن في الحياة فصولا متتالية
فصل اللقاء وفصل الحب والوداع وفصل الدموع
اختصرتِ كل الفصول وعَشِقتِ فصل الوداع
اخترتِ الرحيل
أسألك يا مهاجرة
لمَ الرحيل ...؟
أخبريني لمَ الرحيل ....؟
لمَ سرقتِ مني ألوان الحياة
وتركتني في هذا العالم الأسود
أفتقدك الآن
عادت أيامي إلى سابق عهدها
أصبحت أعيش في فصل الحزن والدموع
فصل العيون الدامعة في قلب أعاصير الألم
وسط رياح اقتلعت قلبي مني
حتى أصبح كورقة تتلاعب بها الرياح
ورقة تائهة تبحث عنك في كل مكان
تبحث عن ملجأ
عن حرف من معنى السعادة
فوصل إليكِ ومعه بضع قطرات
قطرات كانت من بصمة السماء
بصمة ذكريات لن تمحيها الرياح
بصمة كتبت من دمي وارتمت في حضنك الخدّاع
فوداعا يا مهاجرة
وداعا يا من نزفت لأجلك حبا
ولوّث هجرانك أنحاء جسدي
وأنا كما أنا ما زلت أنتظر