لفنى حنين مجنون اليه..
ساقنى من مرقدى..
وتلقفتنى الشوارع المعتمة..
لم ترحمنى..
ساخرة منى..
"هاك..تلك سكيرة أخرى"
و الأرصفة تشد ثوبى
ولا أعبأ..
و الأشجار القاسية ليلا..
العارية من ثوبها الأخضر
تمزقنى بهمساتها..
ولا أبالى..
و السائرون ليلا ..طيور جوارح
...و أمضى..
أصم أذنى
أقتل خوفى..
و أمضى..
و بعد السير الطويل..
و البرد يضنينى..
استوقفنى المكان..
كم من الوقت مر..
ملايين اللحظات..
"حيث الفوارق بين اللحظات دهو
رٌ"
أستقى الحياة من عيني قاتلى..
....رأيته..فلم أفكر مرتين..
خطوت خطوات شبحية..
يهديها الضوء المتلألئ فى أرجاء الحانة..
تتكثف على وجنتي..
قطرات من أنفاس ثلجية..
تتحسس شفتى ..و تذوب..
يحيط بى لون أزرق شاحب..
هو لون الموجودات كما أراها..
أو..ربما...
هو لون احتضارى..
تلتمس السماء ظلى..
فلا تجد لى انعكاسا..
رغم أثر توسلاتى على واجهة الحانة..
تتناثر من حولى..
ظلال تصطنع البراءة..
لقطرات المطر
تتخلل شعرى...و تؤلمنى
أصداء عميقة لموسيقى الحانة..
رغم خفوتها ..
تجرح ثوبى..
تعبرنى المرايا..
أحدق فيها ..و تقسم كذبا
فلا أرى الا صورا
خاوية من دفْ
ءٍ..
تغيب أناملى فى أسطح المرايا..
تضيع فى تموجات لعوب..
تثير جنونى..
فتارة التذكر..و تارة التنصل..
و تارة ترانى حية جدا..
و تارة تزيدنى بالنسيان موتا
و تارة تقلب صورا شريدة..
قريبة.. بعيدة
تحيل القلب صنما
ذليلا
و تقسم ..و تكذب
و بالحلم تغدو الرؤيا
ظلالا..تذوب..
و فى الحانة تسكر جموع الراقصين
و تعزف الاّنات
نغم شَجَنٍ أو
نغمًا شجيًّا
تشدنى الضوضاء من دوامة المرايا
و الصخب يعصف بين الثنايا..