و جازتني الأقدار بالمنع
فِي عَيْنَيك أقمْت مِحرابا و أطَلت الصّلاة و أكْثرت الدّعاء و أجْزلت العَطاء ،فأطْعَمت العَاشِقين مِن رًغيف حًرفي و سًقيتهم مِن كأس شَغَفي ،و مِن وهَج الشّمس اسْترقت شعاعا أغَازلهم بــه فأمدّهم بدفء ،و مِن ضياء القمر،قَبضت قبضة فصَنعْت قنديلا لليَالي مضيئ ، لأنال الرضا وَ أنال وصْلك فقد تعلّمت أنّ اليَد التي تعْطي تجَازيها الأقْدار بالمَنح. و أَنفقت مِنْ يَميني مَالَم تدري به شِمالي، و اكْثرت مِن عَطائي و تَضرّعي.
أ ما آن لصلواتي أن تجاب و تنصف روحينا بالجمع ؟؟
طال صبري فاشتد يأسي و أقنطني جزعي،و مارضيت ببعض عَطْفك بـل زاد طَمعي،رجائي وصْلا لا ينحني لِسَيف القطع..فمَا رَضيت فجَازتني الأقْدار بالمَنع...
و عاتبتني السّماء و قَالت أوَ لمْ تقرأي سورة الكهف؟ قصة النبي موسى مع الخضر في رحلة الأقدار و دروب الحِكم..
و سَفينة البَحر لمَساكين اذْ اصيبت بالصّدع؛لِتمْنع سوءا مِن مَلِك مسْتَبد أصِيبَ بِالجَشع.و غلاما حكِم عَليه بالقَتل،رَحْمة بأَبويه لِيجازيهما الله بولد صالح من بعْده.و جِدار قارب على الإنهيار فأقيم بلَا أجْر،ليَكون لليتِيمين جزاء و خَير ذخْر، هذه حِكمة الله لا تدْرى إلا بعْد أجَل.،فَاصْبري و اْرضي فَعين العَطاء فِي المَنع و قِمة الايْمان الرّضا بالقدر؛فِإن كَان مَنحا فَالحَمد على النّعم،و إنْ كَان مَنعا فالصّبر بِلا هَلــَع.