...وتعيش ذاتك، بل آخر "مونادة" ليبينتزية فيك، انشطارها النووي في صحراء الشعر المنثور..تنطلق منك ومضات "آني" إلى النعيم، وشظايا "دانتي" إلى الجحيم..أنت النظير الحقيقي لهملايا الأتربة والبواطل..يتسلقك "زارا"، حاملاً جثة البهلوان الحقيقي، باحثاً فيك عن البهلوان المجازي الذي قد يبلغ ضفتك سالماً، شريطة أن تتواضع، وتصبح نهراً بعد أن كنتَ بحراً لا تغيب الشمس عن وعيك. أنت الوحيد الذي لا يغار على الشمس، لأنك تعرف أنها لا تنام..لا يمسها النوم..فلا تغار عليها، مهما غربت عن غيرك، فلن تعبر فيك إلا ما يخالج أمواجك المنسية من الزمهرير..إلى آخر الدفء..كلك سرمدية من الهجير إذ تعانقها، وتجعل من رحيلها رحلةً، فتغيض المشرق والمغرب..يسألونك عن الوطن، وأنت خليع الحظوظ قاطبةً، فلم يبق لك من معجم البلدان إلا "ياقوت الحموي".