توريث الهوية

قال لي بتهكم انتم ياأهل الموصل بخلاء , فرده من فوره جاهل كان جالسا معنا وانتم ياأهل الناصرية خبثاء ,
وهكذا تتكرر المواقف عندنا حين نبغي التعرف على ضيف جديد
فنبدأ معه مسلسل التصنيف هل انت كردي ام هندي ,علوي ام درزي ,صابئي ام يزيدي , سني ام سلفي ,على تنوع الوان عقائدنا واعراقنا
وهو امر مضحك لانه يشبه علماء الحيوان الذين يصنفونها الى رتب وشعب وفصائل
والخطورة في تصنيف بعضنا بعضا حين الاستفتاء , هل هو من جماعتنا ام هو منشق علينا , وهي تساؤلات نخفيها علنا ونتهامس بها سرا وصفها القرآن بقول بليغ
( ان هي الا أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان )
ثم منا من يصدح في الجمع والجماعات اننا المسلمون سواسية كاسنان المشط
(ذلك قولهم بافواههم ..) والواقع يرينا تفرق وتمزق الرؤى والقلوب
فمولدي في الموصل لايعني انني صرت بخيلا ولو ولدت في الصين لربما رآني منتقدي كريما وان أتخذت بوذا ربا" او رسولا
وينسى الجميع اننا نولد من بطون امهاتنا لانعلم شيئا فتشكلنا بيئتنا وآباؤنا فالطفل في قم لايعلم لم يسبل يديه حين يصلي كما الطفل في مكة لايعلم لم يضع يديه فوق صدره حين يصلي فالاثنين ورثا بعض تفاصيل هويتهما الفكرية من الاباء والمجتمع
ولابائنا فضائل علينا لايختلف الكل عليها ولكنهم غير معصومين والمصيبة اننا لانعترف بهذا تأدبا وتكرما لهم مما يبعدنا بعض الاحيان عن الانصاف ذلك اننا نكون عبيد العادة والعرف والمسلمة المتوارثة !
لقد حل القرآن هذا التناقض الذي أربكنا حينا وورطنا احيانا فهدانا أن
( نتقبل عنهم أحسن ماعملوا ونتجاوز عن سيئاتهم ..)

موضوع غاية في الأهمية والحديث عنه حديث يطول وهو حديث ذو شجون، فكم من الدماء سفكت بسبب هذا الداء اللعين المستشري بين كافة فئات المجتمع مثقفيهم قبل جهالهم، وكم من المجازر ارتكبت وكم من الحقوق هضمت وكم وكم..اللافت في الأمر أن عمق ترسخ هذا التصنيف في نفس المرء لا يستتبعه في أغلب الأحيان عمق كبير في الإنتماء للبيئته فتجده دائم الشكوى والتذمر من كل ما يحيط به لسان حاله يقول :

وما انا منهم بالعيش فيهم لكن موطن الذهب الرغام

كما ذكرت أخي الكريم الحديث عن داء التصنيف حديث يطول، ولكن ساكتفي بهذا القدر ربما كان لي عودة، بقي ان اقدم لك خالص الشكر والإمتنان لطرح في غاية الأهمية، وتقبل اطيب تحياتي

اعتقد انها اشاعات تطغى بالتغليب ..
او ربما قاس عليها احدهم تجربته الشخصية فطبقها على كل من يعرف .
وهي توجد في كل بلد حيث يختص اهل منطقة بالظرافة واخرون بالبخل وغيرهم بقلة الوفاء وهكذا .. هي اذن حالة اجتماعية لا تعني الدقة ..
اما ان يصل الامر لمستوى التفريق والمعاملة على اساس افكار مسبقة فهنا تكمن الخطورة وهي موطن بدء شرارات الفتنة والتفريق..
وحتى لو تشابه اهل بلد في مذهبهم فان التصنيف يكون حسب القبيلة او اسم العائلة . والامثلة كثيرة..
حتى نحن من ندعي الثقافة وننتقد مثل هذه التصرفات نجدنا ننساق وراءها لا شعوريا في اي موقف حاسم وكلما وُضعنا على المحلك ..
ربما علينا ان نعطي من انفسنا قدوة قبل اي شئ اخر ..
موضوع مهم وحساس .. شكرا جزيلا.

الخطورة ياحباب قلبي
اننا نولد وفي جيناتنا
تلك النزعة التصنيفية
بل والادهى والأمر.... اننا نصف اسلاميتنا والتزامنا بمنهج الرحيم محمد لا على اساس مانقتبسه من سلوكيات محمدية ناصحة وناضجة لدنيانا وآخرتنا
بل نصنفها .... من لم يكن مثلنا
فهو ليس من الطائفة المنصورة
حتى امسى الاسلام .... اسلامات
فمسلم طهران هو غيره مسلم الموصل هو غيره مسلم الصومال
هو غيره مسلم كندا ... وهكذا
نستجير بالواحد الرؤؤف الودود
ان يلم شمل جيناتنا
اللهم آمين

الأخ خليل
بارك الله فيك لهذا الموضوع المهم
نعم فرقنا قبل أن ترى بصائرنا النور
وأغمضنا عقولنا احتراما لمن كان السبب في مجيئنا للحياة
لكن الله وهبنا العقول ... لنتفكر في خلقه وفي حياتنا الزائلة وحياتنا القادمة,
حياة الخلود.
أما آن لنا أن نحكّم عقولنا...
أما آن لنا أن نعود بحكمة لكتاب الله ...
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )

تقبل أخي خليل وكل أهل الموصل بل كل أهلنا في العراق كل التحيات والتمنيات
بأن نكون كما أراد الله شعبا واحدا وأمة واحدة ... وما ذاك ببعيد إن شاء الله

(وأن هذه أمتكم أمة واحدة .. وأنا ربكم فاعبدون)

الأخ خليل
بارك الله فيك لهذا الموضوع المهم
نعم فرقنا قبل أن ترى بصائرنا النور
وأغمضنا عقولنا احتراما لمن كان السبب في مجيئنا للحياة
لكن الله وهبنا العقول ... لنتفكر في خلقه وفي حياتنا الزائلة وحياتنا القادمة,
حياة الخلود.
أما آن لنا أن نحكّم عقولنا...
أما آن لنا أن نعود بحكمة لكتاب الله ...
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )

تقبل أخي خليل وكل أهل الموصل بل كل أهلنا في العراق كل التحيات والتمنيات
بأن نكون كما أراد الله شعبا واحدا وأمة واحدة ... وما ذاك ببعيد إن شاء الله

نعم أستاذي الفاضل
عقول بعضنا للأسف قادتهم الى .... النكوص

ويحدثونك عن الفلاح والنجاح

\


أعتذر بشدة عن تأخري في الرد أيها الاستاذ العزيز على قلبي

جزاك ربي الجنة خليل الحلاوجي

الأديب المعلم / الحلاوجي

بإختصار

بإختصار

بإختصار
لصمت حضور
ولروعة شعور

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

تقرأ إبداع يأخذنا عن صخب الضوضاء في انحدار الكلمه وضعف اللياقه الثقافيه

ولكن نتأمل جدا خير بوجود هذا الأسم الحلاوجي

كل الود لكَ يا طيب

حمزة الهندي

تحياتي لك

الخليل...
مشاكسة
في التصنيف اجدنا..وليس هذا بالامر الغريب ايها الخليل...واظن بان المسألة تحتاج منا الى رؤية موضوعية.. فالتصنيف لايشمل الموصلي والناصري فقط...فالتصنيف يشمل العشيرة والقبيلة ووووو...والمذهب والدين والطائفة والقومية...والقائمة تطول.
ولقد ورثوها من الرعيل الاول..بل من رسول الاسلام نفسه عندما قال وعذرا لست اجيد تخريج الاحاديث لكني اكتب الان مفهومها...خير القبائل قريش وانه خير بطونها هي ما جاء هو منها...ومن ثم التصنيف هذا شمل المهاجر والانصاري...والكل يعلم ما كان لهذه التسميات من ايجابيات وسلبيات...ولست انكر هنا ايجابياتها...لكني اتذكر ضمن سياق الموضوع سلبياتها ايضا..فبعد موت رسول الاسلام دار الخلاف حول من يتولى امر المسلمين حيث قالت الانصار اننا....وقال المهاجرون اننا......؟
اذا مسألة التصنيف قديمة...الاسلام برغم حديته في هذه المسألة بتقديمه المساواة كضمان للمسلم.. الا انه ابقى على هذا التصنيف..ومما لاشك فيه ان ذلك التصنيف كان ما يجب ان يكون عليه بسبب البيئة القبلية التي كان الاسلام قد بدأ منه..ثم التصنيف هذا استمر...في زمن عمر..عندما صنف المسلمين الى من اسلم قبل الفتح وبعده.
ايها الخليل...هناك دائما رواسب تتراكم في ذهن الانسان العادي فتخلق مثل هذه الامور التي يخرجها عن طورها الصحيح فيصبح الامر...هذا من الموصل وينعته ...وهذا من الناصرية فينعته.
والهوية وان كانت الاسلام يجمعهما...الا انه في الاسلام تنوعت اشكال الهويات..وتكاثرت فاضعت القيمة الاساسية لما جمعهم...بسبب التنافر والتناحر الغير مجدي بين كل هذه الادعاءات.
اما ماذكرته من تاثير الاباء والمجتمع على المرء..فانه امر لايمكن انكاره ولايمكن التخلص منه لانه اصبح جزء من القيمة القبلية والعشائرية التي يتباها بها بالذات العربي في وقتنا هذا..ولكم سألت من اي البطون انت ومن اي الاعمام انت...وووووو....وكنت ارد عليهم من عمومة الانسانية وبطن الانسانية انا.
ولست اعمم الامر...لكن الاباء في طريقة تفكيرهم وان كانوا منبع الحكمة قد لايصيبون لانهم يفكرون على طريقة زمانهم وقالها الامام علي لاتعلموا اولادكم عاداتكم لان زمنهم غير زمنكم.
ايها الخليل...عذرا لهذا المشاكسة.

محبتي وتقديري لك
جوتيار