1- النحو الوافي للشيخ عباس حسن
المسألة 125: البدل من المضمن الاستفهام، أو الشرط، وبيان بدل التفصيل
قد يكون "المبدل منه" اسم استفهام "ويسمى "المضمن معنى همزة الاستفهام" [معنى تضمنه همزة الاستفهام أنه اسم استفهام يؤدي معنى همزة الاستفهام، وأنه -وهو لفظ واحد- يشمل كثيرًا من الأنواع والأفراد غير المذكورة في الكلام صراحة؛ فهو يحتويها إجمالا من غير أن تذكر بعده مفصلة صريحة، فإذا أريد بعد الإجمال الذي ينطوي عليه المبدل منه النص الصريح على بعض أنواع أو أفراد مما يدخل في الإجمال جيء بهذا المطلوب مذكورا صريحا في "البدل" بعد الهمزة مباشرة من غير فاصل بينهما. وهذا المذكور بعد الهمزة ليس إلا نوعا أو فردا يدخل ضمنا لا صراحة في اسم الاستفهام "المبدل منه".
ومثل هذا يقال في الغرض من "إن" الشرطية التفصيلية. وليس لهذه علاقة بهمزة الاستفهام فلا تسبقها هذه الهمزة].
وقد يكون اسم شرط ويسمى المضمن معنى حرف الشرط "إن" [فإن "المبدل منه" قد يكون اسم شرط متضمنا معنى حرف الشرط "إن" من غير ذكر صريح لهذا الحرف؛ لأن من يقول: "من يجاملني أجامله" يريد: إن يجاملني صديق، أجامله، وإن يجاملني عدو أجامله، وإن يجاملني محمد أجامله، أو محمود، أو... فكلمة "من" وهي لفظة واحدة يتضمن هذا كله. فإذا اقتضى الأمر بدلا يفصل مجمل اسم الشرط المبدل منه ظهر مع البدل حرف الشرط "إن" ليوافق البدل المبدل منه في تأدية المعنى بشرط ألا يظهر حرف الشرط مع المبدل منه، وبشرط ألا تعمل "إن" شيئا مطلقا، ولا تجلب معنى إلا إفادة التفصيل].
فإذا اقتضى الأمر بدلًا يفصل ذلك المضمون المعنوي المجمل ظهر في الحالة الأولى مع البدل حرف الاستفهام "الهمزة"، وفي الحالة الثانية حرف الشرط "إن" ليوافق البدل المبدل منه في تأدية المعنى.
وهذا بشرط ألا يظهر حرف الاستفهام ولا حرف الشرط مع المبدل منه.
والاستفهام الذي يتضمنه المتبوع قد يكون عن الكمية [أي: عن عدد، وكذا ما يتصل بالعدد من المقادير]، أو عن الذات، أو عن معنى من المعاني؛ فمثال الاستفهام عن الكمية: كم كتبك؟ أمائة أم مائتان؟ "فمائة" بدل من "كم" بدل تفصيل للمعنى العددي. ومثال الاستفهام عن الذات: من شاركت؟ أكاملًا أم منصورًا؟ "فكاملًا" بدل تفصيل من كلمة "من".
ومثال الاستفهام عن المعنى: ما تقرأ؟ أجيدًا أم رديئًا؟ فجيدًا بدل تفصيل من "ما".
وإنما تضمن البدل همزة الاستفهام ليوافق متبوعه الذي هو اسم يتضمن معنى همزة الاستفهام من غير تصريح بأداة الاستفهام الحرفية كما أسلفنا؛ فلا تجيء الهمزة في مثل: هل أحد جاءك؛ محمد أو علي، بسبب التصريح بحرف الاستفهام.
والشرط الذي يتضمنه المتبوع قد يكون للعاقل أو غيره، وللزمان أو المكان؛ فمثال الشرط للعاقل: من يجاملني -إن صديق وإن عدو- أجامله. فكلمة: "صديق" بدل تفصيل من كلمة "من" الشرطية. وإن الشرطية الظاهرة في الكلام ليس لها من الشرط إلا اسمه؛ فلا تجزم، ولا تعمل شيئا، وإنما تفيد مجرد التفصيل؛ ولذا تسمى "إنْ التفصيلية".
ومثال الشرط لغير العاقل: ما تقرأ، إن جيدا وإن رديئًا، تتأثر به نفسك. فكلمة: "جيدًا" بدل من كلمة "ما"، و"إنْ" المذكورة في الجملة لا أثر لها إلا في إفادة التفصيل كما سبق.
ومثال الشرط الدال على الزمان: متى تزرني، إن غدًا وإن بعد غد أسعد بلقائك. فكلمة "غدًا" بدل من "متى"، وكلمة "إنْ" للتفصيل.
ومثال الشرط الدال على المكان: حيثما تجلس، إنْ فوق الكرسي وإن فوق الأريكة، تجدْ راحة. فكلمة "فوق" بدل من: حيثما. وكلمة "إن" للتفصيل.
وإنما قرن البدل في كل ما سبق بالحرف "إنْ" ليكون موافقا لاسم الشرط المتبوع الذي يتضمن معنى هذا الحرف من غير أن يذكر صريحا فلا يصح مجيء "إنْ" في مثل: إن تساعد أحدا محمدًا أو عليًا أساعده.
هذا وبدل التفصيل نوع من بدل الكل من الكل لا يحتاج إلى رابط.

2- التطبيق النحوي للدكتور عبده الراجحي
- يكثر استعمال البدل في الاستفهام والشرط، ويسمى بدل تفصيل، على أن تصحبه الهمزة في الاستفهام، وإن في الشرط، مثل:
* من حضر اليوم؟ أمحمد أم علي؟
الهمزة: حرف استفهام.
محمد: بدل تفصيل مرفوع بالضمة الظاهرة.
* من رأيت اليوم؟ أمحمدا أم عليا؟
محمدا: بدل تفصيل منصوب بالفتحة الظاهرة.
* من يجتهد -إن طالب وإن موظف- يوفق.
إن: حرف شرط مبني على السكون لا محل له من الإعراب "ويسمونها حرف تفصيل؛ إذ لا عمل لها، ولا تفيد إلا التفصيل".
طالب: بدل تفصيل مرفوع بالضمة الظاهرة.