-أقسام الشعر من حيث المذهب :
أ-الشعر اللامذهبي (الفطري ):
وهو كل شعر كتبه الشعراء دون الاعتماد على قواعد مكتوبة بل نزف من ذاكرة الشعراء دون تصنع فجاء على السجية والفطرة دون عناء .
ب -الشعر التقليدي الاتباعي:
يراد بالشكل التقليدي كل شعر أعقب بدايات النهضة العربية الحديثة /1798/م من خلال محاكات أنماط الشعر القديم وإحيائه ، هذه النزوع لإحياء القديم وبعثه، ويعد في حينه موقفاً حضارياً جمع الوجدان الجماعي ضد المد الاستعماري الفكري . تزعّم هذا التيار البارودي على أساس فلسفي يقوم على الموضوعية و العقلية والحسية عن طريق الحدس والاستشراق والعقل والاستنتاج العقلي والحسي والرؤية السالبة ومحدودية القدرات وتقوم نظرية الشعر في هذه المرحلة على محاكات النماذج السابقة التي لا تعدو مهمتها الأخلاق والترفيه حيث يكون الشعر قيمة لغوية ومهارة لسانية وصيغ بيانية حيث الارتباط بين الأساس النظري للشعر وبين طبيعة الخيال ارتباط وثيق وأن الصلة وثيقة بين الخيال والعقل والكلمة وهي الوحدة الأولى للغة التي هي مجموعة ذرات كل ذرة فيها تحمل دلالة مفردة ومعنى محدداً والمعنى الكلي هو مجموع الدلالات الجزئية لمعاني المفردات وغرض اللغة توصيل أفكار من الشاعر للمتلقي.
ج-الشعر الإبداعي الرومانسي
وهو لفظ أطلق على شعر فرد أو مدرسة أو جماعة ويعني الحرية والغربة والعودة للطبيعة وترتبط الرومنسية بالقلب والخيال وقد ارتبطت الرومنسية بغنائية الشعر العربي القديم ونظرية المعرفة الرومنسية تقوم على إدماج الداخل بالخارج حيث يصدر منها الموقف الرومنسي القائم على الهروب والاغتراب والفرار، وأن الإنسان يعيش ويفهم بالعقل والحس والغريزة والعطف والبداهة والخيال والتفكير وقد ربط الرومنسيون الشعر بالموسيقى، واعتبروا الذات الشاعرية تلعب دوراً فاعلاً في مجال العين الباطنية للشعر إذا الشعر وجدان (تعبير)وهذا التعبير موحٍ مهمته إبراز قيم الحق والجمال.
د-الشعر الواقعي:
ساير الشعر الاتجاه الواقعي ولازم المجتمع وحياته في مشكلاتهما وأحداثهما , دون أن يعير غير ذلك من مسائل الفن اهتماماً ، والواقعيون على طرفي نقيض مع الأدباء المثاليين الذين يجرّدون الحياة من جميع عيوبها ؛ ويعملون على عرض أحسن الصور لها . والأدب الواقعي ذاتي في أغلبه ، لأنه من معين ذاتي أو من تجربة خاصة , وكثيرا ما يجنح إلى ما هو شاذ في الحياة وإلى العامية . يقول أحمد حسن الزيات صاحب مجلة الرسالة : الواقعيون يرون البلاغة في تصوير الطبيعة على الواقع المحسوس , وتفسير غوامضها على المعنى الحق , والواقع يكون خيرا كما يكون شرا , والمعنى يكون حسنا كما يكون قبيحا , ولكنهم يجعلون بالهم إلى دقائق الحياة المبتذلة القبيحة أكثر مما يجعلونه إلى دقائقها المصونة الجميلة , لاعتقادهم أن الشر في الناس هو الأصل , وأن القبح في الطبيعة هو الجوهر. فالواقعية تلاحظ الطبيعة وتنقلها نقلا موضوعيا محايدا أمينا لا تدخل الفنان بشعوره الشخصي فيه , فالمذهب الواقعي أو الاجتماعي يرى أن الأدب والفن ليس مما تجود به قرائح الأفراد ، وإنما مصدره الجماعة وروح الشعب , فهو ثمرة إحساسها ونتيجة تفكيرها . ويتردّد شعر أبي شادي ، والزهاوي , وعمر أبي ريشة , ومحمود أبو الوفا ، بين الرومانتيكية والواقعية , فنرى في شعرهم ألواناً من الشعر القومي والوطني والاجتماعي , وتصوير الحياة العاملة ، حياة الصانع والفلاح , ووصفاً لمشاعر المجتمع وعواطفه وحياته ، ومن الشعراء الناهجين منهج الواقعية : رئيف خوري , وبدوى الجبل , ومحمد مهدي الجواهري , وعبدالوهاب البيـّاتي ، وغيرهم وقصيدة أبي شادي " هاتى المش " - وهي على لسان فلاح مستعبد في الأقطار المتخلّـفة يخاطب ابنته ، وقد بلغ منه اليأس كل مبلغ – مثال للأدب الواقعي :
غلب الجوع فهاتى المش هاتي !
لا تقولي اللحم- إنْ أصبر-
سادتي أولى به ، مذ نهبوا
كل حق لي وعاثوا بحياتي
لا تقولي الدود قد أفسده
إنما الدود - وإن يحقر – لداتي
حقه العيش كحقي ، ماله
أي ذنب غير ذنبي أو أذاةِ
مدحوني مثلما قد لعنوا
قد تساوى المدح واللعن لذاتي
هذه الأمراض لم تترك سوى
رمق داسته أقدام الجـُناةِ
أتراني في غد مسترجعاً
قوتي أو طارحاً عني أناتي ؟
ليتني حتى تدوي صرختي
ويجازي كل مأفون وعاتِ
أسرعي ! فالوقت قاس ٍ صارمٌ
إن وقت العبد من وقت العـُتاةِ
أسرعي ! لا تحلمي واهمة
واتركيني في همومي يا فتاتي
ربما تثمر يوماً حنظلاً
بل سموماً للشياطين الطغاةِ
كم نبات دِيسَ بالأقدام لم
يقبل الدوس حقيراً فى النباتِ
ومضى مستشرياً يقضي على
شامخ الأشجار , فذاً فى العصاةِ
هذه حالي وذي فلسفتي
وكفاحي بين صبر وصلاةِ
إن يكن جهلي وفقري حجة
لاضطهادي ، فأمر الثأر آتِ !
ه-والواقعي الجديد:
وهو نوع من الشعر الواقعي يصور الواقع كما هو ويدعو للثورة على هذا الواقع السيء
و-الشعر الرمزي:
الشعر الرمزي شعر وجداني وهو منبثق من الشعر الإبداعي , ولكنه يختلف عنه في أنه رد فعل على الإبداعية المسرفة , فهو لا يعبر عن عواطف مفصلة واضحة , بل يعبر عن مشاعر مبهمة وحالات نفسية غير محددة . والشعر ومضات سريعة وخلجات عابرة , ولكي تصل الرمزية إلى هذا المناخ الشعري غيّرت في وسائل الأداء .
وسائل الأداء في الرمزية :
1- الشعر كلمات : رأى الرمزيون أن اللغة جمدت من فرط الاستعمال , ولم تعد قادرة على مواكبة الإحساسات العصرية , وهي واضحة عقلية , وأعماق الذات ضبابية رمزية , فحاولوا إيجاد حل لأزمتها .
2-الشعر موسيقا : اعتبر الرمزيون أن النغم أساس القصيدة ومفتاحها , فالمناخ الشعري يسهل الوصول إلى منطقة اللاشعور , ورأوا أن أثر الصوت لا يقل عن أثر العطر أو اللون .
3- الشعر صورة وعلاقات جديدة : يلجأ الشاعر الرمزي في صوره إلى العلاقات غير المتوقعة بين طرفي التشبيه , كقول بودلير : أنا جميلة أيها البشر , كحلم من حجر
4-ولجأ الرمزيون إلى ما يسمى ( تراسل الحواس ) : فالحواس تتبادل , والشاعر يستطيع تشبيه المؤثرات السمعية بالبصرية أو اللمسية لأن وقعها في النفس متشابه .
5-الشعر رمز: الرمز هو الأداة الرئيسية للتعبير في هذا المذهب – والرمز أقدر على نقل الحالات النفسية والشعورية التي لا يصرح بها الشاعر , كالرمز باللون الأحمر إلى الثورة والحركة والحياة , وهذا هو سبب إبهام الشعر .
6-الرمز والشعر الحرّ: أدى تغير البنية الداخلية للشعر إلى تغير شكل القصيدة الخارجي , وقد رأى الشعراء الرمزيون أن على الشاعر أن يُخضع القالب الشعري لخوالجه المتغيرة , فأطلقوا حرية الشكل وحاولوا العثور على النغمة المطابقة لخفقات الروح والوجدان .
ز-الشعر السريالي:
هو نوع من الشعر يعتمد على الحلم والطفولة ويترك الشاعر العنان لنفسه في الحديث عن موضوعه ومن سمات الأدب السُّريالي:
1- الدخول في عالم الغرابة والإدهاش. فالمصادفة التي تُعَدُّ عُنْصُرَ ضَعْفٍ في الرواية العادية تغدو عندهم عنصراً مهماً، وكذلك اللجوء إلى عالم الأشباح والتجسّدات وانفلات الخيال.
2- الاغتراف من الهذيانات، لأنها ترشد إلى أعماق الذات.
3- التأليف بين عالمي الواقع والحلم والعبور من أحدهما إلى الآخر. فالأحلام والذكريات إضاءات للمواقع الخفية في الإنسان؛ وهي تتشابك وأرجاءَ الواقع الراهن 4-الحب عندهم وسيلة لتصور العالم القادم، إنه الحب الكلّي المطلق، وهو وسيلة للمعرفة، وفي مجال الحب يغدو الممنوع مباحاً، والحب لا يعمل إلاَّ مع الأمل، وبهما يتجدد العالم.
5- لَمَّا كانت السريالية تحطيماً للقواعد والشكل ورفضاً للمنطق؛ فقد أهملت الاهتمام باللغة والخضوع لقواعدها الصافية وراحت في عباراتها تتقطع وتتناقض بمنأى عن كل أساس منطقي، فإذا بها مجموعة من التداعيات النابعة من اللاشعور قد تنمّقها أو تشوهها المقدرة الفنيّة الواعية وتترك الكلمات تتكلّم وتقول ما تريد قوله، متناسية ما كانت تحمله من المعاني في الآداب السابقة. تعمل وتؤثر مستقلةً، تتزواج فيما بينها أو تتنافر، مؤلفة صوراً، وكاشفةً عن واقعٍ لم يقُلْه أحدٌ بالضرورة".
6- السريالية ديوان الأخيلة والصور الغريبة والمتناقضة التي يعسر فهمها.
1- الشعر السريالي ناشئٌ عن دافع لاشعوريٍّ يبتدع القصيدة كما يبتدع الحلم. ويرى إيلوار أن القصيدة مجموعة من الهلوسة والجنون والتذكُّر والقصص القديمة والمشاهد المجهولة والأفكار المتضاربة والتنبؤات البعيدة وحشد العواطف وتشويش العقل والعبث.





المستشار الأدبي
حسين علي الهنداوي
شاعر وناقد
مدرس في جامعة دمشق
دراسات جامعية-في الأدب العربي
صاحب الموسوعة الأدبية (المرصد الأدبي )
حجم الموسوعة( خمس عشرة ألف صفحة )
سوريا -درعا- hoshn55@gmail.com
السيرة الذاتية للمستشار الأدبي(حسين علي الهنداوي)
أ- أديب و شاعر وقاص ومسرحي و ناقد و صحفي
ب- له العديد من الدراسات الأدبية و الفكرية
ج-نشر في العديد من الصحف العربية
د- مدرس في جامعة دمشق - كلية التربية - فرع درعا
ه- ولد الأديب في سوريا – درعا عام 1955 م
و- تلقى تعليمه الابتدائي و الإعدادي و الثانوي في مدينة درعا
ح- انتقل إلى جامعة دمشق كلية الآداب – قسم اللغة العربية و تخرج فيها عام 1983
ك- حائز على إجازة في اللغة العربية
ص-حائز على دبلوم تأهيل تربوي جامعة دمشق
ع- عمل محاضراً لمادة اللغة العربية في معهد إعداد المدرسين - قسم اللغة العربية في مدينة درعا
ف- انتقل إلى التدريس في المملكة العربية الســـعودية عام (1994 /2000 ) في مدينتـــي عنيزة و تبوك 0
1- عضو اتحاد الصحفيين العرب
2- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
3- عضو تجمع القصة السورية
4- عضو النادي الأدبي بتبوك
مؤلفاته :
أ*- الشعر :
1- هنا كان صوتي و عيناك يلتقيان/1990
2- هل كان علينا أن تشرق شمس ثبير/1994
3- أغنيات على أطلال الزمن المقهور /1994
4- سأغسل روحي بنفط الخليج /1996
5- المنشّى يسلم مفاتيح إيلياء/1996
6- هذه الشام لا تقولي كفانا / مخطوط
ب*- القصة القصيرة :
شجرة التوت /1995
ج – المسرح :
1- محاكمة طيار /1996
2- درس في اللغة العربية /1997
3- عودة المتنبي / مخطوط
4- أمام المؤسسة الاستهلاكية / مخطوط
د – النقد الأدبي :
1- محاور الدراسة الأدبية 1993
2- النقد و الأدب /1994
3- مقدمتان لنظريتي النقد و الشعر / مخطوط
4- أسلمة النقد الأدب
هـ - الدراسات الدينية :
1- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الأول
2- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثاني
3- الإسلام منهج و خلاص ـ الجزء الثالث
4- فتاوى و اجتهادات / جمع و تبويب
5- هل أنجز الله وعده !!!!!!
و- موسوعة (المرصد الأدبي) :
1-تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية ( معاني الأدب وعلاقاته)
2 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية قبل الإسلام (العصر الجاهلي )
3 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر صدر الإسلام )
4 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الراشدين )
5 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية (عصر الخلفاء الأمويين)
6 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العباسيين )
7 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء الأندلسيين )
8 - تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الدول المتتابعة )
9- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية(عصر الخلفاء العثمانيين )
10- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العصر الحديث)
11- تاريخ الأدب والنقد والحكمة العـربية والإسلامية في (العهد المعاصر)