ينابيع السبيعي بالعربي الفصيح

لانها منا والينا اقرب فهيا معى نقراء لها هذا الحوار

النساء جملة مفيدة لهـــا مـحـــل من الاعــــراب لمــــن يعتقد أن فعــــل الكتــــابة مذّكر

حوار: صالح اليامي:
ينابيع السبيعي شاعرة صاحبة مفردة جميلة وكلمات شاعرية أوصلتها إلى وجدان المتلقي لكن هذا لا يمنعها أن تكون أشد قسوة تجاه من يجعل من الشعر وسيلة للاسترزاق من خلال آرائها في هذا الحوار:-
٭ ما هي البطاقة الشخصية للشاعرة ينابيع السبيعي؟ ومتى تأتي كتابة الشعر؟
- شاعرة وأم ومعلمة وربة بيت كتبت الشعر في سن مبكرة لي ديوانان بالشعر الشعبي الأول (خفايا الأمس) من عام 1421هـ والثاني (هدية شوق) من 1425هـ، لي محاولات في الفصيح حيث بداياتي كانت بالفصيح ولن أنسى احتضان جريدة اليوم لهذه المحاولات التي اعتبرها أول انطلاقة لي في الكتابة ولي مسودة ديوان بالفصيح بعنوان (أشجان الفؤاد)؛ وعند تأثري بموقف ما يأتي تدفق القصيدة وليس لها وقت محدد.
٭ حبذا لو تحدثينا عن بداياتك مع الشعر وعن أول قصيدة نشرت لكِ؟
- بداياتي كانت بالعربي الفصيح وقد أخفيتها لعدم اتزانها ولكنني أحمل بين طياته جمال طفولتي وصدق مشاعري وبداياتي الصغيرة التي أوصلتني إلى ما أنا فيه الآن ولكنني لم أجد من يقومني فيه فاتجهت للشعبي كونه منهج اجدادي وأول قصيدة نشرت لي كانت في سيدي خادم الحرمين الشريفين قبل توليه الحكم على ما أذكر أنها في عام 1419هـ عندما شرفنا بزيارته الأولى للأحساء وذلك في جريدة اليوم.
٭ هل تؤمنين بتوارث الشعر، وهل يكفي ذلك؟
- للوراثة دور كبير ولكن.. الوراثة لا تكفي فلابد من صقلها وذلك بالموهبة والممارسة الجليّة والقراءة المتمعنة والحس المرهف واستقاء المفردات التي توافق العصر، والزمان فعندما أرث أرضًا زراعية من أجدادي لن تظل على حالها بل بالعناية والحرث الطيب نحصد الثمار.
٭ يقال إن الإبداع الأنثوي من قبل ومن بعد يتراجع بالمقارنة بالإبداع الذكوري، أم أن لك رأيًا غير ذلك؟
- لربما الإبداع الذكوري أفضل إن صُنف الإبداع بنوع جنسه إلى قسمين كما تذكر أنت وذلك لا يعني المقارنة بل حجم الشعراء الرجال أكثر وتواجدهم أكثر من الشاعرات لذلك ترى الشعر المدّون باسم الرجال أكثر وعلى هذا الأساس حكم عليه بالأفضلية من وجهة نظر الكثيرين ولكن الشعر الجيد صدر من رجل أو امرأة لا يختلف إلا في الاسم الأخير.
٭ الشعر قطعة من روح الشاعر سؤالي من هذا المنطلق هو لمن تهدي ينابيع قطعة الروح شعرها؟
- إلى أحضان الحب في الحنايا...
إلى العمر الجميل.. إلى أنفاس الخزامى
إلى كل من ضم بين أضلاعه جرح الأيام.. وأنات الذكرى..
إلى القلوب التي اكتنفت بحب الكلمة الصادقة
ورعفت شوقًا لنبض القصيدة.. أهدي قطعة الروح شعري..
٭ هناك تيارات نقدية تطعن في موهبة الأنثى؟ بحيث يقال: (أن الأدب رجل، وفعل الكتابة مذكر كيف نستطيع أن نحافظ على المرأة المبدعة في ظل وجود مثل تلك التيارات؟
- أنا امرأة بغض النظر إلى الشعر أشاطر الرجل الهواء الذي يتنفسه وأسير معه في ذات الشوارع.. واواجه معه ثمة ظروف ومواقف، وإن كان الأدب رجلاً فلن أتواني أن أكون زوجة ذلك الرجل أو أُمه أو أخته لأكوّن معه جملة مفيدة لها محل من الاعراب.
٭ هل تشفع الحاجة للشاعر الأصيل أن يطرق الأبواب ويداهن الحجاب كما نرى الكثيرين من شعرائنا اليوم، خصوصًا وأن العدوى قد عادت لتغري شعراء الفصحى؟ بمعنى آخر ما العلاقة بين الشعر والطحين؟!!
- لا طبعًا لا تشفع له أبدًا لأن الشعر ليس سلعة وإنما هو عصارة فكر وحصيلة صراع نفسي يتكون في رحم الكلمات لتلد لنا أشعارًا تحتل الصدارة في قلوب متذوقي الشعر وأنا أشهر البطاقة الحمراء في وجه مرتزقي الشعر..
٭ بم تفسر الشاعرة ينابيع كثرة المجلات المعنية بالشعر الشعبي؟
- إنما ينم ذلك عن وعي شعري، وحصيلة وارفة من الأقلام الواعدة حوت الكثير من الشعر التي تزيد من دقة الحياة الشعرية ودفعها للأمام، وإن كان هناك مجلات الشعبي إلا أنها لا تمت له بأي صلة، فليس العبرة بالكم بل بالكيف.
٭ كيف ترى الشاعرة ينابيع السبيعي التهافت على صوت وصورة الشاعرة الخليجية والسعودية الإعلامية؟ بالذات من قبل البعض من ناشرين وقراء وجعل تشبثها بخصوصيتها عائقًا لانطلاقتها وهل من خلاص لها من كل ذلك على المدى المتوسط؟
- لقد كانت الشاعرة قديمًا لها قيمتها الشعرية ولها وجود مشرف قبل وضع هذه التقنيات الحديثة وليست الصورة من تثبت وجود الشاعرة أو حتى الصوت فنجد من يكيد للشاعرات لعدم ظهور صورهن أو أصواتهن ويتهمهن بالكتابة لهن ويقف احترامًا للمستشعرات من فاتنات المجلات حتى وان كثرت الأصوات فليس من المنطق أن يكون هذا طريقها لإثبات وجودها إذا كيف اثبتت الشاعرات القديمات وجودهن وليس من المنطلق أن يكون صوت أو صورة الشاعرة هو المنطلق لبروزها كشاعرة أبدًا إنما يبقى المضمون والتواجد القوي لها عن طريق توصيل كلمتها للقراء حيث تقيم كأديبة كتبت فعبرت وأَنا اعتبر التجربة الشعرية النسائية شجاعة رغم الحرب الشعواء وأدعوهن للثبات والعزيمة وعدم الأخذ بالأسباب.
٭ هل ترى ينابيع أن المرأة محجمة في المجتمعات العربية عمومًا وفي المجتمع السعودي خصوصًا وما الخطوات إن كانت هي كذلك التي وضعتها لكي تخدمي المرأة السعودية من خلال كتاباتك؟ وأين المرأة وما تعانيها؟
- لقد حظيت المرأة وما تتساوى به من حقوق ضمن مجتمعها كل حسب تقاليده وعرفه متمسكة بالعقيدة الإسلامية وللّه الحمد ولكن لم تأخذ نصيبها في توصيل كلمتها للمجتمع بسبب من يرى أن المرأة مكانها الحقيقي بيتها وتربية الأطفال فقط وهؤلاء قلة مما يؤثرون على أصحاب الرأي وأصحاب الكلمة في كبح أدب المرأة وقلمها للخروج به إلى المجتمع. ووضع فرق بين كتاب الرجل والمرأة مع أن الكلمة واحدة سواء كانت من رجل أو امرأة وأما بالنسبة لأدب المرأة وخاصة الشاعرة بالذات فلا تزال في قفص الاتهام.
٭ احدى الحقائق التي تواجه القلم النسائي في المملكة العربية هي محاربة أقرب المقربين لها حتى أننا سمعنا الكثير من قصص شاعراتنا وأديباتنا اللواتي دفعن ضريبة ذلك أسريًا ما الحلول المثلى برأيك كي تستطيع الأديبة السعودية نشر ما تريد نشره من إبداعاتها وباسمها الصريح دون أن تدفع ضريبة ذلك؟
- نحن مجتمع تحكمنا فيه عادات وأعراف من الصعب الخروج عنها ولكل شيء ضريبة، والشاعر الحق لا يؤثر به المسمى سواء كان اسمًا صريحًا أو اسمًا مستعاراً والاسم المستعار أصبح لغة العصر.
٭ هل كتبتِ في الوطن والمجتمع وهل لك في القصائد الوجدانية؟
- نعم، للوطن أقول:
رمــــــز ومهــــــابه
كان الوطن حلم ومقاييس وهلال
كان الوطن قوس وقصيد وربابه
كان الوطن هجن ومعازيم ودلال
كان الوطن صحراء ونفود وسحابه
صار الوطن ثروة من سهول وجبال
وصار الوطن أروع سؤال وجوابه
صار الوطن كل المعاني والامثال
وكل الخواطر والشعر والكتابه
صار الوطن كل الملامح والأشكال
جيلٍ يوّرث جيل زهرة شبابه
وصار الوطن كل الأماني والآمال
مثل الخواطر، والخواطر تشابه
وعاش الوطن مجد وتراث للاجيال
للعلم والتاريخ رمز ومهابه
وللمجتمع الذي ظلم المرأة ارفع شكوى هذه المرأة:
بقـــــايا امـــــرأة
كم يمر الوقت في ثوبٍ حزين
ويتداول قصتي شعر وحكايا
كم تحملت العنا بعقل رزين
وما شكيت إلا لخلاق البرايا
لا لي أم تسمع الشكوى تعين
ولا والد يحتويني بالوصايا
باليتم عشت الزمن زين وشين
سرت بأخلاق على دين ومزايا
شفت عمري حرمة من قبل حين
وصرت أم لعشره أولاد وصبايا
وانقطع حلم تحريته سنين
وما تشبعت الطفولة والحنايا
بي تمر سنين ما بين وبين
تشهد الجدران همي والزوايا
من عنا زوج تحملت الأنين
في ليالٍ مظلماتٍ بالخفايا
كل خوفي من ظلومٍ ما يلين
ظالم جبار سوّى بي سوايا
وفي الــنـهـايــه مـا لـقـيـت ابنٍ عــوين
ولا لـقـــيـت من الـبــنـات إلا الــهـــدايـا
اعـتــلــتـني عـلّـــةٍ مـا تـســـتـكــــــيـــن
والـمـرض حـطّــم بـيـاضٍ في الـثــنـايــا
وارتــســم حـزنـي عـلى عـالـي الـجبين
والألــــم بـي يـســتـعـر جـمـر وكــوايـــا
كـل مـا فــيــنـي إلــــى حــبـل الــوتـيــن
يـصــــرخ بـــونّــات مـا بــيـن الخـلايــا
تصـفــق الـيـسـرى عـلى كـف الـيـميـن
لــمــلــم اشــتـاتــي إذا فـيــنــي بـقــايــا
ومن الوجداني لكم هذه:
صدمــــة أمـــــل
طال انتظاري والأمل فارق العين
يوم الأماني تستهين بشعوري
بعد العمر ينكر مع العشره سنين
ونيت لكني تما كنت طوري
أنا معه كنا بها العالم اثنين
واليوم أدوّر من يصافح سطوري
دنيا تغيّر من بها.. والمضامين
صرنا نشوف الحب ما هو ضروري
روس النخيل العاليه طولها زين
جاها شتاها ما شكت يا جذوري
مديت كفي للثمر قالت منين
موسم خذا تواضعه من غروري
وش جاب في روض المحبه ثعابين
وقبل أمس زرع الروض كادي وجوري
صدمة أمل تستوطن الواقع الشين
تسأل ظروفي عن ظروفي ودوري
حاولت أباحكي عن محبة مساكين
والليل معتم.. ليه طفّيت نوري
صحرا همومي تلسع أقدام حافين
وأنا مشيت الدرب والشور شوري
وجيت أسأل اللي ساكن قرة العين
وينه وأنا عجزت أجبّر كسوري
٭ هل لنا بكلمة أخيرة؟
- اشكر لكم استضافتي في هذا الحوار واشكر لكم جهودكم ولكل من قرأ لينابيع من خلال هذا الحوار ولامست كلماتي وجدانه ومشاعره.

هذا جميل حتى نتعارف .................................!!

أخي د.فوزي
اشكر لك نقل هذا الحوار
وهو من خلال جريدة دنيا الشرق
بعد اذنك أحببت اكمال القصيدة بقايا
امرأه ولم تتناسق مع الحوار
احببت ان تقرأ كاملة
تقديري لك أخي الكريم
اختك
ينابيع السبيعي

الأخت ينابيع
تحية ملؤها الاحترام والتقدير
تحية أشعر من خلالها أني أمام شاعرة رأت طريق الإبداع خامة نقاء ، فأخذت منها ما يليق يعفة حرفها ، صفاء خلقها المنتمي شريعة لطهر بوحها ، ورقي خيالها .
أختي ينابيع
ليس غريبا على شاعرة مثلك أن تسكب الحرف في كؤوس الفطرة ، وتفتح شرايين أدبها أمام السائل ليكون مداد شرف بيانها خالدا على صفخات الألق ، ولست مندهشا بما قلت فقد عرفت نجمة بريئة المدار ، تشع عفة في ليل حالك بالمغريات ، تنقية لهواجس الأفك ، وترميمما لما يدور في أخيلة العوام من أن همزات مغزاها أن الشعر هو وسيلة للوصول لمىرب شخصية محضة الرؤى ، لكن ينابيع بشعرها الوجداني وعلى اختلاف مضاربه أثبتت أنها ابنة الطهر حرفا ، وسليلة مجد شعوري ، لا هدف لها إلا خدمة وطن ، وإيصال رسالة من شجن حينا ، ومن سعادة تختلط بفرح الفصيح لفتح آفاق القلوب على شموس لم تر إلا من خلال رؤى أنثى طاهر النسب راقية المبدأ .
ستبقين يا ينابيع كما الوطن قصيدة ، وموال حب بمن نذرت النفس له زوجا وأخا وابنا ، وصديق حرف ، وتبقين شعلة بيان كما غنائك للوكن وربابة سعد ، تترنم بحب الوطن ،
والشكر لمن أجرى المقابلة ، ولك ألف تحية .
لك ودي وترحيبي
أخوك محمد طهرا وعفافا
نلتقي على ضفاف الكلمة
نشرع الخيال إبداعا
أخوك

دا موضوعك انا اللى استئذن منك
سامقة دوما
كل عام وانت بخير