أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: الحوار الرقمي

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد المختار زادني شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : المملكة المغربية
    المشاركات : 1,230
    المواضيع : 143
    الردود : 1230
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي الحوار الرقمي

    الحوار الرقمي
    منهم من سماه الدردشة الإلكترونية، ومنهم من استورد الكلمة الغربية كما وردت في قاموس المعلوميات "تشات"، وآخرون مازالوا يبحثون عن مصطلح. غير أن كلمة حوار تعطي معنى شاملا للتواصل بين شخصين أو أكثر؛ كتابة أو مكالمة صوتية أو تبادل ملفات وصور أو مشاهدة بينية في الزمن الحقيقي. فالحوار عبارة عن تبادل رموز تحمل معان. وحركية التبادل تقتضي أن يتفاعل المستقبِل مع ما يفد عليه من طرف المرسِل إما بالإقرار أو بالرفض أو لاستفهام أو طلب الاسترسال من فيض المعلومات أو الاعتراض... وكل هذه الحركات التفاعلية تصدر عن شخص واع يدرك دلالة ما يشاهده أو يقرأه على الشاشة أو يسمعه من ألفاظ مفهومة؛ بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع الكلام في لغة يفهمها ويمتلك وسائل التخاطب فيها مع من يحدثونه في الواقع . من هنا يبدو أن الشخص المحاوَر يُكوّن صورة ذهنية لمن يحاوره، يبني عناصرها على المعطيات التي وصلت من المحاور –كما يفهمها من سياق الحديث- بكل ما تحتمله من تدرج بين الصدق والكذب، ثم يردّ عليها بما يراه مناسبا من مخرجات تؤول بدورها إلى معطيات متى وصلت إلى حس المرسل الذي ينتظر الردّ، حيث تنشأ لدى هذا الأخير عناصر لصورة لحظية ذهنية لمن معه على الخط... ويكون في هذه الحالة مثَلُ الوسط الإلكتروني الحامل للمعلومات والإشارات والرموز، كمثلِ قاعة في بيت اجتمع فيها غريبان أو أكثر، تولدت بينهما علاقة تعارف تكسوها المجاملات ويطبعها النظاهر بصفات قد لا تمت للواقع بأية صلة، وقد تكون من المصداقية بحيث تبنى عليها علاقات وروابط أمتن من قرابة الدم.
    وبظهور غرف المحادثة) Conference rooms ( التي سماها المنتج "قاعات للاجتماعات" اتضحت معالم آداب الاجتماع للشلل التي ترتاد تلك الغرف في تباين مبهر بين من يستغلون التقنية الحديثة لشؤون مهمة نافعة كالتدريس وتبادل الخبرات بمجالات التجارة والاقتصاد، وفنون التعبير اللفظي من نصوص أدبية وشعر ومناقشات علمية، ومن يقضون الوقت في تبادل الشتائم وإثارة الغوغاء... ولم لا فالأسماء المستعارة لا تكلف شيئا، وإدارة الغرفة والتحكم في وقائع الجلسات ليست أكثر من حرف (@) أمام اسم مدير الغرفة والتصرفات مزاجية لا تخضع لمنطق ولا لأي مبدإ أخلاقي أو شرط محدد؛ قد تدخل غرفة (س) وتلقي التحية باللغة المتداولة فيرد عليك أحدهم أو مديرهم بعبارة نابية، لأنه ضامن لاختفائه خلف منظومة الشبكة تحت اسم لا يعرفه به أحد، وقد تجد شخصا آخر يوهمك أنه أحق بالتقدير والاحترام لما يبدي لك من جدية في الحديث، تربطكما صلة رقمية فتركن إلى نوع من الاطمئنان وتنسج على ما تتبادلانه من حوارات صورة صادقة للمعاملة الجادة يمكن أن تنجم عنها التزامات جسيمة تجاه محيطك الواقعي، حتى إذا ما جاء وقت تنفيذ ما دار بينكما من وعود، تبخر ذلك الشخص وأوقعك في أزمة كنت في غنى عن التفكير في حل مثلها ! والسؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف يقضي الشخص الساعات أمام الآلة لمجرد نسج الأكاذيب وترويجها ويحبك القصص وكل ما يمكن أن يساق لإقناع غيره بأنه جاد في معاملته وهو يعلم مسبقا أن كل ذلك كلام في الأثير؟ يدفع مالا لموفر خدمة الاتصال ويضيع وقتا ويبذل جهدا من أجل التعبير عن تفاهته ! لعل هذه الظاهرة وليدة العصر أم أنها كانت موجودة في تصرفات البشر تمارس في الخفاء، ولما جاء هذا العصر برزت في وضوح للعيان معلنة عما بالنفوس من حقارة وسوء خلق؟!
    بينما نجد في الجانب المقابل علماء ودارسين وباحثين من كل الجنسيات والملل يأخذون بأسباب هذه التقنية الحديثة ويسخرونها في سبل المعرفة ويركبون نتائجها للرقي بالفكر وإثراء الإرث البشري؛ ملتزمين المصداقية والجد في كل تصرفاتهم سواء على الشبكة أو في واقع الحال. وهؤلاء يكابدون معاناة مما تطرحه الشلة السيئة من غش وتزوير واختراق للمواقع على الشبكة. وقد تخصصت فئة من الباحثين في دراسة الأساليب الرادعة وما زالت تبحث عن وسائل تقنين العالم الرقمي لضبط المخالفين وإيقاع الجزاءات بالمتلاعبين وزمر الغش والعبث.
    كان الناس في ما مضى من عهود، يفكرون في الحريات الشخصية ويلومون الأجهزة الأمنية التي تسلطها الحكومات على الرقاب! واتسع هامش الحريات على أرض الواقع نسبيا، فلما ظهر العالم الرقمي، لم يفرض قيودا على من يرتادونه، فهم أحرار في اختيار الأسماء والهويات واللغات والمعتقدات وهم أحرار للدخول متى يشاءون إلى الشبكة وتداول ما يريدون من كلام مع غيرهم من سكان العالم الافتراضي ... أليست هذه سمات الحرية المطلقة ؟ ماذا فعلوا بحريتهم وكيف تصرفوا مع أشباههم في محيط لا يلزمهم بتعاليم دينية ولا بنواه وأوامر قانونية؟
    ---------------- يتبع إن شاء الله -------------------

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    بارك الله في قلمك أيها الفاضل

    بحق دراسة تستحق المتابعة ؛ فنحن بلا شك نرزح تحت وطأة مشكلات هذا الحوار ، و نتعرض للكثير و الكثير من مساوئه .. بل لا أبالغ إن قلت أن أثوابنا مسها ما مسها من أشواكه .
    غير أن الفائدة التي بتنا نجنيها في مجال أعمالنا و أقلامنا يفرض علينا أن نتابع .. بل نحرص على نقاء هذا الحوار من كل خبث .

    سأتابع معك هنا مع كل التقدير .

  3. #3
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    سلام الله عليكم..

    إن الوعي العميق بأننا ننتمي إلى أمة واحدة، وبأن هذا الانتماء أهم من أي انتماءات أخرى، لهما أعظما الحلول لتغيير نفسية الكثيرين منا في تصحيح طرق التعامل، سواء مع محيطيهم الداخلي (من أسرة وأصدقاء دراسة وعمل)، أو مع محيطهم الخارجي (من علاقات تعارف وتبادل خدمات وأفكار عن طريق الحوار الرقمي بكل وسائل الاتصال الحديثة)..

    بحيث أنه يحرر النفس من الكثير من الانفعالات الأنانية والأفكار البالية والهمجية والجراحات الداخلية، ويشجع على الانفتاح السليم وحسن استقبال الآخرين على اختلاف أعمارهم وظروفهم ووضعيتهم في المجتمع شريطة وجود تفكير عقلاني سليم يمكن من الاستمرارية في ترسيخ مبدأ التعارف الهادف والبناء لتبادل المعرفة والخبرات وتوطيد العلاقات وكل ما يمكن الإنسان على الرقي بإنسانيته أكثر فأكثر.. كل هذا في جو تطبعه الجدية والتوازن النفسي لامتصاص كل ما يمكنه أن يجد أو يستجد من سوء فهم أو اختلاف في وجهات النظر التي يبقى النقاش العقلاني هو خير وسيلة لتقريبها أو تصحيحها بما يخدم جميع الأطراف..

    وفي ظل ما نعيشه اليوم من صراعات دامية.. نحن معنيون جميعا بتحرير عقولنا كما قلوبنا وانفتاحنا السليم على بعضنا البعض في محاولة جادة لتقاسم أحزاننا كما أفراحنا.. لاستغلال ما تجود به حضارة الغرب من وسائل اتصال قد تنفعنا أكثر ما تضرنا لو أجدنا استعمالها الاستعمال السليم كيما نخدم أنفسنا بالمعرفة البناءة والعلم السليم مع الحث على تجميع القوى دائما لمواجهة من ينتظر أمة الإسلام اليوم من تقسيم وتهميش وذل وهوان أكثر بكثير مما مر بها على مر العصور الماضية..

    هذا التحرير طريقه طويلة نعم في ظل ما عشناه من أنانية وحب نفس وتقوقع على دواخلنا.. أدى بنا إلى الشعور بالانقطاع التام عن الآخرين والعيش في عزلة البيت والعمل والمحيط الصغير.. ليبقى الشعور بالانتماء الإسلامي هو المنفذ الوحيد الذي يمكننا من تصحيح المسار الفكري والعملي ومن ثم تكوين فضاء عربي مسلم سمته الحوار الجاد والبناء للخروج بقواعد ديننا القويم حيز التطبيق.. وتبقى النتيجة الإيجابية رهينة بجدية التطبيق السليم من عدمه..

    ويبقى أيضا التسليم دائما بفكرة أن الشخص العربي الضعيف منا قد يأتي يوم ويكون قادرا على تسيير مئات الأشخاص إذا ما اعتنى بدينه القويم الذي يحسسه بقيمة إرادته الصلبة ونبل إنسانيته.. الشيء الذي يمكنه من إجادة استعمال كل طرق التواصل الفعال سواء الحديثة أو التي لم تعرف النور بعد..


    بورك منك الموضوع الهادف زادني كما بورك منك القلم الذي أعاد لي روح الكتابة التي هجرتها منذ زمن..
    سنبقي أنفسا يا عز ترنو***** وترقب خيط فجرك في انبثاق
    فلـم نفقـد دعـاء بعد فينا***** يــخــبــرنا بـأن الخيــر باقــي

  4. #4
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    موضوع بالغ الاهمية


    للتثبيت



    ريثما اعد سطوري لتؤازر طرحك القيم
    الإنسان : موقف

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد المختار زادني شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : المملكة المغربية
    المشاركات : 1,230
    المواضيع : 143
    الردود : 1230
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    موضوع بالغ الاهمية
    للتثبيت
    ريثما اعد سطوري لتؤازر طرحك القيم
    شكرا أخي الحبيب

    وسأستمر في الكتابة في نفس الموضوع بحول الله لإظهار حقائق باتت تجوس خلال صفحات الشبكة هدما للمبادئ والقيم الإسلامية .

    لك بالغ تحياتي

  6. #6

  7. #7
    الصورة الرمزية محمد المختار زادني شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : المملكة المغربية
    المشاركات : 1,230
    المواضيع : 143
    الردود : 1230
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمو الحسن الإحمدي مشاهدة المشاركة
    الشكر الجزيل للأديب الكبير زادني
    سأتابع طرحك النير ... بشغف و شوق
    هل تعلم أخي الحبيب أن ردّك هذا ظل يلحّ علي كي أسترسل في الكتابة بنفس الموضوع بينما هناك أمور أهم يكتب عنها إخوتنا فلا تجد من يقرأها ... ناهيك عمن يرد عليها ؟

    شكرا لحضورك اللطيف

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    نتابع معك مقال خطير اول مرة اقرا له نصا موضوعيا واضحا وقيما
    تحيه لكم
    فرسان الثقافة

  9. #9
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    المشاركات : 13
    المواضيع : 1
    الردود : 13
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

    افتراضي

    هنا أيضا أرى شاعرنا

    في رحاب الفكر ! موضوع جذب اهتمامي وأجده من الخطورة بمكان

    شكرا لك أستاذي

  10. #10
    الصورة الرمزية أبوبكر سليمان الزوي قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    الدولة : حيث أنا من أرض الله الواسعة
    المشاركات : 478
    المواضيع : 29
    الردود : 478
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي


    أيها الأخ الكريم " زادني " .. ريثما تجدُ منفذًا في جدارِ زمنٍ يُحاصرك .. فتسترسل وتفي بوعدك لنا بالمزيد ..

    يطيب لي أن أقول :

    لا نعلمُ أنَّ حياة البشر قد خلت يوماً من هـزلٍ أو انفـرد بها الجـِدٌّ ساعةً ... على مر الدهـر !

    وما نعلمه هو أنَّ فِكْـرَ البشرِ على الأرضِ قـد وُجـِدَ لأمٍّ تـُدعى معصيةٌ ، وترعرع وشبَّ وشابَ على يدِ أبٍ يُدعى الصراعُ بين الخير والشرِّ !

    ولما كان المؤمن الزاني يُقبّـح الزنى وأهله - بعـد إشباع شهوته ... ،

    والخائنُ يلعنُ الخيانة والخائنين .. سواه ..،

    والكاذب يرى صِدقَ الصادقين فضيلة مذمومة
    ويرى كذبه رذيلة محمودة ، و ... و... !

    من هنا كان مبدأ ومُنطلق وآليات الدفاع متشابهة وأسلحة الهجوم متضادة - عند أنصار الخير وأهل الشر ..! ومن هنا استمر الصراع .!

    لذلك - وفي حوارنا الرقمي - عالمنا الصغير الكبير هذا - أجـدُ أنه ليس من الحكمة مُحاولة نُصرة الخيرِ بإعلان مواجهة ومجابهة الشر ..
    لأن أهل الشر لا يُحاربون
    باسمه .. فهم يتقمصون لباس التقوى والموعظة !

    ولكنني أجـد الحكمة في نصرة الخير بالبحث عن أهله وإيجاد آلية التواصل بينهم ... لبناء أرضية جامعة لهم - صالحة لنمو الخير
    وغضُّ الطرف عن العابثين وتركهم على هامش الحياة حيث يحلو لهم العيش .. ،

    وأجـدُ ذلك سبيلاً كفيلاً بمخاطبة الفطرة الإنسانية السوية ومِن ثمَّ دكِّ حصونِ الشرِ في صدور أهله
    وفضح سخفهم أمام ضمائرهم –
    حيث لا مناص لهم حينها من الموت كمدًا أو التوبة ندمًا .!

    يغيبُ الذبابُ حيثُ تجمّـعَ النحلُ .!

    أيها الـ ..؟ : إن مقالاتك تـُهشّم أبواباً يحلو لي طرقها بلطف وانتظار فتحها برفق .!
    إذا سرَّكَ ألا يعود الحكيم لمجلسك .. فانصحه بفعلِ ما هو أعلم به منك !

المواضيع المتشابهه

  1. الحوار اللاهب - طفل فلسطيني يحاور صاروخا إسرائيليا قاتلا
    بواسطة يوسف أحمد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 27-12-2008, 03:04 PM
  2. الحوار الناجح ضرورة وليس ترفاً تربوياً
    بواسطة عصام حمزة في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-06-2006, 03:37 PM
  3. كيف نرسخ أدب الحوار والنقد
    بواسطة عطية العمري في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 23-01-2006, 12:19 PM
  4. فن الحوار ( منقول )
    بواسطة عطية العمري في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17-10-2005, 10:30 AM