كما دمعة تنسلُّ من بين أجْفان اللّيل ، وبسمةٍ تُعانق يبَاسَ شِفاه ،
وهمسَةٍ تُسافر عَبر المَدى ..ولاتفْرحُ بالوصُول ، هو حرْفي في غِيابِ إشراقةِ عينيكِ !
وها أنا مجدّداً أتّكئ على أحْلامي البسيطة ، التي لاتتَجاوز حدُود الظّفر بلحظةِ صَفَاء ،
وأصنعُ من خَيالاتِي عالماً مكتملَ التّفاصيل ، مبتداهُ أنتِ ومنَتهاه !
كل المُنى تتلخّص في لحظة "احتياج" لمن يشارك القلب مسيرة الحياة بفرح ،
غير أنها تستحيل رماداً مشوباً بالحزن ، حين لاتصافح سوى كفوف الحرمان !
كلّ غفوةٍ في مساءات الانتظار تساوي عُمراً من الغياب ،
وكلّ تنهيدةٍ تحكي عميق الأثر ، لابتسامات لاتغادر ذاكرة " المستكين " !
لست سوى عابر أحلامٍ ، يأخذ نصيبه من الجراح ويمضي ،
يخبئ بين جنبيه نقطة ضعفه الأقوى ، وفي عينيه رسائلُ تغرق ، لايثقل كاهله سوى أمتعةِ الرّحيل ،
تلك التي يصفّدها قبل كل لقاءٍ لايجئ !
كل الوجوه تتشابه في ناظريه ، عدا تلك التي تستفز إحساساً غائباً
بين ركام أحاسيس غيبتها قسوة الوقت ،
ورغم أن الحظّ العاثر لايتمثّل في ارتماء الوله بمعانقة الدّفء في أحضان السراب..
، بل في عجز المعاني عن التعبير عن حالة اليأس التي تطوق عنق الحروف ، وتحتل أكبر مساحات الوجدان ..
ها أنا أسجّل أصدق اعترافاتي : " لست سوى عابرِ أحلامٍ "،
يشكو غربة القلب ، في زحام بشرٍ لايدركون كنه الأسئلة التي تختبئ خلف غمامات الرّوح ...!!