|
ياقطرة الأمزانِ طال ظمانا |
وبكى لحرقةِ أرضِنا أقصانا |
لاخير يُرجى في الشعوبِ إذا احتست |
طول الزّمانِ مذلّةً وهوانا |
يبس الضَّميرُ من الرّجاءِ وأطلقت |
أوتارهُ صوتاً يبثُّ أسانا |
ماعاد يُبصِرُ في العشيِّ وفي الضُّحى |
وقع الخيول العابراتِ مدانا |
بل صار يُبصِرُ في الرِّحابِ مخالِباً |
نزعت فؤاداً للشقيقِ أخانا |
مَن يحبسُ الآلامَ تحت أديمهِ |
ويخيطُ منها بُردةً أكفانا |
صورٌ تُحرِّكُ في النُّفوسِ مشاعرا |
أين الضميرُ؟أفي الجوارِ يرانا! |
أبدا ضميرُ الأمسِ ليس مُواطِنا |
هجر العروبةَ وامتطى الأكوانا |
فلقد رأى ميلَ النُّفوسِ لِسَكْرَةٍ |
بلعت فِضالاً واحتست أركانا |
ماذاك إلاّ من تساقُطِ أُمَّةٍ |
مثل الفَراشِ على السِّراجِ تفانى |
سجّت شِعارَ النُّبلِ خارِجَ أُفقِها |
ومضت تُصالحُ من أهاجَ بُكانا |
هم شيدوا للنصرِ ألفَ وسيلةٍ |
وديارُنا تتصدّرُ الأحزانا |
فمتى نُسامحُ أنفُساً وصغارنا |
ماذنبهم يتجرعون خطانا |
لانصرَ إلاّ أن نُطهرَ روحنا |
ونضيءُ فيها ديننا وسَنانا |
نبني الصِّغارَ على الفضيلةِ والتُّقى |
ونُعِدُّ منهُمُ من يُجِلُّ لُوانا |
أم نرتجي الإعجازَ يصنعُ حُلمنا؟ |
هذا محالٌ أن ننالَ مُنانا! |