تهتَّكَ الثوبُ يا أسدُ الذي
تزرُ
ااكشفْ قناعكَ قد تكشَّفَ الخبرُ
فما لثوبكَ بعد اليومِ مُدَّثرُ
***
وما لبعثكَ بعد اليومِ في عبثٍ
وما لقولكَ أن يقفو فيعتذرُ
***
إن كنتَ تخفى على ذي العالمينَ فقدْ
تهتَّكَ الثوبُ بشّارُ الذي تزرُ
***
تخفى علينا وعينُ الشمسِ ساطعةٌ
من ذا يكذبُِّ عيناً كَشْفُها البصرُ
***
ما للذِّئابَ على صروحها انتصبتْ
أرضَ الشآم فآدتْ طودَها الحُفَرُ
***
أنّى لذئبٍ يُداني شأوَ منزلةٍ
إلا عواءً لعودٍ حينَ ينكسرُ
***
الغدرُ شيمةُ كلِّ الغائلينَ أباً
أوصى جُدوداً لعارٍ الإبنُ مُؤتمِرُ
***
هذي سنابكُ خيلِ الغادرينَ عدتْ
داستْ ظُباءَ سيوفٍ كيفَ تشتهرُ
***
أينَ الشهامةُ في علجٍ إذا اشتبهت
عينُ اللئامِ قذىً يحتالُه النّظرُ
***
في كلِّ شأنٍ ترى الأصحابَ رأيَ عِدىً
من ذا يغالبُ شأناً حدُّهُ الغَدِرُ
***
ذبحاً بأرضِ شآمٍ أهلُها أمنوا
من يختبىءْ أَفَعىً في الصدرِ ينتحرُ
***
لا تسألِ الجُبنا إذا همُ غدروا
بلْ فاسألِ الجبناءَ كيف تنتحرُ
***
يا راقصاً فوقَ آلامِ الورى طَرَباً
الرقصُ فوقَ جراحِ النّاس منحدرُ
***
اللؤمُ بُرقعُ صلٍّ نابهُ نبتتْ
في صدرمؤتمنٍ في الخَبءِ مستترُ
***
عهداً تقيمُ لقومٍ وعدُهُم رِيَبٌ
إنْ عاهدوا نكثوا أو أمنّوا غدروا
***
ما لي بعهدِكِ يا فيحاءُ ُمْنَفَلتٌ
أوثقتِ قلباً إذا ما التاعَ ينفطرُ
***
لا تنكصي عقباً يا شامُ مذبحةً
يأتِ الكلابُ بها والمارقُ القذرُ
***
إِنّا نراكَ مجوسياً فلا حسبٌ
يُنمي إليكَ ولا دينٌ ولا بشرُ
***
ولّى معمَّرُ والآمادُ ترجمهُ
هذا سبيلكَ محطومُ الخطى عثرُ
***
يا شامُ هبِّي غدَتْ إليكِ أُسدُ شرى
لا يعتلي شرفٌ إلا بهِ نفروا
***
دوسي على قزمٍ في العُجبِ وطءَ ثرى
من زعمهُ أسدٌ في الحربِ مندحرُ
***
يا أيها الذئبُ في أحلامهِ أسدٌ
الغدرُ يخلبُ والآسادُ تعتذرُ
***
تأبى الليوثُ إذا أوليتها شرفاً
طعنَ الصديقِ إذا تاهتْ بها الفِكرُ
***
أزرتْ ثيابُ أسودٍ طولَ لابِسها
الثوبُ يكبرُ والأطوالُ تَقتَصِرُ
***
اكشف قناعكِ هذا كيدُ منقلَبٍ
هل كانَ يُجري لكيدِ الساحرِ السِّحرُ
***
انظرْ وراءكَ ما عبَّدتَ في وثنٍ
السيلُ يجرفُ أوثاناً وينهمرُ
***
قد قُدَّ ثوبكَ في تضخيم مهزلةٍ
صبرَ المُمانعِ والجولانُ ينتظرُ
***
اكشفْ قناعكَ هذا السَّترُ منكشفٌ
لا خيطَ برتِقُ إدباراً ولا إبرُ
***
إنَّ الخيولَ التي أوطتْ بساريةٍ
شُمَّ الجبالِ فأنْ يدعوا لها عمرُ
***
في القادسيةِ عِيسٌ للجهادِ غدتْ
النّجمُ في أَممٍ والبيدُ تُختصرُ
***
الفرسُ ما اشتملوا بالفيلِ مُعتصَما
أولاهمُ حطباً النارُ والشررُ
***
سبقا لمنزلةٍ تلكَ الشموسُ علتْ
اللهَ ما نصرتْ واللهُ يتتصرُ
***
تَيْهاً صلاحُ إذا ما القدسُ فاتَّقدتْ
شمسَ الخلافةِ أن يجلو لها الظَّفرُ
***
من أعلمَ الدُّنِيا أيامَ نجدتنا
أنْ يُطلق الأسرى إذا همُ ظفروا
***
أكرمْ صلاحاً لدينِ اللهِ مُحتكِماً
الناسُ فاحتكموا والنَّهجَ ما استطروا
***
الشامُ وعدُ غدٍ غيثٌ به ديمٌ
اللهُ وعدُ غد أن يأتلي المطرُ
***
لا يأمنُ الشُّرفاءُ إن هُمُ وثَقوا
أوتادَ ضيمِ دخيلٍ إنْ همُ صبروا
***
هُزي سيوفَ نَجادٍ عزَّ ناظرُها
إنْ يسطرِ التَّأِريخُ فهي تستطرُ
***
كيف السبيلُ إلى قومٍ إذا سقطوا
في وحلِ مُنزَلقٍ بالخزيِ مُعتفِرُ
***
خالتْ علينا ذئابٌ في تلبسِّها
ثوبَ العروبةِ والقوميةَ استتروا
***
ذيلُ الدَّخيلِ إذا في الغدرِ ما اتصلوا
أمريكا ما حبلتْ في العبدِ ما مَكروا
***
أمريكا تجلدنا بالبعثِ في حِزِبٍ
أن أسلسوا صنماً يعتادُهُ البشرُ
***
ذبحاً تقلدنا في الطوقِ عبدَ عصاً
أولى بجيدِ عزيزٍ مَركِبٌ خَطِرُ
***
سبقاً لمجدٍ لأنْ تلي لهُ نُجُمٌ
أن تبتغي نزلاً الشمسُ والقمرُ
***
إن طالَ ليلُكِ يا شآمُ بحرَ مدى
النصرُ وعدُكِ والإسراءُ والسُّورُ
***
أحفادُ خالدَ إنْ أوفوا على أُطمٍ
فانهدَّ حصنٌ وآدَ السقفُ والحجرُ
***
أحفادُ خالدَ سيفِ اللهِ ما وثبتْ
فانشقَّ بطنُ دُجىً أو أغرقَ البَحَرُ
***
هذي سيوفُ ربىً واللهِ ما انتظرتْ
حتى يفيقَ غدٌ أويسهرَ الفَجِرُ
***
هذى الدِّماءُ زكتْ أَمْهِرْ بها شرفاً
فليشهدِ التَّأِريخُ أو ترى العُصرُ
***
كُفِّي الدموعَ عُرى الدجى بهِ وهنتْ
ياشامُ سعدُكِ في الرّؤى هو القدرُ
***
خابت ظنونكَ يا بشارُ فاتسعتْ
ظُلمى عيونِكَ أعفى حِلمَكَ النَّظرُ
***
السوسُ يضمرُ في أعوادهِ عطباً
والسيفُ يُصدىءُ في قرابهِ الخَوَرُ
***
يا أيها الوغدُ إنّا في النِّزالِ مدىً
زحفٌ يشدُّ على الهاماتِ يعتفرُ
***
"إرحلْ" حناجرُ حرةٍ بها صدحتْ
قالوشُ غنّى فأغنى سمعَنا الدُّررُ