كل شيء هنا ساكن ويحكي قصة بصمته ورتابته, فقهوة المساء فقدت دفأها ولم تشرب بعد
وغطاء السرير لم يتعد عليه أحد ويفسد التصاقه بالسرير لأن أحدا لم ينم
وخبز الفطور قد يبس وتكسر لأن أحدا لم يجلس إلى الطاولة ليتناوله
كان الخلاف بينهما كبيرا ليلة البارحة وفضل هو المبيت خارج المنزل
أما هي فقد بقيت حبيسة الأسى في منزلها وعند شروق الشمس
أعدت الفطور الذي لم يقبل عليه أحد متأملة أنه سيعود ليتناوله معها
كما في كل خلاف مضى
وأتى المساء فأعدت له قهوته الساخنة عله يأتي
ولكن الصمت الرهيب لم ينكسر إلا بصوت جرس الباب
نبض قلبها فرحا ممزوجا بوخزة حذر
فتحت الباب وتمنت لو تراه ولكن خاب أملها فلم يكن هو
فقط ...هي رسالة قد تركت عند الباب
فتحتها بيدين ترتعشان وتسمرت في مكانها دهشة فقد كانت... ورقة طلاقها !!
ومازال كل شي هنا ساكن ويحكي قصة بصمته ورتابته وقهوة المساء فقدت دفأها ولم تشرب بعد...