ذاتَ صباح
(حوار مع أول شعرةٍ بيضاء)
في أي شئٍ جئتِنِي يا أنتِ قائلةً
و ماذا تحملين ؟؟
ينمو بياضُكِ في مقدمة الصفوفِ
كأنما الراياتُ في أشقى صراعِ العمرِ
أرفعُها .. برغمِ بدايتي
هل جئتِ مخبرةً بـ كَمْ من مرةٍ
في محدثاتِ الأمرِ
أخطأتُ الحسابَ وقد أقمتُ
لغيرِ ذاتِ الشَّأنِ وزنًا ؟
ليس هذا بالجديد ِ
وإن أطلْتِ لدى فؤادي البحثَ
لاحَت ثلةُ العدساتِ بالتكبيرِ
تأكيدًا تُفَسِّرُ ..
ما الجديد ؟
أم جئتِ مخبرةً بأنَّ الهَمَّ أثقلُ
من دُعاباتِ الخريفِ
و من محاصيل الذُّنوب ..
يا شعرةً دَسَّت بمرآتي الجريحةِ
أنفها أن تشرئبَّ مُصِرَّةً
أظننتِ أنِّي لم أرَكْ ؟
لا .. هَوِّني ، فحوارنا سيطولُ
بعضَ الشئِ ..
بي تهفو المشيئة ُ أن أعيدَ البحثَ
عَلِّي أعرف الحدَثَ الذي قد أشعَلَك
أهو اعتيادي أن أبَذّرَ
من جراب الوقتِ أحيانًا
أم النار التي فكّرتُها بردًا / سلامًا
فارتمَيْتُ على إمارةِ سطحِها
شَوقًا لأسْبَحَ ضِدَّ تيّارٍ من الدخّانِ
لم يُعجِبْهُ طبعي باردًا
فانهال وخزًا قاسيًا
فتَفَجَّرَت بالشَّعْرِ عِزَّتُهُ
فأبرَزَ عند مَفْرِقِ هامَتي –بالعَمْدِ-
تَلاًّ من جليد ..
أم أنَّهُ نزْفٌ صديديٌّ لخَوْفي
من صرير الـ"آهِ" .. أحْدَثَها انتزاعُ
أظافِرِ القطِّ المسالمِ
في زقاقِ أقاربي ليكونَ اعزَلَ
في مواجهةِ الغزاة ..
ماكنتُ أذْكُرُ انَّني قد قلتُ
ساعتها سوى : "ياللتناقض
في أساليب الخصوم"
يَرْضَى الدَنِيَّةَ قائلٌ للشئ دون قناعةٍ
ويجَرِّدُ الأصقاعَ من لذعانِها لتَذوبَ ،
يعلن نصرَهُ في أي شئٍ بعد ذلك ؟
..
جائزٌ ..
لكنني مازِدتُ بالتخمينِ حينَ أراكِ
غيرَ مودةٍ ..
تتقلبين إذا أمَشِّطُ في معالِيكِ
الإمامةَ قبل بدءِ الصَّفِّ ،
أشرُدُ في غدي
لكأنَّما قد جاءني باليومِ
مولودٌ جديد
!!