وحدك ، بين السماء والأرض ، يغسل الكونَ سكونُك ، حين مات الناس قبلك ، وبقيت وحدك ، تنصت لهمس القلب وهو يُرقِصُ أنفاسك أثناء زحفها البطيء. تتدثر يدك اليسرى بدفء الحياة تحت يمناك ، يلفك الظلام ، يلفه النور ، وأنت تسبح بين السمائين ، لا قول إلا ما تقول ، لا فعل إلا ما تقوم. ينساب همسك ماء ورد ، زعفرانا ، يغسل القلب المعنَّى بالحياة ، يغسل الذنب العظيم ، يمسح الجرح اللئيم. ثم تهوي ، تلتقيك الأرض في حب ، تقبل جبهة النور الذي قد لا تراه ، ينار الكون تحت جبهتك ، وأنت تسبح ، لست تدري أنك الآن تطير ، في سماء الواحد الأعلى ، سبحان ربك الأعلى ، سبحان ربك الأعلى ، سبحان ربك الأعلى ، يمتلئ الكونُ تسبيحا ، تنسلخ الأشياء منك ، تنسلخ ذاتك ، وتبقى روحك التي هي من رَوحه ، يصبح العالم أعجمياً هذه اللحظة ، حيث حديث الروح ، لا يسمعها إلا هو ، لا يعلمها إلا هو ، لا يفهم لغتها إلا هو .