|
لـــيــــلُ الـــعِــــراق |
شعـر: المهنـدس أيمـن العـتـوم |
كُنْ في دمـي فالجِـراحُ الآن تتسـعُ |
وأيقظِ الحزنَ فالأعرابُ قـد هَجَعُـوا |
لعـلّ بالجِـزع موجوعـاً يسامرنـا |
وللمصائـبِ عنـدَ المُلتقـى مُـتَـعُ |
كُنْ في دَمِي يَا عِراقَ اللهِ يَا وطنـي |
يا مَنْ إِليـهِ بِطُهْـرِ الـرّوح أرتفـعُ |
أليـس فينـا (حواريّـون) تسألهـم |
أم أنّ هـذي وجـوهٌ كلّهـا خِــدَعُ |
نحن الجياعُ العُراةُ الظّامئـونَ ولـو |
تَناهَشُونا طَوالَ العمـرِ مَـا شَبِعُـوا |
في كـلّ شِبْـرٍ لَنَـا شِلْـوٌ مُمَزّقـةٌ |
وفـوق كـلّ بسـاطٍ أكبـدٌ صُـدُعُ |
ليلُ العـراقِ طويـلٌ يـا لَوحشتـهِ |
وفـي مساحتـهِ الأحـزانُ تَجْتَمِـعُ |
لمن ستشكو إذا ما كنـت (يوسُفَنـا) |
ولا أبٌ لك قد يـودي بـه الجـزعُ |
كِدنا لك الموت إن تسلـم (فلامـرأةٍ) |
تقضي بسبع عجافٍ حيـن لا تقـعُ: |
جوع .. وبـردٌ .. وآلام محاصـرةٌ |
وأنـت بالصّبـر والإيمـان تـدّرعُ |
يا نخلـةً فـي عـراقِ الله صامـدةً |
ولم تزل في سَمَـاءِ المجـد ترتفـعُ |
لك الخلـود وإن ضجّـت مدافعهـم |
وإن همُ بجيوش الحقـد قـد دفعـوا |
وإنْ هُمُ بِصَوَارِيْخٍ قَدْ رَمَـوْا حُممـاً |
حتى تذوب بهـا الأجسـاد والقِطـعُ |
بغدادُ يا جرحنا الرعّـافَ مـن أبـدٍ |
متى بِكِ الوَجَـعُ النَّـزَّافُ ينقطـعُ؟! |
قد أحرقوك فـلا والله مـا صنعـتْ |
بكِ التّتارُ الذي في عصرنا صَنَعُـوا |
بغدادُ يـا صَفْـوَةَ الدنيـا وَزَهْرَتَهَـا |
إنّ الميامينَ من شطّيـك قـد طَلَعُـوا |
فيمن رماحُ بني صهيون قد شُرِعَـتْ |
وفيـم تجمـع (أمريكـا) وتجتمـع؟ |
خوفاً على أهلك؛ المَنْـزُوعِ جلدُهـمُ |
عن لحمهم، مِزَعاً من دونها مِـزَعُ؟! |
أم لليتـامـى وللأطـفـال مُسبَـلـةً |
أطرافُهم، قد رأيناهم لنـا فَزِعُـوا؟! |
أنحنُ قلنا لكـم: يـا "بـوشُ" منقذَنـا |
تعـالَ؛ إنّـا إلـى لقيـاك نطّـلـعُ |
واللهِ مَـا قَـالَ فينـا سَـيِّـدٌ لـكـمُ |
إلا : خَسِئْتُمْ، ومن أوطاننا (انقلعـوا) |
لكـنْ علمْـتَ بـأن الحاكميـن هنـا |
قد دُجّنوا، وعلى الإذلال قد طُبِعـوا |
فجئتَ تركـضُ كالمجنـونِ مُنتفِضـاً |
وخلفك الأرذلونَ النَّفْسِ قـد هُرعـوا |
أعيادُهم مِنْ لُحوم النّاس قـد عُجِنـتْ |
وبالسّكاكيـن مـن أكبادنـا قطعـوا |
واضيعةَ الدّينِ والإِسلامِ فـي بَلَـدِي |
وَيَا أساهُ وهم فـي طُهْـرِهِ ذَرَعُـوا |
حربٌ على الله لا حربٌ علـى أحـدٍ |
قد أشّبوهـا، وفيهـا الحقـدُ يلتمـعُ |
عَدَوْا على الشعب كي يُجتَثّ من زمنٍ |
والشّعبُ كالنّخل في النّهرين مُنْـزَرِعُ |
يا نخلةً في عـراق الله مـا رَكَعَـتْ |
لمن تُرى بعدكِ الأعرابُ قد ركعـوا؟ |
قد لطّخوا في وحول الطّيـن سَعْفَتَنَـا |
وَبَخَّسُونـا فـذي أجسادُنـا سِـلَـعُ |
إنّـا لنشـربُ مـن أنهارنـا كَـدَراً |
ويشربـون زُلالاً كلّمـا جَـرَعُـوا |
يذبّحـونَ صِغَـاراً مِـنْ عَدَالَتِـهِـمْ |
إنّ العدالةَ باسَتْ كفَّ مَـنْ وضعُـوا |
والعالـمُ اليـوم (شرطـيٌّ) يسيّـرهُ |
وليسَ عن غَيِّـهِ المجنـونِ يرتـدعُ |
يقضي بما شـاء لا قانـونَ يَحْكُمُـهُ |
ومَنْ يُحَاسِبُ أسياداً بِمَـا شَرَعُـوا؟! |
قد صحتُ في زمن الإذلالِ: يا وطني |
مُخِيْفَةٌ وفظيـعٌ فيـكَ مـا صَنَعُـوا |
فلم يُجِبْ وطنـي، إِذْ إِنّـه وجعـي |
وإنّـه وطـنٌ لـو ينطـقُ الـوَجَـعُ |
وإنّ قومـي أقــالَ اللهُ عَثْرَتَـهُـمْ |
عُمْيٌ إذا أبصروا، صُـمٌّ إذا سَمِعـوا |
تُحَـزُّ منّـا رِقـابٌ مِـلءَ أعيُنِـنـا |
ولا يحـرِّكُ فينـا المشهـدُ البَشِـعُ |
يا من رأى جُثثَ الأطفال قد نُثِـرَتْ |
والعينُ مطفـأةٌ، والـروح تصطـرعُ |
يـدٌ هنـا، وهـنـا قـلـبٌ، وأوردةٌ |
هناك، والصدرُ والأحشاءُ قد نُزعـوا |
قتـلٌ، وسفـكٌ، وتدميـرٌ وأنظـمـةٌ |
مسعـورةٌ، وذئـابٌ ملؤهـا جشـعُ |
والأجنبـيّ لـه والكلـبُ أمنهـمـا |
وأمنُنَا خَافَ مِنْـهُ الخَـوْفُ والفَـزَعُ |
أصيحُ بِالعُرْبِ: يا قومي لقد طَفَحَـتْ |
ويسمعونَ لَـوَ انّ الصَّخْـرَ يستمـعُ |
واللهِ يخشـعُ لـو ناديتُـه جَـزِعـاً |
وسوفَ يهلعُ من صوتـي وينصـدِعُ |
لِمَنْ خناجرنا في صدرِنـا غُرِسـتْ |
وفيـمَ نحـنُ إلـى أعدائنـا تَبَـعُ؟**! |
يا ربّ تاه فؤادي هـل أرى وطنـي |
يوماً قريبـاً علـى اسـم الله يجتمِـعُ |
هـي العروبـةُ والإسـلامُ يَجْمَعُنَـا |
وليـس تجمعنـا الأهـواءُ والشِّيَـعُ |
إنّا نَمُوتُ لِكَـيْ يَحْيَـا لَنَـا شَـرَفٌ |
"واللهُ أكبـرُ" فـوقَ الأرضِ تَرْتَفِـعُ |
--------------------------- |
فقـــــــــــلـــــــــــــت |
يا سيدي أي شيء في الـذي صنعـوا |
كـل الـذي فعلـوه أنـهـم خنـعـوا |
مـاذا بربـك لـو داسـت وجوهَهـم |
نعال رومـا، فقـاء النعـلُ وارتفعـوا |
أليـس فـي رحِـمٍ للنـعـل منبتـهـم |
لغير بـرٍّ بتلـك النعـل مـا اجتمعـوا |
قلنـا الخلافـة قالـوا تلـك مهـزلـة |
وبابعوا بوشَ بل شارونَ مـا امتقعـوا |
لعنـت خطّـةَ سَيْكيـسٍ وإن جعـلـوا |
عنوانـهـا وطـنـاً بـالـذّلّ يلتـفـع |
خمسـون شبـرا لكـلٍّ رايـة رُفعـت |
بئـس المَواطـن والرايـات والتّـبـع |
كفـرت بالوطـن المثقـوب أسفـلـه |
هذا الذي فيـه سـاداتُ الخنـا رتعـوا |
وغايـة المجـد تسليـم الديـار لمـن |
يـلـذ للحاكميـنـا منـهـم الصّـفَـعُ |
فـكـلّ قطْـريّـةٍ للكـفـر خـادمـةٌ |
ولا يغرّنـكَ مـا فـي البـثّ تستمـع |
ألـم يقيـمـوا لإسرائـيـل دولتـهـا |
وهم حموها وهـم حصـن لهـا بشِـعُ |
من أيـن جـاء إلـى بغـداد مجرمهـا |
وغاصبوها أما مـن أرضهـم طلعـوا |
ضاقت مواطنهـم بالذّكـر إذ وسعـت |
قواعد الرومِ فـي أمـنٍ بهـا هجعـوا |
تبكي العراق؟ فهل ضاعت بمفردهـا ؟ |
أم دارَ كفر غدونـا منـذ أن رضعـوا |
لبـانَ حـبِّ انجليـزٍ مـن عقائـدهـم |
أضحـت محبتهـم للـقـوم فاتّبـعـوا |
حتى إذا عارضـوا كانـت معارضـةً |
لكي تشرعن إفكـاً فيـه مـا خُدِعـوا |
فلتنتظر باسـم توحيـد الجهـود كمـا |
قد وحدوها هنا نفـس الـذي صنعـوا |
لسـوف نبقـى لأمريـكـا وجدّتـهـا |
من أجلِ مصلحـة الأسيـاد نصطـرع |
قــردٌ يوجهـنـا يُمـنـى فيهلكـنـا |
وتلك يُسـرى لهـا يمضـي بِنـا لُكَـعُ |
حتى ولو فجّـروا الثـورات عاصفـةً |
في الرأس منها (كُهينُ ) الخصم مُزدَرَعُ |
تالله والله مـا غيـرُ الخـلافـة مــن |
حلّ به عن حضيـض الخـزي نرتفـع |
بها إلى المجـد نسمـو تحـت خافقـةٍ |
نعـم العقـابُ وحيّـا الله مـن رفعـوا |