تُوتَةُ الدار

مع الإعتذار لشاعر فلسطين الراحل أبي عرب رحمه الله وطيب ثراه
مقدمة

عزفُ الشاعرِ شوقاً صارْ
ناراً تُضرِمُ فينا نَزْفْ

نزفٌ فينا يُضْرِمُ نارْ
صارَ بِشَوقِ الشاعرِ عَزْفْ

------------

شطرانِ و لحْنٌ و نَدِيمْ
لَحنٌ و نَديمٌ شطرانْ
ونديمانِ و لحنٌ شَطْرْ

على غُصنِها المشتاقِ صُبحٌ و طائِرُ
و أوراقُ بوحٍ خضَّرَتها المشاعرُ
إذا راقَصَتها الريحُ مِنْ جانِبِ النوى
تَقَسَّمَتِ الألحانُ و اهْتَزَّ شاعرُ
جَدَائِلُها الخضراءُ أرْخَتْ حنينَها
على كَتِفِ المَحْرومِ والجِيدُ ظاهِرُ
و توتَتُها الحمراءُ مُذْ شَطَّ رِيقُهَا
تذابَحَتِ الأهواءُ فالحبُّ كافرُ
يُرَوِادُهَا الجيرانُ عنْ حَبِّ عِقْدِهَا
فتُغْدِقُهُم حتى تفيضَ الجواهرُ
وتَمنَحُهُم بالجُودِ و الودِّ قُرْبَهَا
فتَعظُمُ بينَ العاشقِينَ الأواصرُ
أصابَتْ فُؤَادي في تباشيرِ عُمْرِه
و ألقَتْ وِدادي في الهَوى وهوَ صاغرُ
و أغْوَتْ مِدادِي مُذْ تَهَجَّيْتُ حَرْفَهَا
فَظَلَّتْ بلادي في هوَانا تُفَاخِرُ
تُغَازِلُنِي والبُعْدِ يَغْتالُ فَرْحَتِي
بِرُؤيتِهَا و الشاهداتُ الدفاترُ
ولا شيءَ إلا الشِّعرُ في رِحلَةِ الدُّجى
يُنَادِمُنِي لمَّا إليها أُسافِرُ
تَقَاسَمَهَا الفُجَّارُ و احْتَلَّ أرضَهَا
و قَبَّلَ فيها الطُّهْرَ بالغدرِ عَاهِرُ
و أَلبَسَهَا ثوباً منَ الفقرِ و احْتَسَى
مُدَامَ هَواهَا حينَ مَاتَتْ ضمائرُ
و تَسألُنِي.. والغالياتُ دُموعُهَا
تُعَذِّبُني والحزنُ في البُعدِ قاهِرُ
أَمِنْ رَجْعَةٍ يا حِبُّ أَمْ أَنَّ مَاءَنَا
تُجَفِّفُهُ ظُلْمَاً علينا المَصَادِرُ
أَمِنْ قُبْلَةٍ واللهِ أشْتَاقُ لَثْمَهَا
و أُصْبُوحَةٍ يَهْفُو إليها المسافرُ
و أُنْشُودَةٍ لِلطَّيرِ في عُرسِ وَصْلِنا
تُسّمِّعُها للغائبينَ الحَواضِرُ
على غُصْنِيَ الوَرَّاقِ كَفَّاكَ تَرْتَمِي
فَتَحضنُها في رِقَّتَيْهَا الأساورُ
و تُطْعِمُها خَمْرَاً منَ التوتِ أحْمَرَاً
تَدُورُ به عندَ المُلُوكِ العَصَائِرُ
فَأُخْبِرُها والصَّدْرُ تَغْشَاهُ غَصَّةٌ
و نَبْضِي إليها كُلَّ حَرْفٍ يُغادرُ
و أَجْهَرُ مِلءَ الفَأْلِ بالقولِ : عائِدٌ
و تُحْرِقُنِي مِمَّا أُلاقِي السَّرَائِرُ


خاتمة

دَمْعُ التوتَةِ يَحْرِقُ قَلْبْ
ذَنْبُ فِراقٍ زادَ الصَّدْعْ

صَدْعٌ زادَ فِرَاقَاً ذَنْبْ
يَحْرِقُ قَلْبَ التوتَةِ دَمْعْ

------------

ذنْبانِ و وَعْدٌ و فِرَاقْ
وَعْدٌ و فِراقٌ ذَنْبانْ
و فِراقَانِ و وَعْدٌ ذَنْبْ