وفي الردى سر خبيء

الأستاذ لحسن عسيلة ،

أشكر لك هذه القصيدة الجميلة المعبرة ، و رحم الله الشيخ أحمد ياسين و كل من جاد بنفسه ،

في سبيل الحق .

القصيدة كما ذكرت هي على بحر الرجز و لم أجد فيها كسرا إلا في موضع واحد

هو قولك :

أنواره أيقظت قوما رقّدا

و قد وزنته كالتالي :

أنواره أيقظت قوما رقّدا = 2 2 3 2 3 2 2 2 3

2 3 2 ليست من جوازات الرجز حسب علمي ، أليس كذلك ؟؟؟

======

و لي ملاحظة إن سمحت لي ،

القصيدة عروضيا سليمة و لا غبار عليها ، لكن كثرة استعمال الزحاف جعلها تبدو و كأن بها كسورا ،

و هذا له ما يبرره ، كما أن بعض الزحافات كان يمكنك تفاديها بتعديل بسيط ، لتخف حمولة القصيدة

من الزحافات ، و بالتالي تحافظ على وحدة موسيقية لا يشعر معها القارئ بخلل في نغماتها .

لاحظ مثلا الثقل الوارد في تتابع أربع حركات في بداية الشطر من قولك :

و لكأنما النجيع أنشدا = 1 1 1 1 ه 1 2

و قارن بينه و بين سلاسة قولك :

يا مرحبا بها المنايا مرحبا = فالعزّ بالحتوف قد تجددا

هذا مجرد رأي شخصي متعلق بجدوى الزحافات و دورها في الشعر العربي ،

و أرجو أن تكون وجهة نظري في محلها .

دمت بكل خير .

تحية طيبة أختي الغالية نادية ،
الكبيرة نادية ،كثرة الزحافات ربما أفسدت موسيقى القصيدة ، وهذا ما أجمع عليه كل المعقبين ، ولا أستطيع أن أجادل في ذلك إطلاقا .

أما البيت الذي أشرت إليه ، فإني أقرأه كما يلي : يا أيها البدرُ ـــ الذي تهللت أنواره ـــ أيْقـَظـْتَ قوما رقدا
يا أيها البدر الذي تهللـــــت ****** أنواره ، أيقظتَ قوما رُقـَّـدا

يا 2 أيْ 2 يُهَلْ 3 بدْ 2 رُلْ 2 لَــذي 3 تـَهَــلْ 3 لَــلــَــت ْ 3

أنْ 2 وا 2 رُهو 3 أيْ 2 قــَظـ 2 تــَقــَـوْ 3 مـن ْ 2 رُقْ 2 قدا 3

سعدت والله بمداخلتك ،
تقبلي تحياتي العطرات
ودمت كبيرة في ضمير الشعراء .

أما البيت الذي أشرت إليه ، فإني أقرأه كما يلي : يا أيها البدرُ ـــ الذي تهللت أنواره ـــ أيْقـَظـْتَ قوما رقدا
يا أيها البدر الذي تهللـــــت ****** أنواره ، أيقظتَ قوما رُقـَّـدا

يا 2 أيْ 2 يُهَلْ 3 بدْ 2 رُلْ 2 لَــذي 3 تـَهَــلْ 3 لَــلــَــت ْ 3

أنْ 2 وا 2 رُهو 3 أيْ 2 قــَظـ 2 تــَقــَـوْ 3 مـن ْ 2 رُقْ 2 قدا 3

سعدت والله بمداخلتك ،
تقبلي تحياتي العطرات
ودمت كبيرة في ضمير الشعراء .

==========

يا أيها البدر الذي تهللـــــت
.................. أنواره أيقظت قوما رُقـَّـدا

الفاصلة و التشكيل لهما أثر كبير ، أنا قرأتها أيْقَظتْ فكسرت البيت ، بينما أردتَها أيْقَظْتَ

فأصبح الشطر كما أوضحتَ في ردك صحيحا تماما .

شكرا لك فقد استفدت كثيرا من صفحتك ، مراجعة و تأملا ،

أما مسألة الزحافات فاستحسانها من عدمه هو مسألة تذوق فني ،

فكما استثقلها البعض، قد تروق لغيرهم ، و إلا لما أجازها العروضيون ،

أو لعدوها ضمن قبيح الزحافات ، ولو فعلوا ذلك لانتفت من بحر الرجز خصوصية

الاضطراب و كثرة التقلبات التي تميزه .

بارك الله فيك و دمت متألقا .

==========

يا أيها البدر الذي تهللـــــت
.................. أنواره أيقظت قوما رُقـَّـدا

الفاصلة و التشكيل لهما أثر كبير ، أنا قرأتها أيْقَظتْ فكسرت البيت ، بينما أردتَها أيْقَظْتَ

فأصبح الشطر كما أوضحتَ في ردك صحيحا تماما .

شكرا لك فقد استفدت كثيرا من صفحتك ، مراجعة و تأملا ،

أما مسألة الزحافات فاستحسانها من عدمه هو مسألة تذوق فني ،

فكما استثقلها البعض، قد تروق لغيرهم ، و إلا لما أجازها العروضيون ،

أو لعدوها ضمن قبيح الزحافات ، ولو فعلوا ذلك لانتفت من بحر الرجز خصوصية

الاضطراب و كثرة التقلبات التي تميزه .

بارك الله فيك و دمت متألقا .

أتساءل : يا ترى ، كيف يُستثقل توالي أربع حركات في تفعيلة الرجز ، ولا يُستثقل توالي ست حركات إلى ثمان حركات أو أكثر في قصائد الخبب ،
سؤال مثير ،
لعل أهل الغناء يعرفون كيف يتعاملون مع مثل هذه الحالات في القصائد بالتحايل عليها بمد وتمطيط الصوت طورا أو اختلاس الحركة طورا ، أو أو أو .......

مسألة استحسان او استهجان الزحافات مسألة ذوق كما أشرت ، أنظري هذا البيت وهو على البسيط :
وَزَعموا انه لَقِيَهُم رجلٌ***فَأَخَذوا مالهُ وَضَرَبوا عنقه
و 1 ز 1 ع 1 مو 2 أنْ 2 نهو 3 ل 1 ق 1 ي 1 همْ 2 ر 1 جُـلنْ 3
ف 1 أ 1 خ 1 ذو 2 ما 2 لهو 3 و 1 ض 1 ر 1 بو 2 عُ 1 ن 1 قهو 3
ولا يخفى عليك رأي العروضيون في تفعيلة مستفعلن الثانية من كل شطر ، أن زحافها مستثقل بل قبيح .
وحتى أكون موضوعيا مع نفسي ومع القارئ العزير ، فإن هذا البيت نادر جدا و النادر يؤخذ و لا يقاس عليه ،
وبخصوص مسألة الذوق أورد هنا رأي الأخ الدكتور سليمان أبي ستة :

بعيدا عن مزالق اللجوء إلى أحكام الذوق، نرى أن الزحاف الذي قرره الخليل إنما بني على قوانين ثلاثة هي : المراقبة والمعاقبة والمكانفة. وهذه القوانين تخضع لشروط البحث العلمي ولا دخل للعاطفة أو الذوق فيها.
ثم أنه قسم الزحاف إلى ثلاثة أنواع: حسن وصالح وقبيح حسب درجة استعماله من قبل الشعراء، وهذا منهج علمي صارم يعتمد الإحصاء سبيلا له بغض النظر عن مدى تقبل الذوق له. فأنت ترى العروضيين يختلفون في زحاف معين ما بين صالح أو قبيح ؛ بل قد يعده البعض منهم حسنا!
قال "بن بري" ، ومزج بين منهجين علمي وانطباعي، "فالحسن ما كثر استعماله، وتساوى عند ذوي الطبع السليم نقصان النظم به وكماله، كقبض (فعولن) في الطويل. والقبح ما قل استعماله، وشق على الطباع السليمة احتماله، كالكف في الطويل. والصالح ما توسط ما بين الحالين ولم يلتحق بأحد النوعين، كالقبض في سباعي الطويل، إلا أنه إذا أكثر منه التحق بقسم القبيح، فينبغي للشاعر أن يستعمل من ذلك ما طاب ذوقه وعظم سوقه".
والإحصاء الذي انتهجه الخليل يعد صادقا في العصور التي اعتمد عليها فيه وهي العصر الجاهلي والأموي وما بين العصرين الأموي والعباسي. ومع ذلك فنحن لا نشك في أن المعري أيضا اعتمد على منهج الإحصاء حين قرر قبح خبن وطي مستفعلن الثالثة والسابعة في البسيط ، قال: "والجزء الثالث من البسيط: أي حرف سقط منه بان فيه لصاحب الذوق ، وليس كذلك غيره من الأجزاء". ولم يقل المعري ذلك القول إلا وقد أجرى كثيرا من البحوث والدراسات الإحصائية في الأوزان، ومنها أحصاؤه لأوزان المتنبي وقوافيه ، ولم نعرف أحدا سبقه إلى ذلك.
والخلاصة : أن ما كان يصلح في عصر لم يعد يصلح في عصر غيره، وقوانين البحث العلمي ، لا الأحكام الذوقيه، هي المعيار في تقرير ذلك.
انتهى كلام الأخ سليمان أبي ستة .



تقبلي تحياتي العطرات الغالية نادية بوغرارة .

الأستاذ لحسن عسيلة ،

شكرا لك على الإضافة المهمة .

ما نقلته عن الأستاذ سليمان ، رغم أنه يستبعد في أول المقتطَف

مسألة تدخل الذائقة في استحسان الزحاف من عدمه ، إلا أن واقع الحال و ما جاء

في آخر ما اقتبسته من كلامه - حين استشهد بابن بري - ، يدل على أنه لا مفرّ من دور التذوق ،

فقوانين البحث العلمي التي تدرس ما يصلح لزمن دون غيره لا شكّ سيكون

الذائقة هي محركها الأول ، و إلا فالقوانين هي هي لن تتغير ، إن نظرنا إليها بمنظار أكاديمي صرف ،

و في الوقت نفسه ، أتفهم استبعاد الذائقة لدى بعض علماء العروض لأنها مسألة حساسة ،

إذ ما معايير هذه الذائقة التي ستوكل إليها مهمة تقرير استحسان زحاف ما أو استهجانه ؟؟

و هل تغيير قوانين الزحافات في عصرنا سيأتي بما هو أجمل و أبدع مما كان لدى الفصحاء الأوائل ؟؟

شخصيا لا أعتقد و لا أثق في ذلك ، و أعتبره مزلقا كما عبر عن ذلك الأستاذ سليمان .

المسألة بالفعل دقيقة و عويصة .

جميل ما أثارته صفحات قصيدتك من حوار ، و هو دافع للمزيد من البحث

في أسرار علم العروض الذي يعتمد على التفكير و التأمل أكثر من اعتماده على الحفظ و النقل .

بارك الله فيك .

تحتية طيبة ،
إلى كل المارين من هنا أقول :
لقد اجتهدت على هذه الأرجوزة ، فقمت بتحديثها ، متفاديا تماما توالي أربع حركات ،
هذا التوالي الذي استثقله جل من عرج على متصفحي ، وهاهي الآن بين أيديكم ،
أرحب بآرائكم البناءة ، ودمتم سالمين .

من مثل ياسين وقد حاز المنـى
....................... من مثله، شيخ تسامى مقعـدا
قد كان ذاك الشيخ طودا راسيـا
....................... جلدا جريئا و مثالا يقتــدى
باذل نفسه سخاء قد غـــــدا
.....................رمز الفداء فخر كل منتـدى
خالٌ على خد الزمان ، طائــر
................ غنى نشيده على لحن الـردى :
على خرير الدم قَوْمي قد صحَـواْ
.................. والجبن في النفوس قد تـبددا
عسى دمي يرتق فتق أمتــــي
.................. وتنتهي المأساة فينا أبــدا
أسعارها حريتي باهظـــــة
.................. مُكْـلفة ، أقلها طعم الــردى
وفي الردى سرٌ خبيءٌ للعـــلا
.................. لمن يروم عزةً و ســؤددا
يا مرحبا بها المنايا ، مرحبـــا
.................. فالعز بالحتوف قد تجــددا
يا مرحبا بها مَـنِـيـّـتي إذا
.................. تقودنا إلى المعالي سرمـدا
لن يبرحَ السلاحُ كفا أبـــــــدا
.................. مابقي الغاصب،راح أو غدا
يا أيها البدرُ- الذي تهللـــــتْ
.................. أنواره - أيقظتَ قوما رُقـَّـدا
يا أيها الموت وما تـــــدري فقدْ
..................أحييت شعبا طالما تبــلدا
ستقـْضُمُ الدماءُ زهْرَ حُـلْمِــــهمْ
.................. إن الدماء لعنة ٌعلى العدى

ملاحظة :
أرجو من الإخوة الساهرين على إدارة المنتدى ، فضلا لا أمرا ، أن يضعوا قصيدتي هذه المعدلة ، مكان التي في صدر صفحتي ،
ولكم جزيل الشكر .

الأستاذ الشاعر القدير حسن استمتعت بقصيدتك لجمالها ونبلها والحوار الذي استجلبته فكان منبرًا للعلم والفائدة .. رحم الله الشيخ الكبير ياسين
أحييك شاعري ومرحبًا بك دومًا مبدعًا في واحتك واحة الأدب والرقي
أما بالنسبة لوضع التعديل فإني أعتذر منك لأن قوانين المنتدى تمنع التعديل بعد مرور وقتٍ معين إلا لضرورة تغيير عنوان أو كلمة ... وإني أجد أنها على موقعها الجديد أجمل تحافظ على التسلسل وقيمة الحوار الذي تم وهذا رأيي الشخصي
مودتي وتقديري كما يليق أيها المبدع

أرجو أن تعجبك محاولة تنسيقي المتواضعة الشاعر الأخ حسن الفاضل

من مثل ياسين وقد حاز المنـى من مثله، شيخ تسامى مقعـدا قد كان ذاك الشيخ طودا راسيـا جلدا جريئا و مثالا يقتــدى باذل نفسه سخاء قد غـــــدا رمز الفداء فخر كل منتـدى خالٌ على خد الزمان ، طائــر غنى نشيده على لحن الـردى : على خرير الدم قَوْمي قد صحَـواْ والجبن في النفوس قد تـبددا عسى دمي يرتق فتق أمتــــي وتنتهي المأساة فينا أبــدا أسعارها حريتي باهظـــــة مُكْـلفة ، أقلها طعم الــردى وفي الردى سرٌ خبيءٌ للعـــلا لمن يروم عزةً و ســؤددا يا مرحبا بها المنايا ، مرحبـــا فالعز بالحتوف قد تجــددا يا مرحبا بها مَـنِـيـّـتي إذا تقودنا إلى المعالي سرمـدا لن يبرحَ السلاحُ كفا أبـــــــدا مابقي الغاصب،راح أو غدا يا أيها البدرُ- الذي تهللـــــتْ أنواره - أيقظتَ قوما رُقـَّـدا يا أيها الموت وما تـــــدري فقدْ أحييت شعبا طالما تبــلدا ستقـْضُمُ الدماءُ زهْرَ حُـلْمِــــهمْ إن الدماء لعنة ٌعلى العدى

أرجو أن تعجبك محاولة تنسيقي المتواضعة الشاعر الأخ حسن الفاضل

أعجبني تنسيقك للقصيدة أستاذي المكرم ، وليد عارف الرشيد ، وأشكر لك صنيعك من القلب ،
ولقد أسعدني استمتاعك بها ،
وبخصوص قيمة الحوار الذي استجلبته ، فلقد كانت إحدى ثمراته ، استواء القصيدة بهذا الشكل بعد التحديث و التحيين ، بله الفوائد المبثوثة في مداخلات الإخوان والأخوات .
لا عدمنا طلعتك البهية سيد وليد ،
دمت طيبا ،
تقبل مودتي الأخوية .

أحييك على القصيدة الأولى و على النسخة المعدلة ،

و فيهما معا متعة القراءة .

الأستاذ لحسن عسيلة ،

دمت و شعرك الهادف الجميل .

تحتية طيبة ،
إلى كل المارين من هنا أقول :
لقد اجتهدت على هذه الأرجوزة ، فقمت بتحديثها ، متفاديا تماما توالي أربع حركات ،
هذا التوالي الذي استثقله جل من عرج على متصفحي ، وهاهي الآن بين أيديكم ،
أرحب بآرائكم البناءة ، ودمتم سالمين .

رائعة
ما أجمل الرجز حين يتحرر من ثقل الزحافات المتلاحقة حواجزا تعوق انطلاق خيل الجرس وتقلقل انسيابه
طربت لها واستمتعت بقراءتها وأشكرك لجمالها وروعة مضمونها وألق القول فيها ومحموله

وكل الشكر لسعة صدرك وتقبلك لآرائنا ورقي تجاوبك معها

أهلا بك شاعرنا الكريم في واحتك

تحيتي