أتت من حيث لا أدري
أيغلبُ عُسرُها يُسري ؟
أيحجبُ نورُها بدري ؟
أتت من غير ميعادٍ
أتت من حيث لا أدري
غيوم الصدَّ تحجبها
فلا علمٌ ولا أدري
أتعشقُ أم تُعنيني ؟
تريدُ السعدَ أم قهري ؟
فتحت الباب فازدانت
بلون والورد والعطرِ
وضمَّتني على عجل
تدقّ الحبَّ في صدري
كتبت ولست أعرفها
حروفَ الحبِّ من بحري
انا ما زلت أجهلها
وما عرّفتها قدري
ولا توَّجتها قبلاً
ولا ملَّكتها أمري
ولكنّي لمنطقها
فقدت مبادئ الصَّبرِ
فقدت النَّوم كالعُشَّاق
من خوفٍ ومن فكرِ
أترضى حبّها شفعا ؟
أتطمع أنَّها وتري ؟
غلبت فوارس الشجعان
أهل البأس والجبرِ
ولكنّي وقعت اليوم
في قيدٍ وفي الأسرِ
فلا ليلى كما ليلى
ولا قيسُ الهوى عُشري
بلا فخر أنا الموصوف
في صدّي وفي هجري
وفي حبّي وفي عشقي
وفي كرّي وفي فرّي
رميتُ الحب في قلب
كمثلِ الصمِّ مِنْ صخرِ
فمالي عندما قالت:
لك الأشواق في سطري
غدوت اليوم محموماً
كأنَّ النَّار في صدري
كتوماً كنت في حبّي
فأبدت في الهوى سرِّي
فإن جئتي على قلبي
فمرّي بالهوى مرّي
أحبيني كما أني
بنيت الحبّ في قصري
فمن كنتي ومن أنتي
سأعلن في الهوى فقري