ألقيــتُ عنــدَ البــابِ كـلَّ مـواجعي
فبـلا مــواجــعَ تُوصَــــدُ الأبــوابُ
خــلِّي المــلامَ لأهـــلِــهِ، وتـهـــيَّــئي
قُــدَّ القـــمــيصُ، وكــلُّــنا كَـــذَّابُ
الله أبــدعــنــا بقــلـــبٍ عــاشـــقٍ
فإذا عشـقــتُ فــمــا عــليَّ عــتـابُ
سنــقـــولُ للــرحمـــنِ عنـــدَ لقــائهِ
كنــا نــحـــبُّ فلــيــسَ ثَمَّ عـــذابُ
فــي الـدمــعــةِ الأولى أتـيــتـكِ آدمًا
وعـلى الجــبـيــنِ خــطيـئــةٌ وعقــابُ
وورائـــيَ الــدُّنــيا، وقلـبي وِجهـتي
والــريــحُ بيــتي، والأنـيــسُ ذئــابُ
هــل كنــتِ قبــلي تعرفيـنَ ضحــيـةً
أحيــا بهـــا روحَ البـــراءةِ نــــابُ؟
من ألفِ عامٍ والقــصـائد فــي فــمي
هـرِمتْ، وحرفُكِ في الفــؤادِ شــبـابُ
أنــا ذلك المنــذور للعشــــقِ الـذي
مـــا خطَّـــهُ للـعـــاشقــين كتـــابُ
إن يطـرقِ الــعشــاقُ أبـوابَ الهـوى
فـأنا دخلــــتُ وليــــس ثـــمةَ بابُ
أو يســتقي سُـحُــبَ المـودةِ ظــامئٌ
فلـقد سُـقِيـتُ ومـا هنــاك شـــرابُ
ما تَفعلُ الأَســباب؟! سبـحانَ الهـوَى
أَنْ تَحــتَوِيــــهِ بِقَلـبِنـــا الأســـبابُ
وأنا الــذي شــرِبَ الحيـاةَ بكأسِــها
وهــي الـــتي مــا همَّــهـا الأنخـابُ
وتقــــول يا ولدي : تــرابي موجِــعٌ
قلـــتُ: الــمـحـــبةُ للبــلادِ تـــرابُ
الأرضُ أنـسَــابُ الــذين تَشَتَّــتُــوا
أنضــيقُ حـيــن تَــضُـمُّـنَا الأنســابُ؟!
يا أمُّ قــد جفَّ القـصــيدُ عــلى فـمي
وعــلى شفــاهِــــكِ نبــتةٌ وسحــابُ
آتٍ وفـــي كَــفِّـي يـتــــيمٌ بـاســمٌ
ضَحِـكَـــتْ لــه الأوجاعُ وهْو مُصابُ
يقـفُ الزمـــانُ علــى شفـا عَتَبَاتِهِ
وهو الذي ضاقـــتْ بـــهِ الأعـــتابُ
كَمْ واعدَتْهُ يـــدُ المــنى وتنكَّـــرتْ
بين اثنتيـــن.. الجـدبُ والإخصـــابُ
تَقِفُ الأمــاني قَابَ حُبٍّ من يـــديهِ
وكــــلَّمـــا مدَّ الــيـديــنِ يـــهــابُ
فلـتمنحــيهِ زكـــاةَ فرحتِـــهِ فقــدْ
بلـغَ الكمالَ مـــن الشـقــاءِ نصـــابُ
الشاعر
د. حازم مبروك عطية