بدأت مباراة البقا *
عند انطلاق الصافرةْ
ما بين جيش المعتدي *
وحماة أرض القاهرةْ
كنا نريد عزيزتي *
أن نرجمنَّ الفاجرةْ
لا فرق بين شبابنا *
والطفل دون العاشرةْ
كلٌّ أراد بلادهُ *
بعد الوعود الغادرةْ
فخرجت للميدان أصــ *
ـرخُ والألوف الحاضرةْ
: إما نُعيد بلادنا *
أو نلتقي في الآخرةْ
نظروا إلينا حينها *
والابتسامة ساخرةْ
ولسان حالِ المعتدي: *
هل من صخورٍ وافرةْ!؟
ظنوا جميعًا أنها *
لحظات صحوٍ عابرةْ
والوقت يمضي مثلما *
مرت عقودٌ غابرةْ
لم يدركوا يا حلوتي *
أن الدلائلَ ظاهرةْ
تلك النهاية والتي *
سترد كيد الساحرةْ
واشتد بأس شبابنا *
وقوى المعادي خائرةْ
حتى سمعنا فجأةً *
بعض الحروفِ النادرةْ
-طلبوا التفاوض أوقفوا *
تلك الجموع الثائرةْ
فأجاب بعض جنودنا *
هل نأمننَّ الغادرةْ؟
ما من حروفٍ قد تفي *
كل الثعالب ماكرةْ
إن التفاوضَ سيدي *
ثوبٌ يزين عاهرةْ
أوَما سمعتم أنهم *
جند البلاد الجائرةْ؟
نكثوا وعود رسولنا *
دعموا الجيوش الكافرةْ
قتلوا جميعًا إخوتي *
جعلوا الشوارع شاغرةْ
رووا الثرى بدمائنا *
حفروا جروحًا غائرةْ
لم يرأفوا بنسائنا *
حتى الفتاة القاصرةْ
فأجاب قائدنا هنا *
بدأت تدور الدائرةْ
قد حان موعد نصرنا *
مهما بدَوا كجبابرةْ
إذ لن أنام أحبتي *
وعيون قدسي ساهرةْ
بتنا نكبِّر حينها *
بدموع سعدٍ غامرةْ
فاليوم عيدٌ حلوتي *
أن العروبة قادرةْ
كانت بداية رحلةٍ *
آلت بنصر القاهرةْ
ثم استعدنا أرضنا *
قدس القبابِ الساحرةْ
طُرِدَ اليهود وبعدها *
سجدت قلوبٌ شاكرةْ
-وجنودهم أبتي أما *
كانوا جنودًا ماهرةْ؟
كانوا كذلك حلوتي *
لكن قواهم خائرةْ
هل من جنودٍ قادرةْ *
ويد القوي الناصرةْ!؟

"عذرًا شردتُ بخاطري *
بعد انتفاض القاهرةْ"