مَنْدريس

مندريس ..
كيف ضاقَ صَدرُ الحقل بالشمس.. بالماءِ .. بالضوءِ ؟!
كيفَ كرهَ القلبُ الحُبَّ ؟
وكيفَ غطّى الشيخُ ربيعُ وجهه لكيلا يرى البنفسجَ واللّيلَكَ وشقائقَ النعمان ؟!
مندريس ..
كيفَ هربت الأمواجُ المُتعبة من حُضن الشاطئ الرؤوم ، إلى بطن المحيط ؟!
كيف نفر زغبُ القطا من صدر أمّه ، وقد سكبته له ليشربَ ؟!
وكيفَ هجرَ النحلُ فسيحَ الحقول وأزهارهَا ، إلى ذابلات الأزهار عندَ المستنقعات الآسنة ؟!
مندريس ..
بكى الحبلُ الذي آلمك .. ورأيتُه خجلانَ من وجهك الطيّب وقلبك الأبيض !
وسمعتُ أعوادَ المشنقة تندبُ : ماذا فعلنا برجل الأمّة ؟! ليتنا ما كنّا إلاّ طعاماً في بطنكِ يا نار !!
والكرسيّ الصغير الذي وقفتَ عليه في لحظاتكَ الأخيرة ، مازال يُفاخر بأنّه قبّل قدميكَ الطاهرتين قبلَ أن ترتقي إلى بارئك .
مندريس
لأجلكَ أنزل الله اللعنات
ولأجلك أرسلَ الرحمة
فسلامٌ على روحك في حواصل الطير الخضر

الرجل الذي أعاد الأذان باللغة العربية إلى تركيا
أضافة إلى بقية إصلاحاته ومات شنقاً!!! رحمة الله عليه
بينما كان ذات مرة يركب طائرة توقف أحد محركاتها وأعلن الربان حالة الخطر ,
فعاهد مندريس ربه لإن أنجيتني لأعيدن الإسلام إلى تركيا . واحترقت الطائرة
وكان الشخص الوحيد الذي نجا منها هو مندريس.
دخل الحزب الديمقراطي سنة (1950م) الإنتخابات ببرنامج عجيب توقعت له
كل الدراسات الأمريكية الفشل المطلق.كان البرنامج لا يتضمن أكثر من عودة
الأذان باللغة العربية , والسماح للأتراك بالحج , وإعادة إنشاء وتدريس الدين
بالمدارس , وإلغاء تدخل الدولة في لباس المرأة .

نص جميل المضمون، ومميز الأداء
بورك الشعور والكلمة المعبرة.

كيفَ هربت الأمواجُ المُتعبة من حُضن الشاطئ الرؤوم ، إلى بطن المحيط ؟!
كيف نفر زغبُ القطا من صدر أمّه ، وقد سكبته له ليشربَ ؟!
وكيفَ هجرَ النحلُ فسيحَ الحقول وأزهارهَا ، إلى ذابلات الأزهار عندَ المستنقعات الآسنة ؟!
مندريس ..

السلام عليكم
في القرون الوسطى كانت طبقة مخملية غنية في أوروبا تدعى النبلاء ,
كذب من أسماهم النبلاء ,,فهم في الحقيقة اللصوص,
النبلاء هم هؤلاء الذين يعيشون ويموتون من أجل بلادهم وشعوبهم ,مهما كانت اتجاهاتهم السياسية .لكنهم صادقون .
والصدق يوجه كل شخص توجيها حسنا بدون جهد وتمثيل وادّعاء.
نثرية شاعرية المزاج ,جميلة ورائعة
شكرا لك أخي
ماسة

المميّزون خالدون وإن غابوا ...
نصّ مؤثّر ولغة معبّرة
بوركت
تقديري وتحيّتي

**(( وكم من مندريس هنا تسامى
إلى العَلياءِ يتبعه اليتامى
فلم تجدِ الشقائقُ من ملاذٍ
لِذا اندرست تناجينا سلاما /
شكرًا لهذه اللآليء المنثورة من صميم الفؤاد ،
دمت بخير ))**

كل من عليها فان وتبقى الأعمال شاهدا على عظمة البعض وعلى التاريخ الأسود للأخرين
فرحمة الله تطلقها القلوب الى عنان السماء لمن قدموا أرواحهم في سبيل الوطن
ولعنة تلبس أرواح شياطين الأنس لتحرقهم في الدنيا والأخرة
ذكرى مؤلمة لقائد عظيم بحرف صادق ومعبر
دمت حراً
تقديري

ما أروع ما نهلت اليوم من هطلك العذب أخي الحبيب مصطفى .

وصف وتصوير في غاية الجمال والبلاغة والتأثير .

أنت هنا كأجمل ما تكون .

أخجلني أني لا أعرف الرجل ولم أهتم قبلا بسيرته ، فلك الشكر كل الشكر لهذا التقديم .

تقديري وألف تحية لقلبك .

كنت أدبيا في قولك ووضعتنا في حضرة نص مهيب الحرف مترف المعاني مائز بتصويره
رغم اختلافي مع كاتبنا في رؤيته للشخصية التي أدينت بما تقول المعطيات التاريخية غيره،
حيث يرى المتتبع للتطورات السياسية في تركيا أن الانقلاب على حكومة الحزب الوطني بزعامة مندريس كان لأسباب اقتصادية تركزت في:
- اعطاء الحرية الكاملة للقطاع الصناعي مما أوقع تركيا في حالة تضخم مالي
* خلت خزينة الدولة من النقدالأجنبي
* عجز الدولة عن الوفاء بديونها التي تجاوزت الملياري دولار عام 1960
* ارتفاع هائل في الأسعار
- اعتماد النظام الليبرالي في القطاعين الزراعى والصناعى أدى إلى فوضى اقتصادية ومالية
- التضييق على الحريات السياسية مما كانت له مغبته على حكومته

وعليه فقد حشد حزب الشعب الجمهوري الجماهير ضده، واشتعلت البلاد بأحداث الشغب والمظاهرات، وقام الجيش بالانقلاب العسكري الذي أدى لإسقاط الحكومة واعتقال مندريس ومجموعة من وزرائه، وبعد محاكمة شكلية حكم بالإعدام على مندريس ووزير الخارجية فطين رشدي زورلو ووزير المالية حسن بلاتقان بتهمة "اعتزام قلب النظام العلماني وتأسيس دولة دينية" وهو ما تفنده تصريحات مندريس المتكررة بالالتزام بالنظام العلماني ورفض إلغائه أو إستبداله، ويشهد بعكسه نشاطه السياسي الذي شهد إقامة علاقات قوية مع الولايات المتحدة ومساندة مخططاتها كإرسال قوات تركية إلى كوريا، ووضع تركيا في مواجهة المد القومي العربي بزعامة جمال عبد الناصر

دمت بخير أيها الرائع
ولا حرمك البهاء

تحاياي

نص هو شاهد على ثبات رجالات الحقيقة في اللحظة الفاصلة بين تاريخين ..




بورك المادح والممدوح ..