|
لبيكَ رَبِّي والحَجيـجُ توافَـدُوا |
منْ كُـلِّ فـجٍّ بُغيـة الغفـرانِ |
لَبَّيْكَ رَبِّي والْقُلُـوبُ شَوَاهِـدٌ |
فِي خَفْقِهَا تَْهْفُو إلى الرِّضْوانِ |
لَبَّيكَ رَبِّي والْعُيُونُ شَوَاخِـصٌ |
نَحْوَ السَّمَاءِ بلَهْفَـةِ الظَّمْـآنِ |
اللهُ قَصْـدٌ للحجيجِ وغـايةٌ |
ورضَـاهُ هلَّ بخامسِ الأركانِ |
من كلِّ أرضٍ وحدةٌ أبديَّةٌ |
تَعْلُو عَلَى الأَسْماءِ والْعِنْـوَانِ |
ألْفَوْا ببابِك مُحْرميـنَ لباسَهُـمْ |
تقوى القُلُوبِ وحُلّةُ السُّلْـوَانِ |
ألْقَوا جِبَاهَ الطُّهْرِ فِي طَوْعٍ فَمَا |
ألْقَوا جِبَـاهَ العِـزِّ للشّّيْطَـانِ |
جَاؤوكَ شُعْثاً طَائِعينَ فَكنْ لَهـمْ |
يَاربِِّ سِتْراً مِنْ أَذى النِّيـرَانِ |
حَطُّوا الرِّحالَ بِجَالِ فَضْلِكَ يَبْتَغُو |
نَ العَفْوَ مِنْكَ وَنَفْحَةَ الإيمَـانِ |
فاَسْتَقْبَلَتْهُمْ مَكّةٌ قَـدْ شُرِّعَـتْ |
أبْوابُهَا فِي طاعةِ الرَّحْمانِ |
كُلُّ القلوبِ تقطّعَتْ منْ أجْلِهــا |
وتعلَّقتْ في مِخمَـلِ الإحسانِ |
وتلقَّتِ الحجرَ الكريمَ بلهفةٍ |
مُزجتْ بـدمعٍ غَـرَّ بالأجفَـانِ |
وتوجَّهَ الحجُّ العظيمُ تحفُّهُُ |
شُعلُ الرِّعايةِ في حِمى الديَّـانِ |
عرفاتُ يكسُوها البياضُ بطهرهِ |
والقرنُ يروي قصَّـةَ الأزمانِ |
دُهشَ الغريبُ عن الهدايةِ إذ رأى |
وهجَ التوحُّدِ في رؤى الألوانِ |
واللهُ ينظرُ في الحجيجِ مباهياً |
بعبيدهِ منظومةَ الأكوانِ |
وأكفُّهُم نحوَ الكريمِ طليقـةً |
هتفوا بقلبٍ واحـدٍ ولســانِ |
لبيكَ ربَّ الخلقِ ربًّا واحدا |
لبَّيكَ لا ربًّـا سوى المنَّــانِ |
حجٌّ تباركَ بالنَّعيمِ وبالرِّضا |
والبِِرٌّ يتبَعُ توبةَ الإنسانِ |