( بلاد المتعبين )

( بلاد المتعبين )

	في بلاد المتعبين طوفان... و طرقات في الوجوه..! أيام تركض.. خلف الأيام . في بلاد المتعبين نفتح شبّاكاً للصمت و نزرع قمرا فوق المساءْ. في بلاد المتعبين عيون .. و شفاه .. و جروح وطن يمشي .. مشلول الأطراف و منزوع العينين.. و يصّلي .. لإله بلا وجه و لا يدين..! لحجارة تتراقص عليها الأهداب في بلاد المتعبين نرجم الموت قهرا نحلم بالصبح بأجنحة .. للأطفال و بالنسيان..! في بلاد المتعبين نبعد ... نغترب و يبقى الوطن بين المدن شفق و شراعْ . و أنت تنسلّين من شفقي حارّة .. كتنانير الفلاحات وقت الصهيل ..! فأحملك على كفيّ.. عصفورة و أستلقي على وجهي فهذه المرة الأولى أراك فيها نائمة أوضّب روحي خجلا و أطبع قبلة في الجو تسّاقط على شفتيك.. حبات من اللؤلؤ أوقظك .. فقومي معي نهاجر وسع قلبينا فلم يبق لنا مطرح..!! في بلاد المتعبين.

في بلاد المتعبين
لم يعد غير التمني
والكتابة بأقلام لا مداد فيها
نمتشق سيف الطين ، وندس أقمشة قديمة وشوكا في فوهات أفواهنا.
سيدي عماد ... ناطور البيت الذي يهوي ...
كلنا هنا نواطير بيوت لا بهاء لها سوى فرحة السقوط ...
كلنا ذاك الشاعر ... الذي يقتات العوسج ...
في بلاد المتعبين.


دام عطاء قلمك الرائع أيها الشاعر.
أخوك
النديم.

سيدي النديم:
لطالما كان الفجر موعدا للحصاد
لطالما كان المتعبون يكرهون الشمس
و يستظلون بأشجار الزيزفون..
و لطالما كان حلمنا أن نبني هرما من الزنابق..
لكن ما يضغطنا دوما نحو تراب الأرض
أن نحني هاماتنا لنشرب من ماء النبع أو نقطف وردة من بستان
لكن عصا الحراس أقوى من عظامنا..
فتحمّل يا صاح.
شكرا لزهورك التي نثرتها فوق جبيني
و دمت بصحتك و ألقك.

المبدع ابو لطيف..
لغة سامقة ، وصور شعرية بارزة ، وفكرة ربما اصبحت هي الاخرى في عداد العدمية فليل هذه الارض لن ينجلي بالتمني ، لكنه يحتاج الى وقفة بشر ، والبشر هنا غاب في لاوعيه ، ودخل سبا لانهاية له.

النص غارس للامل .......

محبتي
جوتيار

عزيزي جوتيار:
ضاقت بنا الأرض و اشتاقت لنا الترب..!
و ها نحن نشن حروبنا على الأشباح..!
و سيوفنا نشحذها لنقطع (الكاتوه) في الأعراس..فأي نصر ببنادق من خشب..؟!
شكرا لك.