عزف الحمامُ على قيثار ِشكـوانا ....... وطمت قلوبُ الواجفين أَشجانا
واستشرفَ المهازيلُ كل مغرمة ....... وجـرحٍ في بغــدادِ أدمـَـانا
قـُل للـذي أرخـت ذوائـبـه ...... وازورَّ أوقــاراً وطـُـغيــانــا
وترنـَّح في لغـوٍ وفي لـغطٍ ...... رويــدك لا نـضـبت حمــّيانـا
هــذه نــارٌ تأشَّــب لَفـُحهـا ....... وتـفتـَّقـت حِـقداًوأضـغانـا
ثـاراتنـا الحمر في مراقدهـا ...... .. هــيمٌ تـُريد الأفْـق مـيدانــا
سحــابٌ جهامٌ في مرا بضـنا ...... ومــوتٌ زؤامٌ في حــنـايـانـا
ولئن لبسـوا ثوب حدادهم وجفاً ...... والثاكــلاتِ أعــوالاً وأحـزانـا
فـليلبثوا بعد الـــنزوح وثــارةً ....... .. ثـاوٍ يهدهد سـماراًونـدمانا
وليخسئوا إنّ العراق بطــولهِ ........ وبـرافـديهِ سيـــستحيلُ بركانا
فـلعلهم أرخــوا الصـواري دونه ....... ولعـلهم يسـتروِحُون أحيـانـا
ولعلهم يستذكرون مجداً غابراً ........ ولــــعلهم يستـفخرون أزمانـا
ولعـلهم يغـفون غفو محاربٍ ........ ولـــعلـهم يستنـظرون أعـوانـا
ولعـلهم ولعـلهم لـكنــهــم ........ .. قـد أصـبحوا صـماً وعميانا
هـذا قصيدي حشرجت أبياتهُ ........وتـكتَّم الكَـلِم الـهَـجـين بيـــانا
يـقولون هـذا شـاعرٌ متطرف ....... يظـنُ رِعَــانَ الـطّـودِ فُـرسانـا
يرمي العصورَ بجمرةٍ من أحرفٍ ..... طبــعاً ســـعيرٌ للحروف ِأحيانا
طـوي الكـتاب وجفت محابرهُ ....... صــلوا على الـمبعوثِ فـرقانا