21
غيابكِ
قطيعُ أيائل وكنتُ أروّضها
عند المنحنى على طرفِ النبع ْ
وكان الأسبوع الطيبُ
يأبى أن تمرَّ لياليه السبعْ
دون حضوركِ
وحين يشعُّ في عتمةِ روحي
بلّور نوركِ
تلتئمُ جروحي
فينامُ بحضّن طفلة عيني
شلال الدمعْ
لكنَّ الآن...
غيابكِ
جلادٌ محترفٌ لا يتّقنُ
إلا القمعْ
ولا يخرجُ من قبّوهِ الليليّ
إلا مبللاَ بدم القلبْ
يا أيها الصمودُ العذبْ
فرشتُ حريرَ جوارحي
لهديل حمامكْ
وأنا في ملكوت البرية
مصلوبٌ وصليبي المنعْ
غيابكِ
جرجرني من أردان قميصي
لوعول الغابة
فأتتني النحلة الطيبة
وعلى قرون استشعارها المصوّبة
رأيتُ قرصينْ
قرصُ العسلِ ترياقُ حضورْ
والآن يطلُّ النورْ
وقرصُ الشمع ِ غيابْ
قذفتهُ على الضوء ِ فذابْ
وكأني رأيتكِ
على طرف ِ النبعْ