أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20

الموضوع: الطِّفْلُ يَشْغَلُنِي ..

  1. #1
    الصورة الرمزية بندر الصاعدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : المدينة المنورة
    العمر : 43
    المشاركات : 2,930
    المواضيع : 129
    الردود : 2930
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي الطِّفْلُ يَشْغَلُنِي ..

    إِلَى الأٌبُوَّةِ وَالأُمُومَةِ وَإِلَى الإِنْسَانِيةِ :
    لَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ هِيَ حَيَاتُنَا بِلَا أَطْفَالٍ , بِلَا بَرَاءَةٍ , بِلَا هَذَا الكُوَيْئِنِ الفِطْرِيِّ الغَضِّ المُفْعمِ حَيَوِيَّةً , المُتَشِّرِبِ إِحْسَاسًا , الجَذَّابِ مِنْ مَتَاعِبِ الأَيَّامِ , الوَهَجِ فِي لَفِيفِ الظَلَامِ , المُغْتَسِلِ بِمَاءِ الطَهَارَةِ . إِنَّهُ نَبْضُ الحَنَانِ , وَنَفَسُ الرِّقَّةِ , وَعَيْنُ النَّقَاءِ , إِنَّهُ غِذَاءُ الإِنْسَانِيَّةِ وَنَسِيمُ الرَّوْحَانِيَّةِ , فَدَعُونِي أَمْلَأُ حَيَاتِي بِهِ , بِمُنَاغَاتِهِ الأَفْصَحِ مِنْ لُغَةِ الكَلَامِ , بَقَهْقَهَاتِهِ الأَعْذَبِ مِنْ هَدِيلِ الحَمَامِ , أَتَوَحَّدُ مَعَهُ فِي غُمُوضِ عَيْنَيْهِ وَتَمَوُّجِ شَفَتَيْهِ , دَعُونِي إِلَى بُكَائِهِ أُهَدْهِدُهُ فَيَسْكُنَ , إِلَى ذِرَاعَيْهِ تَرْسِمَانِ فِي الهَوَاءِ مَتَاهَاتٍ هَنْدَسِيَّةً , إِلَى يَدَيْهِ تَلْعَبَانِ فِي حَدِيقَةِ وَجْهِهِ . إِلَى جَسَدِهِ المُتَمَطِّي عَلَى أَرِيَكَةِِ الذِّرَاعَيْنِ, دَعُونِي فَدَعُونِي .
    لَمْ يَهَبْ لِيَ اللهُ طِفْلًا بَعْدُ , وفَضْلُهُ وَاسِعٌ وَمِنَّتُهُ عَظِيمَةٌ , فَأَسْأَلُهُ هِبَةً مِنْ لَدُنْهُ يُضْحِكُ بِهَا قَلْبِي وَيَسُرُّ نَفْسِي وَزَوجِي . غَيْرَ أَنِّيَ خَالٌ لَكَثِيرٍ مِنَ البُنَيَّاتِ , وِمِنْ بَيْنِهِنَّ بِكْرُ أُخَيَّتِي الرَّقِيَقَةِ , وَهِيَ بُثَيْنَةُ الصَّغِيرَةُ العُصْفُورَةُ البَرِيئَةُ , شَغَلَتْ مَا بِيَ مِنْ فَرَاغِ الأُبُوَّةِ , وَاسْتَقْطَعَتْ مِنْ حَنَانِي جِنَانًا وَارِفَاتٍ تَسْتَظِلُّ بِأَفْيَاءِ أَشْجَارِهَا سَاعَاتِ البُكَاءِ , وَتَحُومُ حَوْلَ حُقُولِهَا سَاعَاتِ المَرَحِ , تَقْطِفُ الأَزَاهِيرَ , وَتُجَاوِبُ فِي غِنَائِهَا العَصَافِيرَ , وَتَسْبَحُ فِي عُيُونِي تَقْتَاتُ عَطْفِي وَتَدُلُّنِي عَلَى دُرَرِ الإِنْسَانِيَّةِ والطَّهْرِ وَالبَرَاءَةِ .
    فَمَا أَجْهَلَنَا نَحْنُ الكِبَارَ بِهَا , فَلَوْ أَنَّ مُتَأَمِّلًا عَقِلَ أَسْرَارَ الطّفُولَةِ لَمَلأَ الكَونَ حِبًّا وَعَدْلًا , وَلأَفَاضَ الحُنُوَّ واللِّينَ أَنْهَارًا تَسْقِي العِبَادَ وتُنْبِتُ الزَّادَ , وَلَصَهَرَ القَنَابِلَ وَالصَوَارِيخَ وَصَنَعَ مِنْهَا مَلَاعِبَ وَأَراجِيحَ , حَقًّا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ جَهُولٌ , أَدْنَى مَا يَعْقِلُهُ أَنَّهُ مَرَّ بِهَذِهِ المَرْحَلَةِ وَعِلَم مَا فِيهَا مِنْ قِلَّةِ حِيلَةِ وحَاجَةٍ إِلَى رِعَايَةٍ وتَرْبِيةٍ وتَعَطُّشٍ إِلَى حَنَانٍ واحْتِوَاءٍ , ورَغْمَ هذَا نَجِدُ يَدَهُ مَلَطَّخَةً بِدِمَائِهِمْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَسَبَبًا فِي ِبُكَائِهِمْ , وإِلَّمْ يَكُنْ فَشَحِيحَةً عَلَى غِذَائِهِمْ , وَلَسْتُ أَدْرِي كَمْ أَبًا فِي هذَا العَالَمِ ! يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ أبًا بَلْ إِنْسَانًا , فَحَمْدًا لله أَنْ سَنَّ لعِبَادِهِ شَريعَةً تَحْفَظُ الحقُوقَ , وِإِيمَانًا يُرَقِّقُ القُلُوبَ , وَلَهَ الفَضْلُ أَنْ أَخْرَجَ أُمَّةً تَحْكُمُ بِالعَدْلِ, بِالمَعْرُوفِ تَأْمُرُ وَعَنِ المُنْكَرِ تَنْهَى , وإِلًّا لَهَلِكَتْ أُمَمٌ جَرَّاءَ فِعْلَةِ رَجُلٍ , وَإِنَّ َفِي فِرْعُونَ لَعَبْرَةً لِلْأُمَمِ , وعَلَى مَا فَعَلهُ لَمْ يَسْتَطِعْ رَدَّ قَضَاءٍ نُبِّئَ بِهِ فَمَا أَجْهَلَهُ وَمَا أَخْذَلَهُ .
    إِنَّ الطُّفُولَةَ أَوْ _للتَّحْجِيمِ_ صَبِيَّ المَهْدِ الذِي لا يَبْلُعُ إِلَّا سَعَةَ ضَمِّ الذِرَاعَيْنِ لَهُو نَافِذَةٌ صَغِيرَةٌ إَِلِى عَالَمٍ مِنْ الإِنْسَانِيَّةٍ وَاسِعٍ , وَفَضَاءٍ مِنَ العَجَائِبِ رَحْبٍ , وَسِفْرٍ مِنَ الحَقَائِقِ عَظِيمٍ , وَكَلُّ هَذَا يَدُلُّ عَلَى عَظِيمٍ جَلِيلٍ , وَمُبْدِعٍ خَبِيرٍ , وَخَالِقٍ بَدِيعٍ , وَعَلى الرَّغْمِ مِنَ تَفَانِي العلَمَاءِ وَالفَلَاسِفَةِ بإِنْفَادِ بُحُورٍ من العِلْمِ وإِجْهَادِ العَقْلِ فِي دِرَاسَةِ وتَحَلِيلِ أَسْرَارِ الطُّفُولَةِ , عَلَى الرَّغْمِ مِنْ هَذَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا الإِحَاطَةَ بِهَا بَلْ مِنْهُمْ مَنْ شَرَّقَ وَغَرَّبَ فَلَمْ يَأْتِ بِجَدِيدٍ , وَمِنْهُمْ مَنْ أَوْغَلَ فَعَجِزَ فَشَطَحَ , وَفِي هَذَا تَغْلِبُ الأُمُّ الأُمِّيَّةُ فَلاسِفَةَ القُرُونِ . وَلَسْتُ أَدْرِي لَمَ هَذِهِ الدِّرَاسَاتُ! أَتُرَهَا لِلْوصُولِ إِلَى حَقَائِقَ تُعِينُ عَلَى التَّرْبِيَةِ الصَّحِيحَةِ اهْتِمَامًا بِالأَطْفَالِ!, أَمْ تُرَاهَا هَوَسًا بِاكْتِشَافِ الحَقَائِقِ وَتَفْسِيرِ الظَّواهِرِ! , خَيْرًا لِهَؤلاءِ مِمَّا يَفْعَلُونَ أَنْ يَبْذُلُوا جُهُودَهُمْ وَأَوْقَاتِهِمْ سَعَيًا فِي مَنْعِ قَتْلِ الأَبْرِياءِ وَحَفْظِهِمْ مِنَ الحُرُوبِ والجُوعِ والأَوبِئَةِ إِنْ أَرَادُوا فِي الدُّنْيَا صُنْعًا مَعَرُوفًا , وَلْيَدَعُوا للْأُمَّهَاتِ عَلَى ما فَطَرَهُنَّ اللهُ عَلَيْهِ تَرْبِيةَ أَطْفَالِهِنَّ , هَذَا مَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ إِنْ أَرَادَ العَالَمُ حَضَارةً مُشْرِقَةً وَحَيَاةً رَضِيَّةً , مَعَ أَنَّ الإِسْلَامَ هُوَ الحَلُّ الأكْمَلُ والأَمْثَلُ لِصَلاحِ الشُّعُوبِ إِلَّا أَنَّ مَشِيئَةَ اللهَ تَهْدِي القُلُوبَ وَلَسْنَ سَواءً , فَمَا أَكثْرَ المُعْرِضِينَ , وَلِأَنَّ ثَمَّةَ قَضَايَا يَشْتَرِكُ فِيهَا جَمِيعُ الشُعُوبِ فَكُلُّهَا مَسْئُولَةٌ عَنْهَا , وَلَكِنْ حِيْنَ تَنَعَدِمُ الإِنْسَانِيةُ في قُوادِ العَالَمِ المَعَاصِرِ فَلَيْسَ إِلا الوَحْشِيَةَ . واللهُ حَسْبُ المُسْتَضْعَفِينَ
    .

  2. #2
    الصورة الرمزية عبدالملك الخديدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : السعودية
    المشاركات : 3,954
    المواضيع : 158
    الردود : 3954
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    أخي الحبيب الأديب والصديق الحبيب : بندر الصاعدي
    قال الله تعالى : الما ل والبنون زينة الحياة الدنيا .. والباقيات الصالحات.
    والله سبحانه وتعالى يهب لمن يشاء إناثا ويهب من يشاء ذكورا ويجعل من يشاء عقيماً
    ولكن الأمل في الله سبحانه وتعالى كبير وكم من أناس حرمهم الله هذه النعمة وكم من أناس رزقهم الله بالبنين والبنات ولو بعد حين.
    نعود لقطعتك الأدبية الرائعة ، وهذا الأسلوب الجميل واللغة المتمكنة فماشاء الله تبارك الله .
    زادك الله من فضله أخي الحبيب ورزقك ما تحب وتريد إنه على ذلك قدير.
    تحيتي لكم يا أهل طيبة الطيبة.

  3. #3
    الصورة الرمزية لمى ناصر أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : زنبقة الروح
    العمر : 39
    المشاركات : 1,424
    المواضيع : 37
    الردود : 1424
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي


    ونبض يحمل حزن المولد سطر غيمة

    مبللة بالأمنيات والدعاء لرب العطاء

    رزقك الله بذرية صالحةز

    حرفك ندي كبراءة الأطفال.

  4. #4
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندر الصاعدي مشاهدة المشاركة
    إِلَى الأٌبُوَّةِ وَالأُمُومَةِ وَإِلَى الإِنْسَانِيةِ :
    لَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ هِيَ حَيَاتُنَا بِلَا أَطْفَالٍ , بِلَا بَرَاءَةٍ , بِلَا هَذَا الكُوَيْئِنِ الفِطْرِيِّ الغَضِّ المُفْعمِ حَيَوِيَّةً , المُتَشِّرِبِ إِحْسَاسًا , الجَذَّابِ مِنْ مَتَاعِبِ الأَيَّامِ , الوَهَجِ فِي لَفِيفِ الظَلَامِ , المُغْتَسِلِ بِمَاءِ الطَهَارَةِ . إِنَّهُ نَبْضُ الحَنَانِ , وَنَفَسُ الرِّقَّةِ , وَعَيْنُ النَّقَاءِ , إِنَّهُ غِذَاءُ الإِنْسَانِيَّةِ وَنَسِيمُ الرَّوْحَانِيَّةِ , فَدَعُونِي أَمْلَأُ حَيَاتِي بِهِ , بِمُنَاغَاتِهِ الأَفْصَحِ مِنْ لُغَةِ الكَلَامِ , بَقَهْقَهَاتِهِ الأَعْذَبِ مِنْ هَدِيلِ الحَمَامِ , أَتَوَحَّدُ مَعَهُ فِي غُمُوضِ عَيْنَيْهِ وَتَمَوُّجِ شَفَتَيْهِ , دَعُونِي إِلَى بُكَائِهِ أُهَدْهِدُهُ فَيَسْكُنَ , إِلَى ذِرَاعَيْهِ تَرْسِمَانِ فِي الهَوَاءِ مَتَاهَاتٍ هَنْدَسِيَّةً , إِلَى يَدَيْهِ تَلْعَبَانِ فِي حَدِيقَةِ وَجْهِهِ . إِلَى جَسَدِهِ المُتَمَطِّي عَلَى أَرِيَكَةِِ الذِّرَاعَيْنِ, دَعُونِي فَدَعُونِي .
    لَمْ يَهَبْ لِيَ اللهُ طِفْلًا بَعْدُ , وفَضْلُهُ وَاسِعٌ وَمِنَّتُهُ عَظِيمَةٌ , فَأَسْأَلُهُ هِبَةً مِنْ لَدُنْهُ يُضْحِكُ بِهَا قَلْبِي وَيَسُرُّ نَفْسِي وَزَوجِي . غَيْرَ أَنِّيَ خَالٌ لَكَثِيرٍ مِنَ البُنَيَّاتِ , وِمِنْ بَيْنِهِنَّ بِكْرُ أُخَيَّتِي الرَّقِيَقَةِ , وَهِيَ بُثَيْنَةُ الصَّغِيرَةُ العُصْفُورَةُ البَرِيئَةُ , شَغَلَتْ مَا بِيَ مِنْ فَرَاغِ الأُبُوَّةِ , وَاسْتَقْطَعَتْ مِنْ حَنَانِي جِنَانًا وَارِفَاتٍ تَسْتَظِلُّ بِأَفْيَاءِ أَشْجَارِهَا سَاعَاتِ البُكَاءِ , وَتَحُومُ حَوْلَ حُقُولِهَا سَاعَاتِ المَرَحِ , تَقْطِفُ الأَزَاهِيرَ , وَتُجَاوِبُ فِي غِنَائِهَا العَصَافِيرَ , وَتَسْبَحُ فِي عُيُونِي تَقْتَاتُ عَطْفِي وَتَدُلُّنِي عَلَى دُرَرِ الإِنْسَانِيَّةِ والطَّهْرِ وَالبَرَاءَةِ .
    فَمَا أَجْهَلَنَا نَحْنُ الكِبَارَ بِهَا , فَلَوْ أَنَّ مُتَأَمِّلًا عَقِلَ أَسْرَارَ الطّفُولَةِ لَمَلأَ الكَونَ حِبًّا وَعَدْلًا , وَلأَفَاضَ الحُنُوَّ واللِّينَ أَنْهَارًا تَسْقِي العِبَادَ وتُنْبِتُ الزَّادَ , وَلَصَهَرَ القَنَابِلَ وَالصَوَارِيخَ وَصَنَعَ مِنْهَا مَلَاعِبَ وَأَراجِيحَ , حَقًّا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ جَهُولٌ , أَدْنَى مَا يَعْقِلُهُ أَنَّهُ مَرَّ بِهَذِهِ المَرْحَلَةِ وَعِلَم مَا فِيهَا مِنْ قِلَّةِ حِيلَةِ وحَاجَةٍ إِلَى رِعَايَةٍ وتَرْبِيةٍ وتَعَطُّشٍ إِلَى حَنَانٍ واحْتِوَاءٍ , ورَغْمَ هذَا نَجِدُ يَدَهُ مَلَطَّخَةً بِدِمَائِهِمْ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَسَبَبًا فِي ِبُكَائِهِمْ , وإِلَّمْ يَكُنْ فَشَحِيحَةً عَلَى غِذَائِهِمْ , وَلَسْتُ أَدْرِي كَمْ أَبًا فِي هذَا العَالَمِ ! يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ أبًا بَلْ إِنْسَانًا , فَحَمْدًا لله أَنْ سَنَّ لعِبَادِهِ شَريعَةً تَحْفَظُ الحقُوقَ , وِإِيمَانًا يُرَقِّقُ القُلُوبَ , وَلَهَ الفَضْلُ أَنْ أَخْرَجَ أُمَّةً تَحْكُمُ بِالعَدْلِ, بِالمَعْرُوفِ تَأْمُرُ وَعَنِ المُنْكَرِ تَنْهَى , وإِلًّا لَهَلِكَتْ أُمَمٌ جَرَّاءَ فِعْلَةِ رَجُلٍ , وَإِنَّ َفِي فِرْعُونَ لَعَبْرَةً لِلْأُمَمِ , وعَلَى مَا فَعَلهُ لَمْ يَسْتَطِعْ رَدَّ قَضَاءٍ نُبِّئَ بِهِ فَمَا أَجْهَلَهُ وَمَا أَخْذَلَهُ .
    إِنَّ الطُّفُولَةَ أَوْ _للتَّحْجِيمِ_ صَبِيَّ المَهْدِ الذِي لا يَبْلُعُ إِلَّا سَعَةَ ضَمِّ الذِرَاعَيْنِ لَهُو نَافِذَةٌ صَغِيرَةٌ إَِلِى عَالَمٍ مِنْ الإِنْسَانِيَّةٍ وَاسِعٍ , وَفَضَاءٍ مِنَ العَجَائِبِ رَحْبٍ , وَسِفْرٍ مِنَ الحَقَائِقِ عَظِيمٍ , وَكَلُّ هَذَا يَدُلُّ عَلَى عَظِيمٍ جَلِيلٍ , وَمُبْدِعٍ خَبِيرٍ , وَخَالِقٍ بَدِيعٍ , وَعَلى الرَّغْمِ مِنَ تَفَانِي العلَمَاءِ وَالفَلَاسِفَةِ بإِنْفَادِ بُحُورٍ من العِلْمِ وإِجْهَادِ العَقْلِ فِي دِرَاسَةِ وتَحَلِيلِ أَسْرَارِ الطُّفُولَةِ , عَلَى الرَّغْمِ مِنْ هَذَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا الإِحَاطَةَ بِهَا بَلْ مِنْهُمْ مَنْ شَرَّقَ وَغَرَّبَ فَلَمْ يَأْتِ بِجَدِيدٍ , وَمِنْهُمْ مَنْ أَوْغَلَ فَعَجِزَ فَشَطَحَ , وَفِي هَذَا تَغْلِبُ الأُمُّ الأُمِّيَّةُ فَلاسِفَةَ القُرُونِ . وَلَسْتُ أَدْرِي لَمَ هَذِهِ الدِّرَاسَاتُ! أَتُرَهَا لِلْوصُولِ إِلَى حَقَائِقَ تُعِينُ عَلَى التَّرْبِيَةِ الصَّحِيحَةِ اهْتِمَامًا بِالأَطْفَالِ!, أَمْ تُرَاهَا هَوَسًا بِاكْتِشَافِ الحَقَائِقِ وَتَفْسِيرِ الظَّواهِرِ! , خَيْرًا لِهَؤلاءِ مِمَّا يَفْعَلُونَ أَنْ يَبْذُلُوا جُهُودَهُمْ وَأَوْقَاتِهِمْ سَعَيًا فِي مَنْعِ قَتْلِ الأَبْرِياءِ وَحَفْظِهِمْ مِنَ الحُرُوبِ والجُوعِ والأَوبِئَةِ إِنْ أَرَادُوا فِي الدُّنْيَا صُنْعًا مَعَرُوفًا , وَلْيَدَعُوا للْأُمَّهَاتِ عَلَى ما فَطَرَهُنَّ اللهُ عَلَيْهِ تَرْبِيةَ أَطْفَالِهِنَّ , هَذَا مَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ إِنْ أَرَادَ العَالَمُ حَضَارةً مُشْرِقَةً وَحَيَاةً رَضِيَّةً , مَعَ أَنَّ الإِسْلَامَ هُوَ الحَلُّ الأكْمَلُ والأَمْثَلُ لِصَلاحِ الشُّعُوبِ إِلَّا أَنَّ مَشِيئَةَ اللهَ تَهْدِي القُلُوبَ وَلَسْنَ سَواءً , فَمَا أَكثْرَ المُعْرِضِينَ , وَلِأَنَّ ثَمَّةَ قَضَايَا يَشْتَرِكُ فِيهَا جَمِيعُ الشُعُوبِ فَكُلُّهَا مَسْئُولَةٌ عَنْهَا , وَلَكِنْ حِيْنَ تَنَعَدِمُ الإِنْسَانِيةُ في قُوادِ العَالَمِ المَعَاصِرِ فَلَيْسَ إِلا الوَحْشِيَةَ . واللهُ حَسْبُ المُسْتَضْعَفِينَ
    .
    الأديب الراقي بندر الصاعدي
    مشاعر تفيض عاطفة صادقة وتأملات عميقة تستنطق رحمة من رحمات الله تلك التي جعل الأطفال سبباً لها
    فسبحان الله والحمد لله على كل حال
    أخي الراقي :-
    لله في كل أمر حكمة وفي قدره خيرٌ لمن تدبر
    وباذن الله سيأتي يوم تتباهى فيه بثينة أمام أولادك بأنها استأثرت بمشاعرك الأبويه وقتاً طيباً
    وسيبقى هذا النص الأدبي نافذة للخير والجمال
    احترامي لك وخالص دعائي
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  5. #5
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي


    نص فاره مبهر يمثل نبراسا نثريا أدبيا ، وحالة إنسانية فذة ، وكم آلمني أن لم يحظ هذا النص الرائع المؤثر باهتمام فطواه الأرشيف وهو يستحق التقدير والتقديم.

    أسأل الله تعالى أن يمن عليك بنعمه الواسعات وأن يرزقك بذرية صالحة تقر بها عينك ويسعد بها قلبك أيها الحبيب القريب فأنت أهل لكل مكرمة.

    للتثبيت تقديرا


    أهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 266
    المواضيع : 25
    الردود : 266
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    مقطوعة متخمة بالمشاعر الرقيقة والحنان الأبوي الرائع ....
    جعلتنا نشتاق لأطفالنا ولمن سيكونوا من جديد...

    دام قلمك يانعا ودمت بكل خير

  7. #7
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكرك أخي بندر على هذا النص الرائع العظيم ,,والرقيق في آن
    ليس كالأطفال آية من آيات الله في الرقة والعذوبة والبراءة
    لكنهم للأسف ضحايا كل سيئة على الأرض
    إنهم ضحايا الحروب والظلم والقسوة والأوبئة واليتم والطلاق والأنانية وأشياء لا تعد,,,
    حبذا لو اتقى الكبار الله بهذة المخلوقات الرقيقة حتى قبل أن تولد وترى النور
    كلامك في الطفولة فخم ورقيق أيها الفاضل
    لا حرمك الله من أطفال يملؤون عليك الدنيا بهجة وسرورا
    أراك تستحق ذلك ,,لرقة مشاعرك تجاههم
    شكرا لنصّك
    ودمت بخير
    ماسة

  8. #8
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.14

    افتراضي

    نص متخم بعاطفة تتمخض فيها نفوسنا بالشوق إليها تتوسل بزوغ فجر سعيد دائماً
    شرف لي سيدي الفاضل أن عانقت حرفك النابض
    لاأسكن الله لك وحدة .. ورزقك الإبن الصالح وملأ نفسك بالرضا
    ود جم ... ودعاء

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9
    الصورة الرمزية سمو الكعبي شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2007
    الدولة : في صومعتي
    المشاركات : 1,967
    المواضيع : 70
    الردود : 1967
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    أيها الأديب الثبت:
    ليس لحرفك لمعان وبرق فقط بل له بهاء مختلف يتجدد لا بتجدد الأيام بل كلما ارتد إليه البصر
    سلمك الله ووهبك ما حرمك وأكثر
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فلنغتم أوقاتنا بسماع القران :http://quran.muslim-web.com/

  10. #10
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 2,240
    المواضيع : 61
    الردود : 2240
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    الأستاذ بندر الصاعدي

    أسأل الله الكريم المنان أن يهبك الذرية الصالحة

    ولكن يا أخي لاتجعل مما حرمك الله منه قمة الألم .الألم الحقيقي هو حين يهبك الله ولدا ً تحلم يوما ً بعد يوم

    بوقع خطاه ...يخطو هنا ..يتعثر هنا ..ويكبو هناك..ولكن ماذا لو إنتظرت السنوات الطوال ولم تسمع ولم ترتسم

    تلك الخطى إلى في مرآة خيالك وأمانيك ؟.

    أترأف لحال الولد أم ترأف لحالك وحال أم وأنتما تكابدان ما تدركانه من هول معاناته هو وما تعاني أنت .. وما يكلم قلب أم؟

    ثم ليرحل إلى جوار خالق كريم بعد عناء يمتد لسنوات .؟

    ربما هناك في حياة الناس ما هو اقسى من الحرمان ؟ ولكن الحياة أقدار ومن كان الرضى بما قسم الله له

    من رزق في المال والولد وجد أن الحمد هو تاج العبادة ولاتنسى ايها الأخ الكريم أن الإبتلاء إمتحان للثبات

    على الإيمان..

    وجدت في هذا النص النثري الرائع من ملح الألم ما يكفي لنثره فوق جراح الذكرى .!

    سلمت ..وسلم مدادك ..

    محبتي ..واحترامي
    الفكـرة ُ..العالـية ُ..
    لا تحتاجُ.. لصوتٍٍ..عـال ٍ..

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الطفل الداعية
    بواسطة عبلة محمد زقزوق في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 23-11-2005, 12:30 PM
  2. الطفل ذلك المعجزة - من مشاهداتي ومفارقات الحياة -
    بواسطة بلال الزين في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 28-10-2005, 08:53 PM
  3. غذاء الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة
    بواسطة ياسمين في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-11-2003, 02:23 PM
  4. حقوق الطفل
    بواسطة شامة بنفسجية في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 21-09-2003, 02:26 AM
  5. شرود وسرحان الطفل
    بواسطة روح في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 27-04-2003, 02:14 AM