حِيْل يوماً بيني والقمر, ومذْ ذاك توترت المساحة مع الضياء , وتبلَّد
الحلم , واحْلولك قِطْعٌ كبيرٌ من العمر , وارتفع منسوب العتمة فوق سطح الفجر..وعلى شفير فجرٍ ... ما زالت إغفاءتي تنتظر ذاك الحلم , في سفح أمسيةٍ تحترف اغتراف طلَّته
التي توارت ذات هجرٍ لم أقترفْه , وغمامةٍ لم أشكِّلْها, وحرفٍ لم أقله , وفتنةٍ لا حيلة لي باجتنابها ...هي تلك مشكلتي , جاهلٌ بلغة الليل ودورة الأقمار , وضعيفٌ في مواربة
الشعاع , وصيانة الأحلام . سأحاول من الآن قولبة النص , وصياغة المشاعر , حتى آخر فاصلةٍ ونقطةٍ وتنوينْ ...
سأحضِّر من اليوم كل ما يلزم لأنشد ليلي الْطال غيابه في حضرة البدر خالياً من النشاز ..وسأرتدي التحفُّظ , والتأنُّق ,والوقار , وأحتفظ في جعبتي بكثيرٍ من الأسف والندم وبعضٍ
من سجيتي , فلعل الليلة تكون آخر فرصةٍ لممارسة الضوء الحالم من جديد ..!!!!