أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: امتزاج النورين وتكامل الروحين - مجرد تعليق!

  1. #1
    الصورة الرمزية تبارك أديبة
    تاريخ التسجيل : Feb 2009
    المشاركات : 247
    المواضيع : 15
    الردود : 247
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي امتزاج النورين وتكامل الروحين - مجرد تعليق!




    الفاضل مصطفى حمزة،

    انثالت الخواطر في بالي وأنا أقرأ، فواعجبا لمن تقرأ كتابا فلا يكاد يشعل فيها الرغبة لخط حرف، وتقرأ أسطرا فتكاد تتفلت الخواطر من بين يديها لكثرتها وتتابعها، اعذر تطفلي على منثورك، لكنك لامست بابا كنت أقف عنده منذ حين، أقرأ فيه وأود لو أكتب عنه، هكذا جاءت كلماتي التالية وليدة النص والتعليق، والحق أن تنسب لمنبعها وأن تتدفق منه ومعه.

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=74632




    "" ليس ببعيد عن شعورك هذا شعور امرأة تقرأ لرجل أناته على أعتابها وتوسلاته في محرابها، فهو صريع لفتة عين وأسير رفة رمش، وهو يسير بين الناس لكن قلبه وروحه واقفان أبدا تحت شرفاتها ينتظران، لعلها يوما تجود بايماءة ولو عفوا وفيها لهما كفاية. أين كل ما كتب ولا يزال يكتب من الصورة الاجتماعية والثقافية و النفسية للرجل في ذاكرة وروح هذه هذه المرأة؟ أين الحزم الدافئ والقوة الحامية والمعرفة المدبِّرة؟ وأين السند والظهر والعضد والدرع ممن يستسقي كلمة أو نظرة؟ ""





    قالت: آن لنا أن ننسى أسطورة الفارس على الحصان الأبيض، ذاك الذي سيغير وجه الدنيا ويغير حياتك، فيما يكون كل دورك أن تنتظريه ليخطفك على حصانك، ثم تعيشي في ذاك العالم الأفضل الذي بناه لخاطر عينيك! كوني أنتِ فارسك ولتكن همتك هي جوادك المسحور، وليكن هو جزءا من الحكاية إن وجد، فإن لم يوجد لم تكن الحكاية هباء!

    ما أعتقده، هو أن الإنسان رجلا كان أو امرأة بحاجة إلى شريك يعتمد عليه، يتخفف بين يديه من همه، ويجد عنده المشورة والموعظة، يكون أمينا على قلبه وروحه وأسراره وعيوبه. فطرة الإنسان أن يسير ولا يقف، وأن يختار دروبا يسلكها وحكايات يعيشها، وفطرته أن يسلك الدرب اثنان أو أكثر وأن ينسج الحكاية اثنان أو أكثر. هل هنالك من هو مستغن بنفسه عن سواه؟ أؤكد لك أن كثرا يظنون ذلك بأنفسهم، لكنهم مخطئون، وغالبا ما يكون أصحاب هذا الظن مقتاتين على حيوات غيرهم يبنون أمجادهم على أنقاض أمجاد أناس من حولهم لم يدعوا لهم فرصة لبناء أي شيء على الإطلاق وهم يقنعون أنفسهم بأنهم وحدهم أصحاب الإنجاز والعمل وأن من حولهم همل!!
    والناس قد تختل طبائعهم، وقد يجانبون الصواب، وقد يعيشون عمرهم كله يضربون في الاتجاه المعاكس له، لكن الأنبياء هم نموذج للفطرة السليمة والطبائع السوية، وهم من يمكننا أن نستلهم من حياتهم وسلوكهم الصواب والحق. آدم عليه السلام منحه الله شريكته وهو يحيا في الجنان! موسى عليه السلام كان طلبه الأول أن يكون معه أخوه نبيا! واستعرض قصص الأنبياء جميعا تجدهم نصروا بصحب وحواريين، ليختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي هيأ الله له أصحابا على طول الدرب ومن اللحظة الأولى، وكم أشاد ببذلهم! وكم امتدح تضحياتهم وعطاءهم! يكفي الحب العظيم الذي ظل حيا في قلبه طوال حياته صلى الله عليه وسلم للسيدة العظيمة خديجة رضي الله عنها ممزوجا بالثناء على فضائلها والاعتراف بأياديها البيضاء على الإسلام بل وعليه صلى الله عليه وسلم، فمن مثله في الوفاء!

    حسنٌ، ثم ماذا؟ فكرة حاجة المرء إلى قلب تتناغم نبضاته مع نبضاته ليست دلالا ولا ضعفا ولا مذمة. وأزعم أن ذلك ليس يقتصر على التناغم بين رجل وامرأة، فقد يكون الصاحبان على دروب الحياة رجلان أو امرأتين: فللصداقة والأخوة قوة هائلة يعرفها من عطرت حياته بها. لكنني أتناول جانبا فحسب من الصورة: ""والمرأة ما خُلقتْ إلاّ لتمسحَ الدموع عن الخدود الباكية ، وتسكبَ الفرحَ في القلوب الحزينة ، وترفع عن الجروح أوجاعها ! وترويَ بالحبّ القلوبَ الظامئة للحب والحنان !"". إن المرأة مفطورة على العطاء، خاصة العطاء النفسي والروحي، وحتى لو رزقت شريكا يعدها هامشا في حياته، وحتى لو لم تحقق تناغما قلبيا يروي قلبها ويرضي روحها، ستجدها منبعا للنور والرضى في حياة أناس من حولها وإن كانت مكسورة القلب والخاطر. المأزق الحقيقي ليس في انطفاء الشعلة، لكن في الشعلة ذاتها، فإن حظيت بمن يرضيها التناغم معه روحيا ستجدها شعلة دافئة متجددة يمتزج نورها بعبير السعادة والرضا، وإلا فإنها ستبقى تلك الشعلة، لكنها حرفيا ستحترق وتبذل من ذاتها لتنير دروب من حولها. وقل لي بالله عليك أي حكمة أجمل من حكمة الإسلام حين أحاط قبس النور ذاك بقدسية من قدسيته فلم يتركه نهبا للعابثين واللاهين، وجعل الزواج سكنا ومودة ورحمة، أي ملجأ وسندا وتناغما وواحة للنفس من هجير الحياة. لكن ماذا عساه يفعل لمن لا يدرك من أتباعه مراميه، فهو يرتبط ارتباط شرعيا لكنه ليس يحاول أن يبصر تلك الواحة على مرمى بصره فتجده يعرض عنها ويضرب في صحراء الدنيا فيعيش ولا يحيا، ويترك أهله في واد غير ذي زرع ولا بركة، فيتلحفون الصبر ويسايرون الحياة، ويعيشون كذلك ولا يحيون! عندها يقول لسان حال تلك التي نزلت في واحته على الميثاق الغليظ فلم تجد إلا هجران روحيا يحرقها ويذويها: ""أنا امرأةٌ من وجعٍ فلا تمطر ملحًا على أشلائي، حررني مني واروِ ظمأَ العمرِ الذي لم يأتِ بعدُ.. لا تجعلني أجلسُ على عتبةِ الانتظارِ طويلاً فتُظلَلني سحابةٌ سوداءُ تحجبُ نوركَ عني"" وهو داؤها ودواؤها ووجعها وترياقها، وهي تسعي في الأرض لكن روحها مثقلة لا تجد لترديدها رجعا ولا لأغانيها صدى.

    في حقيقة الأمر، حزن ووجع النساء حين يوجد في مجتمعاتنا فهذا هو منشؤه وسره، أما كلام الأدباء ونثر يراع الكتاب، فقد يكون ظاهره يرتدي ثوب شكوى العاشق المهجور لسهولة هذا اللون على أقلامنا لكثرة ما قرأناه مذ نشأنا، وقد تكون حقيقةُ ما دفع الكاتب للكتابة أبعد ما يكون عما كتبه! ألوان النثر وألاعيبه لا تنتهي، والناثر الحق يكتب ما يشاء ويتركك تقرأ من نصه ما يشاء أيضا دون أن يطلعك على سره، مثله مثل رسام أسقمه المرض وأنهكه، فرسم عاصفة تحرق سنديانة عتيقة أو أمواجا تغرق مركبا محطما، ولم تضربه عاصفة ولا أغرقه موج.

    في النهاية أنتهز الفرصة لأقول: إن الزواج والأخوة والصداقة كلها علاقات ليست نهرا ذا منبع ومصب، بل هي بذل وعطاء وصبر ومساندة من الطرفين، وإن النور المنبعث من كلا الطرفين مقصد لصاحبه وحاجة له ليس يستغني عنها بنوره الذاتي، هو التكامل الذي وضعه الله في نفوسنا لتنسجم، وإلا لعاش كل منا في جزيرته ولانطفأت الحياة في الدنيا من زمن بعيد. و إن الحياة ليست مسكنا ومأكلا فحسب، ومن يرى أنه أكبر من أن يفتح أسوار مدائنه ليضمها إلى مدائن زوجه، وأن وقته أثمن من أن يجعل لها منه نصيبا يصل بينهما، وأن عقله أرفع مقاما من أن يمد جسور التفاهم مع عقلها وروحها، فليسد إليها معروفا ويرتحل عن مدائنها قبل أن تجدب بسَمُوم تجاهله.







    موضوع كهذا يحتاج دراسة هادئة ومقالا رصينا وتفكيرا عميقا قبل أن ينشر فيه شيء بهذه العجالة، لكن الحروف غالبتني وغلبتني... فاعذروا القصور والتقصير!





  2. #2
    الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سورية
    العمر : 60
    المشاركات : 6,280
    المواضيع : 88
    الردود : 6280
    المعدل اليومي : 1.39

    افتراضي

    مقالة بديعة من حيث الفكر وطريقة التناول والأسلوب اللغوي والترابط المنطقي
    لن أتدخل فكريا في الموضوع بحد ذاته ولكني مررت أستمتع وأتابع وأشكر على هذا التواصل الأدبي الفكري السامق
    تحية طيبة للكاتبة المبدعة ولأخي الأستاذ مصطفى مع كامل التقدير

  3. #3
    الصورة الرمزية تبارك أديبة
    تاريخ التسجيل : Feb 2009
    المشاركات : 247
    المواضيع : 15
    الردود : 247
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد عارف الرشيد مشاهدة المشاركة
    مقالة بديعة من حيث الفكر وطريقة التناول والأسلوب اللغوي والترابط المنطقي
    لن أتدخل فكريا في الموضوع بحد ذاته ولكني مررت أستمتع وأتابع
    سعدت بمرورك أيها الفاضل، ولكم تمنيت مشاركة فكرية لست أدري لماذا أوحى إلي حرفك أنها تنظر إلى الموضوع من وجهة نظر أخرى مختلفةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    دمت بخير

  4. #4
    الصورة الرمزية وليد عارف الرشيد شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2011
    الدولة : سورية
    العمر : 60
    المشاركات : 6,280
    المواضيع : 88
    الردود : 6280
    المعدل اليومي : 1.39

    افتراضي

    أبدا أبدا مبدعتنا الفاضلة .. بل أؤيد كل ما تفضلت به تماما
    ولكني قصدت المرور على النص بنظرة المستمتع بأدب يحمل فكرا قيما فكان ذلك
    بوركت وبورك النبض والحرف

  5. #5

  6. #6
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.00

    افتراضي

    أختي الفاضلة ، الأديبة الكبيرة التي اكتشفتُها للتو .. تبارك
    أسعد الله أوقاتك
    كم أنا قليل الحظّ !
    كيف لم أرَ هذا النصّ الرائع إلاّ الآن ؟!!
    سأعود إليه ثانية ، وأعيشه بتأمل وتفكر وتلذذ .. وتعقيب ..
    ليتني أملك وقتي الآن .. عذابات المهنة تُناديني ، مهنة ( المدرسين في الأرض )..
    دمتِ بألف خير
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  7. #7
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.00

    افتراضي

    أختي الفُضلى ( تبارك )

    لم أقرأ لـ ( تبارك ) من قبل ، لكنني قرأتُ لكاتبة هذا النص كثيراً ! الأسلوبُ نفسُه ، والفكرُ ذاته والروحُ المحلقة فوق الكلمات هي ذات الروح ، والثقافة بوضوحها وقدرها ! وإذا كان ( الأسلوب هو الرجل ) كما يُقال فهنا يصحّ القولُ : ( الأسلوبُ هو المرأة ) .. حدْسي قلّما يُخطئ في هذا الأمر ..
    وبعد :
    نحن في هذا النصّ أمام أستاذة في الكتابة الأدبيّة الاجتماعية الراقية ، تًعلّمنا به كيف نولّدُ الفكرة من الفكرة فنطوّر الأولى ونزيد في ملامحها تجميلاً أو تقبيحاً ، قَبولاً أو رفضاً . وتعلمنا كيف نسترسل بسلاسة ورشاقة فإذا الكلمة بيد فنان موهوب يُشكّل بها جمله ، ويرسم صوره ، ويسوق أفكاره ، فيُخاطب عقل قارئه ووجدانه معاً ويتركه مُعجباً مستمتعاً بما قرأ ، حتى ولو لم يُوافق قناعاته ! وتعلمنا به أيضاً – من خلال عاطفتها المهيمنة وأفكارها المتناثرة – كيف تُظهر المرأة أنها المرأة حتى في أسلوب كتابتها ..
    لقد أخذنا النصّ ، بالفكرة والعاطفة وجمال التعبير أخذنا في مشوار رائع بديع .. على الرغم من أنّا كنّا في صُحبة امرأة أديبة بدتْ لي في كل فقرة وكل فكرة أنها لا تبالي بمن يقرأ انتصارَها الهادرَ للمرأة ، أرضي أم لم يرضَ !
    ****
    - بكلّ تواضع الكبار أشرتِ إلى أن بضع كلمات – من خربشاتي – فتحتْ باباً على أفكاركِ ، فتدفق منه هذا النصّ .
    أقول : ما كانت خربشاتي أمام نصّكِ إلا كما الجدول الصغير أمام النهر المتدفق ، أو تحت الوابل المنهمر .. فلله دركِ !
    - وتهزئين – حفظك الله ، وقد تعملقت الثقة بالأنوثة لديك- بأناقة وبلاغة رائعتين من الرجل المُستضعف أمام المرأة (فهو صريع لفتة عين وأسير رفة رمش، وهو يسير بين الناس لكن قلبه وروحه واقفان أبدا تحت شرفاتها ينتظران لعلها يوما تجود بإيماءة ولو عفوا وفيها لهما كفاية ) ثم تتساءلين : أين من هذا المسكين الذي ( يستسقي كلمة أو نظرة ) من المرأة ؛ من ذلك الرجل الذي يُعتبر ( السند والظهر والعضد والدرع ) لها ؟!
    أقول : وهل في لفتة عين ساحرة ، أو رفة رمش باهرة ، أو إيماءة آسرة ، هل في هذا من المرأة إلاّ مَعيناً لرجولة الرجل ، وقوّة روحيّة تُعينه على أن يبقى السندَ والظهرَ والعضدَ والدرعَ ؟ وأيّ الرجال القويُّ إن لم يقو بجسمه وروحه معاً ؟ وأيّ الغذاء للروح يَغذوها أنعَمُ وأكرَمُ من المرأة ؟
    - وتدعين المرأة لتحطّم صورة طالما ازدانت بها الروايات والأفلام ، ولطالما دغدغت قلوب العَذارى .. تدعينها أن تنسى ( أسطورة الفارس على الحصان الأبيض، ذاك الذي سيغير وجه الدنيا ويغير حياتك، فيما يكون كل دورك أن تنتظريه ليخطفك على حصانك، ثم تعيشي في ذاك العالم الأفضل الذي بناه لخاطر عينيكِ ) ..
    أقول : أسطورة ؟! لا ليس بأسطورة الحلمُ الجميل هذا . وليس بحُلم مستضعَف ، وما هو بخيال مُستسلم خانع منتظـِر .. أبداً . إنّه أمل وغاية كل امرأة سليمة التكوين النفسي والعاطفي والفكري ؛ أن تكون في كنف الرجل وإنّه لمنطق إنسانيّ أن ترسم المرأة بأحلامها في خيالها ملامحَ ذلك الرجل .. فلمَ – أيتها المُبدعة الثائرة – تدعينها لتقتلَ هذا الحلمَ ؟ وتحثّينها ليكون فارسُها ( جزءا من الحكاية إن وجد، فإن لم يوجد لم تكن الحكاية هباء! ) بل ستكون حياة المرأة هباءً بلا رجلها المنشود والمرسوم بريشة أحلامها ..
    - وتؤكّدين حقيقة اجتماعيّة نفسيّة مفادُها أن الإنسان ( رجلا كان أو امرأة بحاجة إلى شريك يعتمد عليه يتخفف بين يديه من همه، ويجد عنده المشورة والموعظة، يكون أمينا على قلبه وروحه وأسراره وعيوبه ) وتقرّرين أنّ مَن يدّعي أنّهُ ( مستغن بنفسه عن سواه ) مخطئ . فإنا خُلقنا لنسيرَ اثنين اثنين في رحلة الحياة . وفي قصص الأنبياء دليلٌ على ذلك ، فهم ( نموذج للفطرة السليمة والطبائع السوية ، وهم من يمكننا أن نستلهم من حياتهم وسلوكهم الصواب والحق ) ، وكان منهم مَنْ منحه الله شريكه في الجنة ، ومنهم من استنصر بأخيه ، أو بحوارييه ، أو بصحبه . وتذكّرين بقصّة الحب والوفاء الخالدة بين حبيبنا محمد – صلى الله عليه وسلّم – وزوجته خديجة رضي الله عنها .
    أقول : بحثتِ في فكرك وما قرأتِ عن سندٍ لكِ لتبرئي تهافت المرأة على الرجل لأنها امرأة ولأنه رجل .. أردتِ أن تقولي : هذه فطرة الناس كل الناس ، إنّهم يبحثون عن شريك لأن حياتهم لا تستوي بلا شريك ..
    أقول : رأيتُني أمام فكرتك الذابحة هذه أمامَ وردتين ، واحدة بيضاء ناصعة رائعة ، وأخرى من الورد الجوريّ - هل تعرفين الورد الجوريّ ذلك الذي بنظرة إليه وشمّة منه تحلو الحياة ؟ - متعانقتين تتبادلان الملمس والعطور ثم جاء فيلسوف وجلس بينهما ، وراح يسألهما تفسيراً منطقياً لعلاقتهما !
    حاجة الرجل للمرأة ، والمرأة للرجل لاتُشبه أيّ حاجة أخرى ، إنها كنهٌ تعالى عن التشبيه !
    - وتنفين عن المرء – وقصدك أولاً المرأة - أنه في بحثه عن الحبيب ما هو بضعيف ولا يتدلل ، وما هذا بشيء يعيبه : ( إنّ حاجة المرء إلى قلب تتناغم نبضاته مع نبضاته ليست دلالا ولا ضعفا ولا مذمة ) ..
    أقول : لعمري إن في ضعف المرأة قوّتَها ، و ما استرجلت امرأة أو استقوت بغير أنوثتها؛ إلاّ ضعفتْ حين خسرتْ من كونها امرأة ! وما تدلّلتْ إلاّ تغلغلتْ إلى قلب رجلها ، حتى تستقر ما بين القلب و الشغاف ! وأيّ ذمّ ينالها بعدُ من هذا أو ذاك ؟!
    - وقلتِ عن المرأة : (وحتى لو لم تحقق تناغما قلبيا يروي قلبها ويرضي روحها، ستجدها منبعا للنور والرضى في حياة أناس من حولها وإن كانت مكسورة القلب والخاطر... فإن حظيت بمن يرضيها التناغم معه روحيا ستجدها شعلة دافئة متجددة يمتزج نورها بعبير السعادة والرضا، وإلا فإنها ستبقى تلك الشعلة، لكنها حرفيا ستحترق وتبذل من ذاتها لتنير دروب من حولها ) .
    أقول : هُنا تجعلين من النساء كلّهنّ شموعاً تحترق لتنشر الدفءَ والنورَ في كلّ حال ! وما هنّ – في رأيي – كذلك في كلّ حال .. وإن بدا ذلك للوهلة الأولى - مُخالفاً لرأيي هناك في الخربشات .. فهناك رأيتُ أنها خُلقت لتكون كذلك ، لكنها ليست دائماً تكون لما خُلقت له !
    - وأظنك – أيتها المُبدعة – قدْ انتقيتِ من الأزواج المثَلَ الأقلّ الطالح ، وربما لا يُمثّل إلا ما يخرج عن الأكثر الصالح ؛ وذلك حين قلتِ : والإسلامُ ( جعل الزواج سكنا ومودة ورحمة، أي ملجأ وسندا وتناغما وواحة للنفس من هجير الحياة. لكن ماذا عساه يفعل لمن لا يدرك من أتباعه مراميه، فهو يرتبط ارتباط شرعيا لكنه ليس يحاول أن يبصر تلك الواحة على مرمى بصره فتجده يعرض عنها ويضرب في صحراء الدنيا فيعيش ولا يحيا، ويترك أهله في واد غير ذي زرع ولا بركة، فيتلحفون الصبر ويسايرون الحياة، ويعيشون كذلك ولا يحيون! عندها يقول لسان حال تلك التي نزلت في واحته على الميثاق الغليظ فلم تجد إلا هجران روحيا يحرقها ويذويها: " أنا امرأةٌ من وجعٍ فلا تمطر ملحًا على أشلائي، حررني مني واروِ ظمأَ العمرِ الذي لم يأتِ بعدُ.. لا تجعلني أجلسُ على عتبةِ الانتظارِ طويلاً فتُظلَلني سحابةٌ سوداءُ تحجبُ نوركَ عني"وهو داؤها ودواؤها ووجعها وترياقها، وهي تسعي في الأرض لكن روحها مثقلة لا تجد لترديدها رجعا ولا لأغانيها صدى )
    وأنا أنظر حولي منذ أدركتُ ما حولي ، فما وجدتُ أكثر الرجال إلاّ ساعين كادّين مهمومين في سبيل إسعاد أزواجهم وأولادهم ، وما وجدتُ أكثرَ النساء إلاّ راضيات سعيدات يُشاركنَ أزواجهنّ السرّاء والضرّاء .. وما يُغني من الحقّ شيئاً هنا أن نُلبسه – وهو الجميل البهيّ – ثوباً قبيحاً مهترئاً !
    - وبتعبير أخّاذ في بلاغته ضربتِ بوجدان الأدباء عُرضَ حائط الكذب ! وجعلتِ من شكوى العاشقين ثوباً مستعاراً ! أما حزن المرأة فهو الحزن الحقيقي ، وأما وجعها فهو الوجع الصادق !
    ( في حقيقة الأمر، حزن ووجع النساء حين يوجد في مجتمعاتنا فهذا هو منشؤه وسره، أما كلام الأدباء ونثر يراع الكتاب، فقد يكون ظاهره يرتدي ثوب شكوى العاشق المهجور لسهولة هذا اللون على أقلامنا لكثرة ما قرأناه مذ نشأنا، وقد تكون حقيقةُ ما دفع الكاتب للكتابة أبعد ما يكون عما كتبه ! )
    كم قلوبٍ قتلها الألم في صدور الرجال الآن تشكوك إلى بارئها أختي تبارك ؟! وكم وجعٍ على وجعٍ أثرتِ فيهم ؟! هنا أقف متعجباً في ذهول من حُكمك هذا !
    - وعجبي أيضاً من قولك في الختام : ( .. كلا الطرفين مقصد لصاحبه وحاجة له ليس يستغني عنها بنوره الذاتي، هو التكامل الذي وضعه الله في نفوسنا لتنسجم، وإلا لعاش كل منا في جزيرته و لانطفأت الحياة في الدنيا من زمن بعيد )... هنا كلام عادل إذ جمعتِ بينهما في الحكم.. ثم أعقبتِ : ( .. ومن يرى أنه أكبر من أن يفتح أسوار مدائنه ليضمها إلى مدائن زوجه، وأن وقته أثمن من أن يجعل لها منه نصيبا يصل بينهما، وأن عقله أرفع مقاما من أن يمد جسور التفاهم مع عقلها وروحها، فليسد إليها معروفا ويرتحل عن مدائنها قبل أن تجدب بسَمُوم تجاهله ) هنا كلام ظالم منحاز إذ افترضتِ منه وحده الجحود والنكران !
    تحياتي لكِ ، وإعجابي الكبير بقلمك وحضورك
    دمتِ بألف خير
    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى حمزة ; 10-09-2014 الساعة 09:54 PM

  8. #8
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,131
    المواضيع : 318
    الردود : 21131
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    إن المرأة مفطورة على العطاء، خاصة العطاء النفسي والروحي، وحتى لو رزقت شريكا يعدها هامشا في حياته،
    وحتى لو لم تحقق تناغما قلبيا يروي قلبها ويرضي روحها، ستجدها منبعا للنور والرضى في حياة أناس من حولها
    وإن كانت مكسورة القلب والخاطر. المأزق الحقيقي ليس في انطفاء الشعلة، لكن في الشعلة ذاتها...

    في الحقيقة المقالة كلها تستحق الإقتباس ، وقد أذهلني تفكيرك وأسلوبك ، وترابط ومنطقية أفكارك التي أمتعتني
    غالبتك الحروف فأمتعتنا ، وياليتها لم تتوقف لنستزيد من فكرا راقيا وتأملات هادفة وعميقة من إنسانة رهيفة
    الإحساس، وأديبة راقية.
    ثم جاء رد الأستاذ مصطفى على مقالك ، وتفنيده لأفكارك بترتيب ومنطقية فكان أدبا على أدب ، وروعة على روعة
    أشكر لكما تلك الفسحة من المتعة التي حصلت عليها هنا
    وتحية من القلب إلى عمق ما سمت به حروفكما التي نطقت بكل ألق وجمال.

  9. #9
    الصورة الرمزية تبارك أديبة
    تاريخ التسجيل : Feb 2009
    المشاركات : 247
    المواضيع : 15
    الردود : 247
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    الأستاذ الفاضل مصطفى حمزة..

    لطالما غلبني تسارعُ الحرف حين أكتب، ولطالما استجديتُ الحرفَ استجداءً لأسجل رداً! ليس أصعب عليّ من كتابة رد أو تعليق، ويبدو أن قلمك أيها الكريم سيحل معضلتي هذه، فدوامةٌ من الحروف تسابقني وتكاد تسبقني.

    وأسجلُ إعجابي مراتٍ عديدة، إحداها لأن الأديب الحق ليس هو صاحبَ القلمِ المبهر والتعبير البديع فحسب، ولا صاحبَ الفكرِ النير الذكي فحسب، إنما هو الذي يجيد الحوار والاختلاف والأخذ ممن يحاوره والرد عليه وهو يُشعره أنما يثني عليه، وهو يؤكد في كل كلمة اتفاقا لا اختلاف فيه، تاركاً مساحةً تكفي لِ: غيرَ أنَّ! وسأسجل إعجابي -أستاذنا- بك أستاذاً قبل أن أسجله بك قلما رائعا نتعلم منه، فإن لم أتعلم على يديك في صف دراسي فإن أسلوب المعلم الناجح جلي واضح في خط قلمك لا تخطئه عين.
    ولن أكتمك سعادتي حين غافلتُ تلك الخطط طويلة الأمد التي أضمرتُها من قبل للتحضير للكتابة في هذه الموضوع وسجلتُ ما جال في خاطري حالما قرأتُ لك، فلولا ذلك لفاتتني هذه المحاورة الثرية الماتعة. شكرا لأنك كتبتَ أولاً، ولأنكَ منحت كلماتي مكاناً ووقتاً أكبر مما تستحق ثانياً.

    كانتْ لديّ قناعةٌ بأن النثر الناضج يفسرُ نفسه دون الحاجة للتعقيب والشروح، ولستُ أجد غضاضةً في التعقيب والتعليق على نثرٍ لا يزال عودُه أخضرَ ليناً ولا يزال في بداياتِ ربيعه لمّا تنضج ثماره ولا مازجت الحلاوة ألبابها.

    كان هذا التعليق أيها الفاضل نثراً لأفكار كانت تعن على بالي من قبل، فهو ليس بإجماله نقاشاً يردّ على أو ينقض ما تفضلتَ به في تعليقك الأول على نص أختنا الكريمة خلود. أجل بدأتُ بقطعة تمازَجَ فيها المزاحُ مع المكر البريء، وما عنيتُ ما ورد فيها بحرفيته -حيث ناقض باقي النص جزءاً كبيراً منه- إنما سجلتُها كأسطرٍ باسمة على نسقِ النصِّ والتعليقِ اللذين كانت منهما البدايةُ والمنبع. وكانتِ الأسطرُ تقول بلسان الحال: أنّ تعليقكَ على أخيتنا يمكننا أن نعلق بمثيلٍ له على نصٍ سجّلَه عاشقٌ أو ناثرٌ يكسو النصَ بثوبِ عشقٍ.

    ثم كان رأيٌ تتبناه كثيرات، بل وكثرٌ، ذكرنيه هذا الحديث الذي نحن بمستهله، منهم أخية أعرفها، فسجلته على لسانها وقد بدأتُه بِ: "قالتْ". وللحق هو رأي يؤخذ بعين الاعتبار أحيانا لا سيما أمام من وَقفتْ حياتها وروحها وسعادتها وشقاءها على انتظارِ طارقٍ ليس يعلم سوى الله متى، وهل ستأتي به الأقدار أم لا. وأنا وإن كنتُ أوردتُ الرأي على لسان "قالتْ" فإني لست أدعي أنه لا يعنيني كُلُّه وبالمقابل فإني لم أدعُ إلى نسيان الأسطورة... وفقط!! لكنني دعوت إلى نسيان "وصف بعينه للأسطورة" تتخذه فتاةٌ مبررا لتكونَ مجردَ هامش! إنَّ الإنسانَ إذا أراد أن يعيش في "العالم الأفضل" عليه أن يبدأ في بناء هذا العالم، وسيقيضُ الله له معينا من غيره أو حتى من نفسه، وهو ما يوافق الأمر الإلهي الذي كان بصيغة خبر: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

    لا يخفى عليك أستاذي أن ما أردفت به هاتين الفقرتين كان ينقضهما كلهما أو بعضهما، بل إن العنوان بحد ذاته هو نقيض لهما على نحو ما، ولربما هذا ما جعلني لا أوضح ذلك كفاية لظني بأنه واضح! إن جوهر النص ليس في تلكم الفقرتين وهما ليستا ايجازا وهو ليس استطرادا. بدأتُ بأن الإنسان بحاجة إلى شريك ودلّلت على ذلك ثم أشرت إلى أن هذه الحاجة ليست عيبا أو نقصا بل هي فطرةٌ في إشباعها على وجهها الصحيح سعيٌ للكمال، وفي احترامها مُعين للمرء على الجدِّ في دروب الدنيا، والوصولِ إلى أسمى الغايات. هذه الحاجة ليست نافلة وإلا لاستغنى عنها "أولو العزم" من باب أولى!

    حين قرأتُ قولك: "كم هو مؤلمٌ أن يطلب الطبيبُ من المريض الدواءَ !" حاولتُ بحروفي المتعثرة أن أقول: إن كلا الطرفين داء ودواء للطرف الآخر، لأن كلا الطرفين في نفسه حاجة فطرية للتكامل مع نظيره، فإذا اختل هذا التكامل نشأ من الاختلال: الحزن والوجع اللذان أسفت وتألمت لهما. لذلك من الطبيعي أن تألم المرأة للنكران والتجاهل، وأن تسعى للفرح والشفاء لدى مكملها أو نصفها الآخر كما يحلو للبعض أن يقول، والعكس صحيح بالتأكيد طالما أكدنا على أنها حاجة متبادلة وعلاقة تكامل وامتزاج. وهو ما عدتَ فأشرتَ إليه بأسلوب جلي فصيح الإيجاز بقولك: "هذه فطرة الناس كل الناس ، إنّهم يبحثون عن شريك لأن حياتهم لا تستوي بلا شريك"

    كل ما أردته أستاذي الفاضل هو إثبات هذا التكامل والتمازج، والتأكيد على ضرورته للإنسان، والرد على من يدعي أنه حاجة هامشية يمكن التغاضي عنها، فقط لأصل في النهاية إلى غاية واحدة: وهي أن المرء إن لم يجد في أقرب الناس له -بحكم شرع خالقه- تلك الروح المكملة لروحه، سيحيا معاناة لا مراء فيها. والحياة تستمر على أي حال، ولا بد لنا من السعي فيها، لكن السعي المكلل بالرضى والاستقرار النفسي ليس يقارن بالتأكيد بالسعي المكلل بالظمأ والمظلل بالهجير! ولست أجد فيما كتبت ما يدل على أني جعلت "من النساء كلّهنّ شموعاً تحترق لتنشر الدفءَ والنورَ في كلّ حال !" بل إن ما كتبته -مرة أخرى: نحن انطلقنا من التأكيد على التكامل والامتزاج- ينطبق على الرجال كما ينطبق على النساء: إن الشعلة المتوقدة من الرضا والراحة النفسية والاستقرار العاطفي: لا تحرق قلب صاحبها، لكن الشعلة المتوقدة رغم الغضاضة ليس لها وقود إلا قلب صاحبها وروحه. وكم من إنسان -رجل أو امرأة- أنجز إنجازات عظيمة، أو ربى فأحسن التربية على سبيل المثال، رغم ظروف شديدة الصعوبة وخسارة لرفيق دربه، فإذا نظرت في حياته وجدته اكتهل باكرا وعاش سنوات عجافا. هذا ما عنيته بقولي: "لكنها حرفيا ستحترق وتبذل من ذاتها لتنير دروب من حولها".

    أما ما تفضلت به بقولك: "وأنا أنظر حولي منذ أدركتُ ما حولي ، فما وجدتُ أكثر الرجال إلاّ ساعين كادّين مهمومين في سبيل إسعاد أزواجهم وأولادهم ، وما وجدتُ أكثرَ النساء إلاّ راضيات سعيدات يُشاركنَ أزواجهنّ السرّاء والضرّاء .. وما يُغني من الحقّ شيئاً هنا أن نُلبسه – وهو الجميل البهيّ – ثوباً قبيحاً مهترئاً !" فلستُ أجدني نفيته أو قررت أن الأعم الأشمل هو غيره! تلكم النساء لسن من أكتب لهن وعنهن هنا طالما أنهن " يشاركن"، أنا كتبت هنا لمن حرمت هذه المشاركة، فصارت ضراؤها ضراءين! ولماذا نكتب إلا لننبه القلة إلى الخير الذي تتمتع به الكثرة لعلهم ينتبهون إلى الشقوق التي صدعت أساس بنائهم فيتداركونها، ولعلهم يبصرون واحتهم التي ليست تمل انتظارهم فيؤمونها؟
    ومرة أخرى أؤكد: هذا ينطبق على الطرفين، فهل ثم بأس في أن أتحدث على لسان النساء طالما لم أتجن على الرجال وطالما وهبوا بلاغة وبراعة تغنيهم عن مثل قلمي :) :)

    وأردت من ثم الإشارة إلى أننا جميعنا -معشر من اتخذوا الحرف نافذة لأرواحهم ومتنفسا لقلوبهم وصفيا منصتا وناطقا بخلجات أنفسهم- حين نكتب وجع العشق وظمأ الفقد وملامة الهجر، لا تكون مقاصدنا محدودة بالمعنى الظاهر لكلماتنا، إن نصوصنا قد تكون لا تضمر إلا ما صَرَّحَتْ به، و قد نكون ألبسنا كلماتنا هذا الثوب ونقصد به معاني أخرى. ولست أدري لماذا اعتبرتني "ضربت بوجدان الأدباء عُرضَ حائط الكذب ! وجعلتِ من شكوى العاشقين ثوباً مستعاراً ! أما حزن المرأة فهو الحزن الحقيقي ، وأما وجعها فهو الوجع الصادق !"، في حين لم أقصد بالـ"أدباء والكتاب" إلا الجنسين، كما نتحدث عن مشاكل الشباب مثلا فلا نكون بهذا الحديث نستثني الشابات :).

    أخيرا، إن أي كاتب حين يعالج مسألة ما من جانب معين: ليس ينفي نصُهُ أن للمسألة جوانب أخرى إلا إن صرح هو بهذا النفي وأكد عليه، وإلا فلم يحدث أن أحاط نص واحد بموضوع كامل من كل نواحيه إلا أن يكون كاتبه قد أوتي من مجامع الكلم ما لا قبل لقلم ناشئ كقلمي أن يدعي أنه أوتيه، ولعله من جميل ظنك أستاذنا بي أن انتظرت مني ما يفوق قدرات قلمي وأقلام كثيرة بمراحل، وما كان اعتذاري في نهاية تعليقي على تعجلي في النشر إلا لأني أدركت أنه من المستحيل الإحاطة بجوانب الموضوع بما يليق به على عجالة، لكن كثرة المشاغل وكثرة المشاريع المؤجلة التي تحتاج إلى دراسة وترو لا تؤديان إلا إلى تحول تلك المشاريع إلى عناوين يتراكم عليها غبار الانتظار! ولا يمكن لنص واحد مهما بلغ أن يستوفي ما يجب أن يقال في موضوع كالذي اخترت الكتابة فيه.

    ختاما، قد شهرتَ قلما أنيقا دفاعا عن حق الرجال في التزود من لفتة العين الساحرة ورفة الرمش الباهرة بمعين لرجولتهم وأرواحهم، ولم تنكر عليهم أن يستسقوا هذه المعاني من بنات حواء. وفي حين كنت تأسى على "تسولهن" الحب على "أبوابهم" لم تجد في "تسولهم" الحب على "أبوابهن" سببا للأسى بالمثل؟ أو لربما كان إغداق حواء عطاءها الروحي يكفي آدم عناء تسوله!

    وأجدنا سلكنا طريقين مختلفين، واستخدمنا أدوات مختلفة، لنصل في النهاية إلى المكان نفسه! وكأننا نجمع المترادفات أو ننسق المتشابهات.

    مع خالص الامتنان وكل التقدير، ودمت بكل خير

  10. #10
    الصورة الرمزية تبارك أديبة
    تاريخ التسجيل : Feb 2009
    المشاركات : 247
    المواضيع : 15
    الردود : 247
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي


    العزيزة نادية،

    شكرا على هذا المرور الأنيق الموشى بلطفك
    كل التحايا ودمت بخير

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. امتزاج
    بواسطة عيسى سلامي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 01-10-2021, 07:30 PM
  2. امتزاجُ الرُّوح
    بواسطة الطنطاوي الحسيني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 30-07-2009, 12:12 PM
  3. امتزاج ..
    بواسطة مجذوب العيد المشراوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 03-08-2008, 01:28 AM
  4. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 20-03-2008, 11:35 AM
  5. خبر .. تعليق .. لا تقتل الكلب, وحاول الاستفادة منه !
    بواسطة جمال حمدان في المنتدى الأَدَبُ السَّاخِرُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-07-2003, 09:53 AM