أطبق على يدها بقوة فهو المسئول عنها .. كان يكبرها بعامين، وهى كل أسرته
يغلبها البكاء ..
يجاهد من أجل إسعادها فاصطحبها إلى أن وصلا لدكان الحلواني, ووقفا أمامه وأخذا ينظران
تلمظت بلسانها وقد سال لعابها دون أن تنطق بحرف واحد .. ثم سارا في طريق العودة إلى منزل
الإيواء الذي يسكنان فيه وقد أصرَّ داخله على شيء ما
بعد عدة أيام توجه وأخته إلى محل الحلوى ـ دلف بها قائلا في ثقة
تخيري ما تحبين ..
لم تصدق ،
كرر على مسامعها : كل ما تريدين
فاختارت قطعة كبيرة مغطاة بالشكولاتة والكريمة، وأخذ هو أيضا ما يريد ـ حدَّق فيهما البائع ثم قال :
هل معك ثمن ما تريد؟ أجاب الولد في ثقة وفخر .. نعم
وفتح علبة كان يحتضنها في حرص، ثم أفرغ ما فيها على الطاولة .. فإذا هي قطع من شظايا معدنية لقنبلة متفجرة
والعديد من فوارغ الرصاص بأحجام مختلفة.
فغر البائع فاه قائلا : ما هذا ؟؟ ـ من أين أتيت بكل هذا؟؟
قال الطفل ببراءة : من أنقاض بيتنا الذي هُدم ودُفن تحته أبي وأمي ـ ثم تابع ونظرة الخوف تملأ وجهه
ألا يكفي هذا ؟؟
اغرورقت عينا البائع وهمس بصوت أجشّ ... بل يكفي وزيادة.