|
أقـولُ وداعـاً أقـولُ وداعـا |
و قلبي سفينٌ أضـاع شراعـا |
أقولُ وداعا و طرفي سكـوب ٌ |
و دمعي يسيلُ و يأبى امتناعـا |
أقولُ وداعا و حزنـي عميـق |
ٌيثـورُ حريقـاٌ يُثيـرُ يـراعـا |
بلغتـم بقلبـي مكانـا عظيمـا |
و مال الزمانُ و ضعتم و ضاعا |
أقولُ وداعا و شعـري حزيـنْ |
و همّي كبيرٌ و ما مـن مُعيـنْ |
أقولُ وداعا و عنـدي اشتيـاقٌ |
يجنُّجنونـا و عنـدي حنـيـنْ |
رياحُ الـوداع عصفـن بقلبـي |
و هدّت شموخي رياحُ الأنيـنْ |
بكيـتُ ولكـن بكيـتُ مَـرارا |
مَـرارا يذيـبُ فـؤادَ العيـونْ |
أقـولُ وداعـا و دائـي يزيـدْ |
جنونا و قلبي سجيـنُ الحديـدْ |
و ليس سوى الليل يرثي لحالي |
و كـأسٌ مُـدامٍ بكفّـي عميـدْ |
بكى الغيمُ فوقي و راح الحمامْ |
يغني لدائـي حزيـن النشيـد: |
أنا من قضيتُ بموت ِ حبيبـي |
فكنتُ القتيـل و كـان الشهيـدْ |
أقولُ وداعـا و هـبّ النسيـمْ |
و ثار الشجـونُ بقلـبٍ كليـمْ |
أردتـكَ حبـا تكـونُ لنفسـي |
نعيما جميـلا فكنـتَ الجحيـمْ |
فكيف بربـكَ صرنـا سرابـاً |
على وجه هذي القفـار نهيـمْ؟ |
تُركتُ وحيـداً أغنـي و همّـا |
يغنـي و جرحـا يغنـي أليـمْ |
وداعا وداعا و حـان الرحيـلْ |
و هاج البكاءُ و غصّ العويـلْ |
و راحت حروفُ القصيد تعاني |
على خدّ شعر الفـراق تسيـلْ |
و لفّ الظلامُ ضيـاءَ النجـومْ |
و حار الكلام ُ و ضلّ السبيـلْ |
وداعا وداعا وحـان الرحيـلْ |
و حان الذهابُ إلى المستحيـلْ |