الطفلة..والوالي
في عصر الدولار..
والنفط...
خرجتُ على غير عادتي
أبحث عن رغيف خبز
أسدُ به رمق طفلتي
التي تعاني الفقر..
وفقر الدم..
مررتُ بباب السلطان
رأيتُ الناس ملتفتة حوله
سمعتُ عجوزاً خارجاً
من الزحام..
يقول حمى الله السلطان
فقد منحنا اليوم رغيفا
نسد به جوعنا..
حملتُ نفسي ورحتُ أنظر
إذا بالحراس يوزعون..
على غير عادتهم..
الرغيف على باب القصر
أجتهدتُ وحصلتُ على
واحدة..
وعدتُ مسرعاً.
لأنقذ الطفلة..
لكني فوجئتُ بأنها
رفضت منحة الوالي
وقررتُ اللحاق بالباري
فجلستُ أندبُ حظي..
وبدأتُ أنهشُ بالرغيف،
وبعد لحظة..
تناهى إلى سمعي أن السلطان
أمر بتوزيع الرغيف ليقطع لساناً
بات في الآونة الأخيرة
يلذعه..وتلدغه،
وصاحب اللسان كما تناهى
إلى سمع السلطان
مسكين ...فقير
لا يملك حتى حصيرة
فكان من دهاء السلطان
أن يسمم الرغيف،
ويوزعه على باب قصره
ظناً إنه لا محتاج في رعيته
سوى صاحب اللسان،
ولما سأل السلطان
فرحاً الحاشية..
عن أخبار صاحب اللسان
أجابته الحاشية
لقد مات مع الرعية..!
22-5-1999