أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: :::( عندمـــــــــا يــأتى الحــب ):::

  1. #1
    الصورة الرمزية فريد عبدالعزيز شاعر عامية
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 370
    المواضيع : 79
    الردود : 370
    المعدل اليومي : 0.06

    Post :::( عندمـــــــــا يــأتى الحــب ):::


    :::::::عندما يأتى الحب::::::



    فريد عبد العزيز






    هل يظل الإنسان في رحلة ضياع حتى يجد نصفه الأخر؟ ، هل الحب يصنع المعجزات ؟ ما هو الحب ؟ وما أهميته ؟ وكيف يمكن ان يغيرنا للأحسن ؟ هذه هى الاسئله التى نبحث عن إجابتها



    من شرفة الدور الثامن ببرج الأمراء العتيق بشارع لاظوغلي بوسط البلد اطل ( كمال ) بابتسامه عريضة على الشارع العريض و فجاءه تحولت ابتسامته لعبوس فاتجه لغرفة ( صلاح) وأيقظه من نومه ليسأله

    - واد يا صلاح إحنا في مصر ولا ف حته تانيه؟
    بصعوبة أجابه ( صلاح ) وهو يغالب رغبته في النوم
    - حرام عليك يا كمال تصحينى من نومي عشان تقوللى إحنا في مصر ولا فين ؟ في مصر يا سيدي... ارتحت!!
    تعبيرات وجه (كمال) لا توحي بأنه ارتاح ولو مؤقتا لإجابة ( صلاح ) فبادره قائلا :
    - أمال الستات كلها لابسه خيم ومش باين منها حاجه ليه ؟؟؟؟ انا حاسس انى ف أفغانستان.
    وانتظر رد ( صلاح ) ولكن صلاح راح مره أخرى في سبات نوم عميق.
    كان من الطبيعي ان يحدث في الفترة الاخيره ثوره دينيه فالناس لم يعد لديهم سوى الرب ليتقربوا إليه ويطلبوا منه المعونة ، فطالت اللحى واتشح الغالب الأعم من النساء بالسواد ، حتى محلات وسط البلد والتي كان ( كمال ) من خلالها يستمع للاغاني العربية و الاجنبيه الحديثة أصبحت تذيع خطب الدعاه نجوم الكاسيت والتي تمتلئ بالويل والثبور وعظائم الأمور مما يدل ان الثورة الدينية وصلت لكل الطبقات والمستويات ..... وان الكل لم يعد لهم سوى الله للتوسل والتضرع إليه.
    نشأ ( كمال) في أسره ميسورة الحال من أم لبنانية الجنسية وأب تاجر أقمشة مصري خسر معظم ثرواته في صالات القمار ومات بحسرته ولحقته الأم بفترة قصيرة تاركين (كمال) في رعاية عمته ( سامية) والتي لم تشأ أن تتعب نفسها فألحقته بمدرسه داخليه طوال سنين عمره الدراسية وفى الجامعة استقر في شقة أسرته ببرج الأمراء هو وصديق عمره ( صلاح) ، وهب الله ل(كمال) الوجه والجسد الجميلان والذكاء الباهر وهو ما استغلهم ( كمال ) بجداره فى عمليات النصب التي يقوم بها ويساعده فيها( صلاح ) على الرغم من أن ( صلاح ) لايملك نفس مقومات ( كمال ) إلا أنه ينفذ بجداره وبراعة فائقة يحسد عليها ما يطلبه منه ( كمال) .


    خرج ( كمال) من غرفة نوم ( صلاح ) متجها إلى حجرة الاستقبال وجلس على كرسي في مواجهة التلفاز واخذ يقلب بين القنوات كأنما يبحث عن ضالة وهو يتأفف ويقول
    - ما فيش جديد ..... ملللللللللللل
    عندما أراد وضع الريموت على الطاولة المجاورة له وجد عليها كتاب عنوانه ( طريقك إلى السعادة الجنسية)
    فابتسم وعلم على الفور انه يخص صديق عمره ( صلاح) ولم تكن ابتسامته عابره بل كانت ذات مغزى ... إن ( صلاح) أراد الله له أن يولد بخصيه واحده وعيب خلقي أخر يمنعه من المعاشرة والزواج والإنجاب فلماذا تجذبه هذه النوعية من الكتب؟ فقال ببينه وبين نفسه وهو يقلب صفحات الكتاب وينظر للصور التوضحيه المرفقة أن ( كمال) يشبه من يحاول اللعب ببيضه واحده في مواجهة حجر وعلت ضحكاته بصوره هيستريه وأخذ يضرب ألأرضيه الباركيه بقدميه حتى سمع صدى لضرباته في أركان الشقة الكبيرة.


    كان ( صلاح) لا يخجل من ذلك بل كان يحمد الله كثيرا على كل حال ويفضل الخروج من الشقة متجها إلى اى مكان في الأوقات التي يحضر فيها ( كمال)بنات الليل من فتيات أو سيدات إلى الشقة.


    وضع (كمال) يده في جيب بنطلونه واخرج هاتفه المحمول واخذ يقلب بين الأرقام حتى استقرت عيناه على اسم معين فطلبه.
    - صباح الخير يا ( نيرمين)
    - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    استغرب صلاح من الرد فعاود بسرعة النظر إلى الاسم والرقم حتى تأكد أنه اسم ورقم ( نيرمين)، لقد تعود منها أن تغمره بالقبلات فور سماع صباح الخير أو مساء الخير .... يبدو أن هناك جديد في الأمر
    - (نانو) معايا ؟
    - أختك في الله ( نيرمين ) معك يا أخ ( كمال)
    - أنا بقالي فتره مبتصلش بيكى ولا بشوفك فحبيت اتطمن عليكى واعرف أخبارك إيه ؟ وهاعرف اشوفك النهارده ولا لأ؟؟؟
    - بارك الله فيك يا اخى .... اخر أخباري اننى تبت إلى الله وحفظت جزء كبير من كتاب الله وقمت بحجة هذا العام وفى طريقي للزواج من أخ فاضل .
    كمال بارتباك:
    - أخبار حلوه والله.... ربنا يوفقك يا نيرمين


    - بارك الله فيك يا آخى وسوف أدعو الله لك بالهدايه والتوفيق وعقبالك


    - ميرسى....
    - ممكن اطلب منك طلب يا كمال ؟.
    - من غير ما تطلبي يا نيرمين .... متقلقيش .... مش هاتصل بيكى تانى
    - بارك الله فيك.... السلام عليكم
    - وعليكم السلام
    واغلق ( كمال) الهاتف وما زال مندهشا لما حدث فى اللحظه ذاتها دخل عليه ( صلاح) وهو يفرك عينيه من أثر النوم وسأله:
    - مالك يا بوكمال مسبهل ليه كدا ؟
    - - نيرمين
    - - مالها التانيه ؟ عايز تعرف عايشه فى مصر ولا فين ؟
    - - لأ.... بس بتقولى يا اخى وبارك الله فيك وحجيت وحاجات زى كدا
    - اجابه ( صلاح ) وهو يتجه صوب دورة المياه بخطوات متثاقله
    -
    - ربنا يهدى يا عم.


    مرت حوالي نصف الساعة ولم يغير (كمال) وضعية جلوسه حتى أتاه صوت ( صلاح) من الخلف متسائلا:
    - أخبار العملية الجديدة إيه يا بوصلاح؟ العملية حايحه ومحتاج قرشين
    اخرج ( كمال) سيجاره من علبة سجائره الاميركيه واحتضنها بين إصبعيه السبابه والوسطى وأشعلها بقداحه دهب ساحبا نفسا عميقا منها وزفره بهدوء وهو يجيبه .
    - العمليه الجايه انا اللى هاشيلها من الألف لليه ..... خليك انت ف العملية اللى بعدها.
    - ما فيش مانع يا ( كيمو) بس ممكن اعرفها؟
    - أه طبعا .... بص يا سيدى
    وبدأ فى شرح تفاصيل( العمليه الجديده )كما يسمونها ل(صلاح).


    فى شارع من شوارع القاهرة الكبرى وقف ( كمال) بقامته الطويلة ومظهره الأنيق في انتظار الضحية ...
    وقف له سائق سياره أجره قائلا له
    - تحت أمرك يا ريس ؟ رايح فين
    نظر ( كمال) نظره سريعه للسياره فوجدها قديمه ومتهالكه كما هو حال معظم تاكسيات القاهره فشكره وتعلل بانه منتظر سائقه الخاص
    مرت دقائق قليله حتى استقرت عينا ( كمال) على سيارة" تاكسى" يبدو من مظهرها أنها حديثه فأوقفها سائلا السائق:
    - المهندسين يا اوسطى ؟
    - اتفضل يابشمهندس




    من خلال مراية صالون السياره أخذ ( كمال) يدقق النظر إلى السائق حتى استطاع تكوين صوره مبدئية له

    سأله السائق
    - رايح فين يا بشمهندس في المهندسين
    أصطنع ( كمال) الابتسام وهو يقول له بصراحة يا عم................
    - خدامك (قدرى)
    - بصراحه يا عم قدرى انا معرفش حاجه فى القاهره انا أساسا من أسوان وجاى مصر في شغل عند عملاء ف المهندسين..... وأدى العنوان اهه
    وأعطى للسائق كارت صغير نظر له السائق نظره سريعة وأجابه :
    - من عيني يا بشمهندس ... دا أنت لو عايز تروح القمر نوديك
    وبدأ ( قدرى ) سيل من الاسئله ل(كمال ) وكأنه ضابط شرطه
    - هو حضرتك شغال في إيه يا بشمهندس؟
    - انا ياعم ( قدرى) صاحب شركة إستيراد وتصدير في أسوان
    - واشمعنى أسوان يعنى؟
    - قريبه من السياح وبعمل للعملاء بتوعى رحلات سياحيه منها شغل ومنها تنشيط للسياحه برضه.... لازم نفكر ف بلدنا يا عم قدرى ونديها زى ما هى إدتنا .
    السائق وقد علاه القرف فحوله لبصقه خارج السياره مستطردا الكلام:
    - إدتنا إيه يا حصره؟ دى بلد بنت ( .......... ) وشعب ابن ستين (..........)
    ابتسم كمال وسأله :
    - شكلك سياسي محنك ؟
    - بص يا بشمهندس انا لاسياسى ولا حاجه ..... بس مبخافش غير من اللى خالقنى .... واقول للأعور أنت أعور ف عينه
    وفجاءه إرتبك السائق وتغير صوته فسأله (كمال)
    - خير يا عم قدرى؟؟؟
    فأجابه وما زالت علامات الخوف والارتباك واضحه على وجهه وفى صوته
    - خير ان شاء الله يا بشمهندس .... تقريبا فى لجنه من المباحث او المرور هنا .... ربنا يستر
    واخذ ( قدرى) يتمتم ويحوقل بأدعية في سره وهو داخل بسيارته على اللجنه..... وكمال يحاول ان يخفى انفجاره من الضحك على شجاعة (قدرى) التى تبددت عند أول لجنة مرور لا يوجد بها سوى (عسكري) و(أمين شرطه).
    وبعدما مر من اللجنة بسلام عاد مره أخرى لمطاردة كمال بالاسئله ، ولكن ( كمال) كان قد استقر على انه سوف يعطيه درسا لن ينساه لو عاد مره أخرى للتدخل فيما يعنيه وقد كان
    - لكن يا بشمهندس حضرتك مقولتليش بتستورد ايه وبتصدر إيه ولا مؤاخذه ؟
    على الفور اجابه ( كمال)
    - احنا بنستورد كناتر هدايا من الصين وبنقوم بتوزيعها على المستوى المحلى فى جميع المحافظات
    وبنصدر لمعظم الدول الاوربيه ( بول الابل).... فيه شفاء من كل الأمراض يا عم ( قدري)
    السائق باستغراب
    - بول جمال يعنى ؟
    - اه يا حج بول الجمال مطلوب جدا في دول أوربا والأمريكتين ..... هو سبب انه مش منتشر في مصر انه غالى شوبه الكيلو الخام بيوصل ل 35 جنيه .... فبنصدره وندخل عمله صعبه للبلد
    ( قدري) وقد أستبد به الطمع
    - طب ممكن حضرتك تجيبلى كيلو ولو عايز فلوسهم اديهملك دلوقت ؟
    - فلوسك وصلت يا حاج ... فى إيه؟؟؟
    - واحنا كمان وصلنا يا بشمهندس الشركه اللى حضرتك عايزها اهه.
    يقف ( قدرى) بسيارته يمين الشارع ويدور حديث قصير بين ( كمال ) و ( قدرى) قبل ان يعطيه الاجره
    - بص يا معلم انا 3 تيام بالظبط وراجع تانى .... هاجيبلك معايا ( بول الجمل ) وهاتقضى معايا كام مشوار
    أوصلك ازاى ؟
    يخرج السائق كارد ويعطيه ل(كمال) قائلا :
    - الكارت دا فيه تليفون بيتى والموبايل وقت ما تيجى بالسلامه اتصل عليا وقولى انا ف الحته الفلانيه ، عشر دقايق وهاكون عند حضرتك
    يشكره ( كمال) ويخرج له ورقه فئة خمسون جنيه فينظر له ( قدرى ) باندهاش بس دا كتير اوى يا بشمهندس
    - يا عم قدرى ما بين الخيرين حساب وبعدين احنا مع بعض ... هنروح فين
    يشكره ( قدري) بعد ان أكل الطعم ويودعه وهو يوصيه الا ينسى زجاجة ( بول الابل) التى وعده بها
    بعد مرور السيارة بدقائق يذهب ( كمال) صوب الطريق الأخر لإيقاف سيارة أجره عائدا الى شقته .


    فى الشقه يدور هذا الحوار بين ( كمال) و( صلاح):
    كمال: راجل حشرى وغتت ... بس كله يهون عشان خاطر عربيته.... وادينى هادوقه( بول الابل) جزاء تدخله فيما لايعنيه
    صلاح: انت قلتله هترجعله بعد كام يوم ؟
    كمال: 3 تيام ..... أه بالمناسبه شوفت الازازه اللى حاططها فى الحمام
    صلاح : مالها ؟
    كمال: مالها على الله ..... من هنا ليوم الخميس عايزك تملاهالى بول .....
    صلاح بضحك:
    وهتدفع 35 جنيه ف الكيلو؟
    الاثنان: ههههههههههههههههههههههه.


    بعد مرور ثلاثة أيام يقف ( كمال) فى حدود الثانيه ظهرا أمام كشك سجائر في شارع دجله بالمعادى متحدثا من تليفون محمول خاص بالكشك وهو ينظر للوحه خشيبه مكتوبة بألوان كالحة وخط سيء ( الدقيقة ب 75 قرش)
    - ايوه يا حاج ( قدري) انا هنا في شارع دجله فى المعادى
    -...........
    - خلاص انا مستنيك .... فى أمان الله.


    اقل من ربع ساعة وتظهر سيارة قدري ليقف بها على مقربه من ( كمال) وينزل وهو يبتسم ل( كمال) ابتسامه عريضه وكأنه فريسة سهله فاتحا له ذراعيه
    - بالحضن يا ياباشا ..... مصر كلها منوره
    فيبادله ( كمال) الأحضان والقبلات وهو يتصنع الاهميه والرصانة لزوم العمل ... ينظر ( قدري) إلى الحقيبة الانيقه التي يضعها ( كمال ) بجواره ليحملها له ويدخلا السيارة


    وفى السيارة يفتح ( كمال) حقيبته الانيقه ويخرج منها زجاجة ( البول ) مادا يده إلى ( قدري ) ويدور الحوار الاتى :
    - إتفضل يا سيدى إلازازه اللي وعدتك بيها
    بفرحه يمد ( قدري) يده وهو يقول :
    - كل دا .... دا يجى 3 كيلو
    - بالهنا والشفا يا عم قدري .... انا قلت عشان المدام والأولاد برضه ينوبهم من الحب جانب
    ثم يبادره بسؤال
    - مبدئيا كدا يا عم ( قدري ) حضرتك إتغديت ولا لسه ؟
    ( قدري) متظاهرا بالخجل والشبع
    - الحمد لله ضربت من شوية شقتين فول .
    - فول إيه بس يا راجل .... بص أنا عايز اكل أنا وأنت أكلة كباب وكفته عند أشهر وأغلى مطعم في مصر عشان يبقى عيش وملح وبالمره تجرب الهديه مع أكله تستاهل مش فول يا حجنا.
    ( قدري ) وقد علا وجهه الفرح والسرور
    - يبقى ما فيش غير ( أبو نقره) ....دا بما إنك إبن بلد يا باشا ونزيه.
    - طب بينا على ( أبو نقره)


    أسفل يا فطه كبيره من النيون مكتوب عليها ( أبو نقره ) يستعد ( كمال) و ( قدري ) للدخول.


    وعلى الطاولة يدور الحوار التالي بين ( كمال) والنادل وباهتمام شديد يتابع ( قدري ) الحوار وهو يمسك بكلتا يديه زجاجة ( بول الإبل)
    - بص يا ريس أنا عايز 2 كيلو كباب وكفته ضانى و4 تجواز حمام ومش هاوصيك على الشوربه والسلاطات
    النادل بعد ان كتب الاوردر
    - تحت أمرك يا فندم
    بعد انصراف النادل يعاتب ( قدري) كمال قائلا :
    - مش كتير كدا يا باشا ؟
    - لا كتير ولا حاجه يا حاج .... الخير كتير والحمد لله .... المهم انت بس اشرب كاسين بول قبل الأكل هيعملوا معاك شغل كويس!!!.


    يحاول (قدرى) وصف بول الابل ل ( كمال ) فيقول
    - هو لونه قريب للبيرة وطعمه صعب شويه بس لذيذ ..... انا خايف أدمنه .... اصل خدامك صايع قديم وليه ف الشرب والميه والنسوان كمان بس من يوم ما تجوزت .... ( بطريقه تمثيلية) تبنا إلى الله
    الاثنان : هههههههههههههه







    يحمد ( كمال) الله على الطعام ويذهب لغسيل يديه ويعود للطاولة و( قدري ) ما زال يلتهم بشراسة أكوام اللحوم والحمام الماثلة أمامه والزجاجة التى أهداها كمال إياه و الممددة في وسط الطاولة تظهر وقد فرغت إلى أكثر من المنتصف بقليل
    في اللحظة ذاتها يتظاهر ( كمال) بأنه نسى محفظته في سيارة ( قدري) فينبهه للحقيبة التي يضعها على المقعد المجاور له فيجيبه:
    - لا دى فيها 100 ألف جنيه وشوية ورق شغل وموبايلى .... عشان كدا اصريت انى ما اسبهاش ف التاكس
    دى فلوس ناس ياحجنا.


    كانت كلمات ( كمال) كافيه ان تجعل ( قدري) يعطيه بنفس راضيه مرضيه مفاتيح سيارته الأجرة لإحضار
    محفظته من السيارة، حتى لو طلب روحه في هذه اللحظة ما بخل بها عليه استطاع ( كمال) بمهارة وحرفيه شديدتين أن يكتسب ثقة (قدري) ،وأي ثقة ؟ إنها ثقة فاقت كل الحدود


    مرت أكثر من ربع ساعة ولم يحضر ( كمال) فأحس ( قدري) بشيء من القلق فقام من على طاولة الطعام وخرج مسرعا للشارع ليطمئن على سيارته وكانت الصدمة قاسيه عندما لم يجد سيارته – وطبعا- لم يجد ( كمال) بهستيريا انطلق لطاولة الطعام مره أخرى ليفتح حقيبة ( كمال) الممتلئة بالنقود ..... ولكن كانت الصدمة اشد قساوه عندما لم يجد سوى مجموعة أوراق بيضاء وموبايل من النوعيه التى عندما تضغط على احدى إزرارها تسمع فتاه تقول:
    - اى لوف يو .... اى لوف يو
    الموبايل لم يكن سوى لعبه!!!!! ..... بين طيات الحقيبة وجد رسالة مكتوبه على الكمبيوتر نصها:


    "عزيزي الأسطى قدري
    أشكرك لتعاونك معي خلال الفترة الماضية .... وأشكرك من أعماقي على هذه الوجبة الدسمة
    ولكن نصيحة من أخ اصغر لك لا تطمع ولا تتدخل فيما لا يعنيك حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه وما لا يرضيك
    وأخيرا ..... تحياتي لك ولا تنسى دفع فاتورة الغذاء ...أسف جدا الزجاجة التي أهديتها لك لم تكون كما قلت لك بل هى من إنتاجي الشخصي .... بالهناء والشفاء"


    وانفجر ( قدري ) فى وصلتي بكاء ونحيب وكلما وقعت عيناه على الزجاجه التى شرب اكثر من منتصفها شعر برغبه شديده فى التقيىء وانقسم العاملين بالمطعم قسمان .... قسم يطالبه بدفع فاتورة الطعام والأخر يحاول جاهدا أن يواسيه ولكن هيهات.


    في اللحظة ذاتها كان ( كمال) قد قام بتسليم سيارة الأسطى ( قدري) للمعلم ( سلامه الزلط) فى ورشته المخصصه لطمس معالم السيارات المسروقه بمنطقه نائيه فى ( الدويقه ) وبسرعه طلب المعلم ( سلامه ) من احد صبيانه إدخالها حجرة العمليات لتفصيصها واستلم( كمال) ماتيسر من المال عدا ونقدا وفى طريق عودته كان يفكر فى ( العملية الجديدة).


    في شقة ( كمال) وضع المبلغ كاملا والذى تعدى أكثر من نصف ثمن السياره الفعلى أمام ( صلاح) وتقاسماه بما يرضى الله..... وهو يقول ل ( صلاح)
    - ابوصلاح اتصل على مكتب السياحة اللى بنتعامل معاه وقول له يحجز لنا تذكرتين ذهاب وإياب للبنان
    وإقامة لمدة شهر فى فندق خمس نجوم كمان 7 تيام .
    كمال باندهاش
    - إحنا هنضيع فلوس العمليه فى لبنان ولا إيه ؟
    - لا متخافش فلوس الرحله دى هاجيبها من ( العملية الجديدة) اللي إن شاء الله هنبدأ في تنفيذها من بكره
    وبعدين رحلتنا دى هتبقى رحلة عمل .
    - وايه هى العمليه الجديده يا كومندان ؟
    - كمال وهو يشرب من كوب عصير أمامه:
    - بص يا سيدي بقى الشعب المصري كله يا إما ناس عايزه تغنى يا إما ناس عايزه تمثل يا إما ناس عايزه تكتب أغانى والذي منه ..... هى دى العملية الجديدة ... عايزك تكتب الكلمتين دول في كل الجرايد والمجلات


    " مطلوب لشركة سيمانتيك للإنتاج الفني .... مؤلفين... مطربين ..... ممثلين لعمل فني ضخم...فقط لمدة 3 أيام "


    وتحط تحت الكلمتين دول رقم تليفون الشقة لتحديد ميعاد المقابلة الشخصية ...... بس تأكد على (جوده) البواب ان إحنا هنستغل الشقة مكتب وانه يرحب باللي يجى ويفتحلهم الاسانسير... اهم من الشغل ظبط الشغل يا زميلى.... بالمناسبه انت بتحب مين من المطربين ؟
    (صلاح) ببلاهه:
    - حميد الشاعرى
    - على خيرة الله ابقى عرف اللى هيتقدموا للمسابقه انى ابن خالة الفنان ( حميد الشاعري) . ومتنساش تاخد اللوحه اللى على المكتب عندى وتحطها على الباب ...." سيمانتك للانتاج الفنى والتوزيع" وتمن الاستماره 25 جنيه بس.....( بابتسامه) إحنا مش مؤسسه ربحيه ... إحنا عايزين نساعد الشباب
    - طب ولما يجوا يسألوا علينا بعد الاستمارات والاختبارات ؟
    - ( جوده)البواب يقول لهم خدوا اللى فازوا وراحوا يصوروا فيلم ف لبنان ... وبابا كل الكنافة يا زميلي
    الاثنان : ههههههههههههههههه.


    وبالطبع نجحت الفكره وانهالت أعداد غفيره بسبب الاعلان على شركة( سيمانتيك) الوهميه لاكتشاف المواهب حتى انهما جمعا مبغلا كبيرا من المال فوق ما تصوروا فى ثلاثة أيام فقط وهو ما أغرى ( صلاح) بطلب استمرار المسابقه فقط لنهاية الاسبوع ولكن ( كمال) رفض فقد عود نفسه على احترام مواعيد بداية ونهاية كل عمليه يقومان بها.


    فى نفس اليوم ليلا دخل ( كمال) إلى غرفته وخرج منها ماسكا بيده كتله زجاجيه أعطاها الى صلاح ودار الحوار التالى :
    كمال: تسوى كام دى ؟
    صلاح: ( وهو يقلبها بين يديه ) تسوى كام إيه بس .... دى حتة إزاز مالهاش لزمه .... دى واقعه من نجفه ولا إيه ؟
    كمال : (مبتسما) دى ألماظه يا جاهل وتسوى أكتر من 2 مليون جنيه ..... هى دى (العمليه الجديده )
    ويبدأ (كمال) فى سرد تفاصيل العمليه الجديده لصلاح وصلاح يستمع إليه وكأن فوق رأسه الطير
    كمال: المهم بس فكرنى نفوت على الواد ( إبراهيم كبوشى) و ( كريم منظره) بتوع شارع محمد على
    صلاح: (إبراهيم) و(كريم) الكومبارسات اللى بيشتغلوا فى مسرح السلام ؟
    كمال: بالظبط
    صلاح : طب ودول لزمتهم إيه معانا ؟
    كمال: المره دى هاديهم بطوله .... وهعرفك مدى اهمية دورهم وأدائهم فى نجاح المهمه.


    ( محسن عبد السلام ) الجواهرجى المعروف بالعجوزه هو ضحية (كمال) فى عمليته الجديده.... ( محسن ) على الرغم من ثرائه الفاحش إلا أنه طماع جدا ولا يشبع من المال و يتعامل مع الجميع بمنطق انه الأعلم والبشر لا يفقهون..... وكان هذا مدخل ( كمال ) أليه.
    ذهب كمال له قبل سفره بيوم عارضا عليه قطعة الزجاج على انها الماسه نادره ورثها ابا عن جدا واليوم هو يريد عرضها للشراء عن طريق فاترينة مجوهرات (محسن عبد السلام) بمبلغ إثنان مليون جنيه مقابل بدل عرض 20 الف جنيه شهريا ، وعند بيعها بالمبلغ له عموله عشرون فى المائه من قيمة الماسه الاجماليه
    من نظرة (محسن) ولمسته الاولى علم على الفور أنها كتلة زجاج لا تساوى شىء وانا هذا الابله قد ضحك على أجداده ودفعوا دم قلبهم فى قطعة زجاج ، فما المانع ان يصيبنى من العشق جانب وافوز بمبلغ عشرون الف جنيها شهريا وهى لن تباع .
    محسن: فعلا يا إكسلانس تحفه بديعه
    كمال: اكتب عليها 2 مليون جنيه وأى عرض يجيلك تبعتلى فاكس فى الفندق اللى هاكون فيه فى لبنان على الرقم دا او تتصل على موبايلى ف الرقم دا .... حتى لو مكنتش موجود او الموبايل مش معايا حضرتك تسيبلى رساله وانا هاتصل بيك اول ما ارجع او أفضى
    محسن : تحت أمرك يا إكسلانس .... تمنياتى لحضرتك برحله سعيده
    يشكره (كمال) ويعطيه مبلغ 20 الف جنيه مقدما قسيمة الشهر الاول
    فى الوقت ذاته يكون اعطى ابراهيم وكريم ما تيسر من المال للقيام بادوار اثرياء عرب ورجال اعمال بمعدل كل اسبوع مره لمده شهر يعرضون مبالغا ما بين مليون ونصف المليون ومليون وسبعمائه وخمسون الف فى الماسه المعروضه فى الفاترينه
    وكلما حضر عرض ل(محسن عبد السلام) كام على الفور بإرسال فاكس ل(كمال) وترك رساله مسجله له على الهاتف.... ويتصل عليه (كمال) رافضا العرض ومصؤرا على مبلغ 2 مليون جنيه و(محسن) سعيد ايما سعاده لذلك فكلما ضلت الكتله الزجاجيه أكثر كلما حصد المزيد من الالوفات من هذا الابله... هكذا كان يفكر.
    وعندما عاد (كمال) الى مصر بعد مرور الشهر بالتمام والكمال فى لبنان قام بالذهاب الى ( محسن عبد السلام )
    طالبا منه إعطاءه الماسه لانه رجع فى كلامه بشان بيعها .
    كمال: طالما محدش مقدر قيمتها يبقى اخدها اشيلها ف خزنه فى البنك افضل
    محسن: وليه يا إكسلانس خليها معروضه لحد ما يجى زبونها شهر شهرين ان شالله سنه
    كمال : شكرا يا (محسن ) بيه ... اوعدك لو فكرت ف بيعها تانى مش هلاقى افضل منك
    يقوم (محسن باجراء مكالمه من هاتفه باحد موظفيه الذى يقوم باحضار الماسه من الفاتريتنه ويعطيها ل(كمال) وفجاءه يتغير وجه كمال ويقول بصوت مرتفع
    - إيه دى يا (محسن) بيه ؟؟؟؟ حضرتك جايبلى حتة إزاز ؟؟؟ دى الامانه اللى إإتمنتك عليها ؟؟ظ؟
    محسن بارتباك : هى دى الماسه بتاعة حضرتك يا فندم
    كمال: انت خليت فيها افندم ولا عمر.... اتفضل حتة الازاز بتاعتك اهه
    ( ويضعها على مكتبه ) امام لفيف من العاملين من المحل تجمعوا أثر الصوت العالى
    ويستطرد كمال قائلا :
    - فلوسى هاعرف ازاى اجيبها عن طريق المحكمه.... بينى وبينك ساحات القضاء
    فى المحكمه يقدم ( كمال)العقد المبرم بينه وبين ( محسن) بخصوص الايجار وسعراالماسه والعموله وكذلك رسائل الفاكس التى أرسلها له فى لبنان لاخباره بعروض الشراء والرسائل الصوتيه المسجله على هاتف (كمال) بصوت ( محسن ) نفسه ، وكانت هذه الادله والمستندات كفيله بان يحصل (كمال) على 2 مليون جنيه خلاف
    ولحظة النطق بحكم المحكمه لصالح (كمال) يقوم باحتضان صديق عمره ( صلاح ) فى مشهد سينمائى مفتعل وهو يصرخ : يحيا العدل .... يحيا العدل ...... وبدموع تماسيح يصرخ .... عمااااار يا مصر عماااار يا مصر
    ويصطحب ( صلاح ) خارج المحكمه مستندا عليه وهو يهمس له بصوت خافت:
    - مبروك عليك المليون جنيه يا بن الكلب
    وفى نفس اللحظات أحس ( محسن) وهو يعيد منطوق الحكم فى ذهنه بصدره ضيقا حرجا كأنما يصعد إلى السماء.





    على مقهى ( البيت بيتك) بالمهندسين يجلس (كمال) و(صلاح) على طاوله مع عدد من أصدقائهم ومن بينهم ( ياسمين) و ( حسام) والذي قرر ( كمال)- أخيرا- أن يفتعل معهما مشكله لإخراجهم من دائرة أصدقائه للأبد.
    لم يكن ( كمال ) من الغباء بحيث يمكن أن تكون ردة الفعل في غير صالحه أو غير محسوبة من تجاهه .... بل كان فى أصعب المواقف والظروف يتخير ردة الفعل المناسبة للموقف كما يريد هو حتى لا يخسر الكثير .... وربما تجعله يخسر كل شيء ، كان دوما ينصح صديق عمره ( صلاح) بألا يكون مثل أسفنجه تمتص ردود أفعال وتفاهات الآخرين بغباء فتغير من شكلها وخواصها وتصبح بمرور الوقت مجرد(.........) ، ولكن كلوح زجاجي شفاف تمر من عليه المياه بسهوله ويسر وكلما ازدادت المياه قوه كلما ازداد الزجاج بريقا ولمعانا.... لذلك كان ( كمال ) نادرا ما قل أن تجده حزين على شيء..أو لشيء.. لا لشيء سوى أنه تعلم التحكم فى ردات أفعاله.
    ول(ياسمين) و( حسام) قصه أصبح لا يطيق استمرار فصولها معهما ‘ (ياسمين) هذه لم تكن سوى معرفة مقهى وبمرور الأيام تحولت المعرفة إلى صداقه بعد أن قصت عليه (ياسمين) الكثير عن حياتها وظروفها وآلامها بداعي أنها (ارتاحت له) كما كانت تقول في كل مره ، ولكن مع مرور الوقت تكشفت صورة (ياسمين) الحقيقية أمام (كمال ) وأصبحت واضحة لا مرية فيها بعدما قصت نفس القصص و الحوارات للمدعو ( حسام) والذي – هو الأخر- لا تتعدى علاقة (كمال ) به حدود المقهى ، (حسام) لم يكن أكثر من إنسان حياته عباره عن سلسله متصله من الفشل والاخفاقات.... ليس لديه وظيفة سوى اخذ ما تيسر من المال من أمه لشراء السجائر والملابس والتنزه مع الصديقات وإيهامهم بأنه صاحب شركة ( الفجر الجديد) للتجارة والتوزيع والتي لم تكن سوى بقاله في شارع جانبي بمنطقه( فيصل )يديرها أخاه الصغير ( محمود )، وهروبا من فشله خلق لنفسه دور المثقف الواعي في مقهى ( البيت بيتك ) ، فيظل بالساعات يتكلم في أي شيء وكل شيء – خاصة مع الصديقات- وكان ( كمال ) يعلم جيدا نواياه الدنيئة وهى استمالة فتيات المقهى بأشعاره الساذجة وكلماته المعسولة طمعا في صيدهم بشباكه القذرة وأخذ ما تيسر من أجسادهن ومشاعرهن بدعوى حبه العذري الشريف ، وكم من فتاه أغرها بمعسول كلامه وعندما ملكته أمرها قام بتصويرها في شقته لعرضها على أصدقاء المقهى المقربين بالموبايل والاسطوانات الضوئية وحتى غرف الدردشة منتهكا حرمة أجسادهن وحرمة مشاعرهن ، على الجانب الأخر كان (كمال) رغم حدته ألمعروفه وعصبيته التي تزعج الآخرين يتعامل مع صديقاته فى حدود الصداقة فقط ولو تطلب الأمر ضرورة وجود سيده أو فتاه في فراشه فكان يفضل الحصول على إحدى بنات الليل عن طريق أماكن تواجدهم فى بعض الشوارع ألمعروفه بعينها ، أو المولات التجارية ، أو الاتصال على إحداهن، لذلك لم ينزعج عندما مالت ( ياسمين ) أليه فهي مريضه نفسيا مثله ومن نفس الفصيلة التي تختلق القصص والروايات فهذا يحبها وهذا يعشقها وهذا يتحرش بها وهذا يراودها عن نفسها و(كمال) دوما يستمع إليها بإنصات مفضلا الصمت ورسم ابتسامه ساخرة على شفتيه ولسان حاله يقول "ألا تنظر لنفسها في المرايا تلك الدميمة؟ ولكن الذي أزعجه هو تنصيب (حسام) نفسه مدافعا عن الفتيات في المقهى فكلما وجه الكلام لإحداهن وجد هذا الأخرق يتكلم نيابة عنهن وكأنه الفارس النبيل .... فافتعل معهما مشكله ناهيا علاقته بهما ومع أمثالهما للأبد ... و تاركا (سعيد) ل(سعيدة) كما يقول المثل الدارج.


    في إشارة مرور أثناء عودته للمنزل عاد بالذاكرة للوراء قليلا و فجاءه سمع صوت طرقات على زجاج سيارته المغلق فالتفت فإذا بفتاه لا تتعدى السادسة من عمرها .. فتح زجاج السيارة قليلا فقالت له ؟
    - مناديل يا بيه ؟
    ابتسم (كمال) لها بحنان وطيبه غير عاديتين وهو يقول :
    - بس أنا معايا يا حبيبتي مناديل في العربية
    بادلته الابتسامة بابتسامه من ثغرها الجميل عبارة عن مزيج من التوسل والألم :
    - وماله يابيه ...خد تانى
    ضحك ( كمال) ضحكه يشوبها مرارة لمنظرها الرث وسنها الصغير واخرج من جيبه حفنة نقود وأعطاها كلها لطفلة إشارة المرور طالبا منها العودة إلى البيت وبارك الله فيما رزق..... ربما نسى أو تناسى أن أطفال الشوارع ليس لهم بيت سوى النوم على الأرصفة ومطاردة لقمة العيش بين إشارات المرور.














































    صراحه انا تركت هذه السطور السابقه بيضاء لانى لا اجد ما اكتبه ..... أو ربما لغرابة ما سوف أكتبه.

  2. #2
    الصورة الرمزية فريد عبدالعزيز شاعر عامية
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 370
    المواضيع : 79
    الردود : 370
    المعدل اليومي : 0.06

    Post (2)

    هل تعلمون أن (كمال) صاحب أيادي بيضاء في مساعدة المحتاجين ومد يد العون لهم؟ ، وكم من تبرعات ماليه ضخمه في مستشفيات مثل ( القلب) و( الفشل الكلوي) و( سرطان الأطفال) ممهورة بتوقيع ( فاعل خير )......... وفاعل الخير هذا لم يكن سوى ( كمال).
    كان شديد الحرص ان تكون تبرعاته بعيده عن مكاسب عمليات النصب والاحتيال التى يقوم بها ولكن من امواله التى ورثها عن ابويها والمودعه باسمه فى البنوك.



    في اليوم التالي أبلغ (كمال) صديقه( صلاح) أنه سوف يذهب لعمته ( سامية) في فيلتها بالمقطم لقضاء يوم كامل معها ومع أولاد وبنات عمته قبل سفرهما إلى لبنان.... وفى فيلا عمته حدث ما لم يكن فى الحسبان.




    تعرف على ( غادة) صديقة (نجلاء) ابنة عمته .... لا يدرى حقا ما ذا حدث له يومها ولكن من أول نظره شعر (كمال) أن شيئا ما سوف يكون بينهما.... وأن ( غادة) سوف تحدث تغييرا كبيرا في حياته.... إنها الفتاه الوحيدة التي لم يستطع ( كمال) مداومة النظر إليها للحظات – ليس خجلا – ولكن للهيبه الكبيرة التي يتمتع بها حسنها الأخاذ وكأن هناك حجاب إلهي بينها وبين أعين المتلصصين والناظرين يحدد وقت معين للنظر لها بجانب حجابها الهادئ الجميل الذي ترتديه .... وكأنه ألاف الحراس يحرسونها من عين كل فاسق وفاجر.... هل يمكن أن يكون قد تعلق قلبه بـ (غادة) بهذه السرعة؟؟؟؟ هل هذا ما يطلقون عليه (الحب من أول نظره )هل تغير فجاءه كرهه للحجاب لا لشيء سوى لإعجابه ب(غادة) وإحساسه نحوها بإحساس جديد؟.... هل وهل.... أسئلة بلا نهاية دارت في رأس ( كمال) حتى عاوده الصداع القديم ... ولكن هذه المرة كان شديد بصوره مبالغ فيها.



    (غادة محمد الشماع ) هي ابنة رجل أعمال معروف في مجال عمله ، ومتخرجة حديثا من الجامعة الاميريكيه قسم إدارة أعمال وتعمل مساعدة مدير موارد بشريه بشركه يحلم الكثيرين بمجرد المرور من أمامها.. تمتلك العود الفرنسي الرائع، والبشره المصريه السمراء، والعيون السوداء الواسعه ، ملامحها قطعه منسوجة من البهاء والضياء ... صوتها وكأنه عزف نايات ، من الأخر (غادة) تمتلك مالا عينا رأت ولا أذنا سمعت ولا خطر على قلب بشر



    فى اليوم التالي يجلس ( كمال) و( صلاح) في الشرفة يتناولون الإفطار فيحكى (كمال) لصديقه ما كان من أمره أمس مع ( غادة) ولكن على ما يبدو أن ( صلاح ) غير سعيد لرواية كمال ... شيء من الغيرة ينتابه .... ربما تكون غيره من ( كمال) الذي يتضح من كلامه أنه في طريقه لتكوين أسره ترتكز على زوجه وأولاد وهو الشىء الذى لايستطيع (صلاح) فعله، وربما غيره من ( غادة) التي لم يراها حتى ألان وتعلق بها صديق عمره بهذه السرعه.



    من حوار بين (كمال) و( صلاح) فى الشرفه:

    كمال: انت عارف شدنى فيها اوى إن كل كل كلامها لازم يكون فيه إسم الله مثلا .... سلام الله عليكم ..... جزاك الله خير.... بسم الله ما شاء الله ...... الحمد لله......... إن شاء الله

    صلاح : ( باستغراب) ومن إمتى التقوى دى ياسى ( كمال ) ، دا انت حتى عمرك ما ركعتها ؟؟؟

    كمال: بس حاسس إنى لازم أقرب لربنا وإنه كفايه لحد كدا .... ( بعد فترة سكوت)

    - عارف انا امبارح شفت وانا نايم حلم غريب جدا .... شفت إنى فى مكان غريب زى ما يكون صحرا وانا خايف جدا وماسك ف ايدى مصحف وعمال اقول يارب .... يارب ... يارب .... فجاءه بلاقينى باسمع زى صوت خيل جاى من بعيد وعليه واحد مش باين اى حاجه من ملامحه وماسك ف إيده حاجه بتلمع زى ما تكون سيف وقبل ما يقرب منى ... صحيت من النوم.

    صلاح: ( مغيرا دفة الحوار) العمليه الجديده هنبدأها إمتى يا (كمال)؟؟؟

    كمال :العمليه اللى فاتت كانت اخر عمليه يا بو صلاح وخلاص اانا مش هاعمل عمليات تانى ..... حتى المليون جنيه بتوعى مش عايزهم ومنى ليك ... انا كفايه عليا الفلوس اللى ورثتها من ابويا وامى هاشغلهم فى اى مشروع وشكرا على كدا

    صلاح: ( وقد رفع حاجبا وعقد الاخر ) ايه الكلام اللى انت بتقوله دا يا (كمال )؟

    كمال: وإيه الغريب فى كدا ؟ أنت لسه محتاج فلوس ؟ أنا عملتلك فلوس تعيشك العمر كله برنس يا (صلاح) عايز تكمل كمل لوحدك واشتغل بدماغك انت .... انا خلاص بره اللعبه .




    ( كمال) لم يكن علمانيا رافضا أو كارها لدينه ، كانت مشكلته تكمن فى انه لا يعرف من الاساس شيئا عن دينه حتى صوم شهر رمضان بالنسبه له لم يكن اكثر من عاده اجتماعيه تعودها منذ الصغر فشب عليها ، وكان يكره أصحاب اللحى والجلابيب البيضاء القصيره والمنقبات والمحجبات كرها لما، لان الصوره الذهنيه التى تكونت لديه عنهم من جانب انهم مجموعه من الناس مهنتهم كدر صفو عيش الاخرين وتذكيرهم دوما بعذاب السعير وعذاب القبر ونعيمه وإن الله شديد العقاب... شديد العذاب... فلماذا الاقتراب منهم والاحتكاك بهم فى حين ان البعد عنهم غنيمه ؟

    أما المنقبات فله حكايه لاينساها مع احداهن فقد كانت إحدى فتيات الليل تحضر الى شقته وهى ترتدى النقاب وفور دخولها شقته تخلعه ليظهر من تحته ملابس عاريه وضيقه وعندما سألها عن سبب ارتدائها النقاب أجابته بوقاحه انها ترتديه هربا من بوليس الاداب ولحرية التنقل بين الشقق دون ان يعترضها احد وسألته هل تعتقد اننى استطيع ان أمشى فى الشوارع بهذا اللبس فتفحص (كمال) فستانها والذى يظهر جزء كبير من صدرها المكتظ ويكشف عن سا قيها بالكامل فابتسم وبادرها قائلا ببرود:

    - أنا لو شفتك ماشيه باللبس دا فى الشارع علطول هاصطادك لانى هاعرف انك ( ........ ) رسمى .

    من يومها عمم – خاطئا- ان كل المنقبات غير صالحات وهن اما لهن ملفات اداب او انهم يرتدونها للتنقل بسهوله ويسر بين الشقق والاحياء دون ان يعترضهم بواب او حارس امن لما يصبغه النقاب من احترام واجلال لكل من ترتديه ، أما المحجبات فقد كان معظم ما نام معهن محجبات حتى وهو يمر بسيارته على الكورنيش كان يلاحظ ان معظم الواقفات مع الشباب على جانبى الكورنيش فتيات وسيدات محجبات أو حتى منقبات ونادرا ما قل ان يجد فتاه سافره وقد سلمت جسدها لشاب يعبث به وقد أعطا ظهورهما للماره والسيارات متوهمين ان احدا لايراهما ولا يتابع ادق التفاصيل.

    تأكدت هذه الصوره الذهنيه ل (كمال) وترسخت فى وجدانه لاتفاقها قلبا وقالبا للصوره الذهنيه التى يقدمها الاعلام العربى على الجانب الاخر من خلال أفلامه ومسلسلاته للمتدين الملتحى على انه ارهابيا او حاقدا

    ومعظمهم ان لم يكن جميعهم من مستويات بيئيه متدنيه وبالتالى لديهم مركبات نقص يحاولون تعويضها بارهاب الاخرين .

    ولكن داخله نور يتجلى فى حبه للخير وكرهه لشراب الخمور كره لا يعرف اسبابه – ربما – فطرته هى التى جعلته يكره ذلك ، أما عن حبه للنساء فصراحة هو لم يكن يعشق النساء عشقا جما بل يعتبرهم مجرد نوع من الترفيه وقد يمر الشهر والشهران ولا يفكر ( كمال) فى مضاجعة انثى .

    وعلى الرغم من إرتكابه الكثير من المقبوحات الا انه لم يدر بخلده قط ان يكفر برب السماء والارض وما بينهما.

    وكأنه يبحث دون ان يدرى عمن يأخذ بيده ويصحح له الكثير من المفاهيم المغلوطه والخاطئه ويضعه على اول الطريق .... الطريق الى الله.



    صلاح: يعنى حتة بت تغيرك كدا يا كمال ؟

    كمال: لوسمحت يا ( صلاح) مسمحلكش تقول عليها كدا..... عموما انا غلطان انى حكيتلك

    صلاح :......................

    كمال: طبعا مش لاقى كلام تقوله عشان غلطان يا صلاح.... قول انا غلطان.

    صلاح: ( بحده) لا انا مش غلطان يا كمال انت اللى شكلك متعلق فى وهم

    كمال وقد قام من مجلسه: عارف.... عرف انك كنت هتقول كدا.... انت عشان معيوب عايز الناس كلها معيوبه زيك.... يا اخى طب ....

    صلاح وقد قام هو الاخر من مجلسه واضعا يده على فم (كمال)

    كفايه لحد كدا يا صاحبى .... عارف انت عملت إيه فيا ... ( وقد بدا صوته مختنقا من الدموع) انت دبحتنى بسكينه بارده

    كمال محاولا الاعتذار يقوم بضمه الى صدره وصلاح مازال واقفا كصنم لا يتحرك

    اسف يا بو صلاح ... حقك عليا...... انا .. انا مش عارف ايه اللى بيجرالى دا

    صلاح وهو يحاول رسم ابتسامه ومازالت دموع واضحه ف عيناه

    حصل خير يا بو كمال وربنا يتملك على خير يا صاحبى .... وعلى فكره بقى انا اللى هختارلك بدلة الفرح

    والفرح من الالف لليه هديتى ليك ... وحاجه كمان مهمه.... انا اللى هحميك يوم الدخله يا معفن

    وتبادلا الاثنان الضحكات ولاحضان وكان شيئا لم يكن.





    الحق يقال ان ( صلاح) أحب (كمال) كما لم يحب أحدا قبله واخلص له إخلاصا نادرا فكمال هو الذى احتضنه فى اجواء القاهره الصاخبه بعد نزوحه من صعيد مصر لاستكمال تعليمه وانبهر ( صلاح) بالقاهره انبهارا لا يوصف وعشق السهر فى أحيائها والتسكع فى شوارعها وعقد نيته على الا يعود للصعيد مره اخرى .. وفى هذه الايام واثناء دراسته الجامعيه تعرف على ( كمال) واحسا كلا منهما براحه نفسيه تجاه الاخر وتوطدت العلاقه بينهما بشكل سريع واصبحا الاثنان لايطيقان الافتراق عن بعضهما وكلا منهما قد اودع الاخر أسراره .... وعرض (كمال) عليه ان يقيم معه فى شقته بوسط البلد فرحب ( صلاح ) بالعرض واصبحا ؟أكثر من ألأخوات.

    كمعظم أبناء الصعيد يمتلك ( صلاح) بشره سمراء داكنه وعود طويل نحيل وملامح من الطيبه أقرب منها إلى الحده..... وكما هو الحال فى كل قرى الصعيد يعرف الاشخاص كل شىء عن بعضهم البعض فلما يكن خفيا عن الصغير قبل الكبير العاهه التى ولد بها ( صلاح) وكم لاحظ فى عيون الكثير من رجال وسيدات قريته نظرات الشفقه والعطف ..... و شاهد فى عيون الكثيرات من ا لبنات اللائى حاولا التقرب منهن نظرات التهكم والسخريه حتى كره قريته بكل ما مفيها.

    وعلى مايبدو ان الطعنه الاخيره من صديق عمره قد قلبت ذكريات قديمه فى صدره تمنى دوما لو تموت

    قتذكر ايام طفولته حتى يومه هذا وكأنها شريط سينما يمر من أمام عينه وهو المشاهد الوحيد فى صالة العرض وشعر بينه وبين نفسه ان القاهره بكل إتساعها قد ضاقت به كما ضاقت به قريته فى الصعيد من قبلها يومها عقد النيه مره اخرى على فعل شىء لايعلمه الا الله وهو!!!





    كلما جلس (كمال) فى غرفته استعاد صورة ( غاده) المختزله فى خياله ، وأعاد الحوار الصغير الذى دار بينهما مرات ومرات واحيانا كان يتخيل حوارت اخرى بينهما من نسج خياله باعتبار ما سوف يكون وهو لايدرى ما تخبئه له الاقدار!!!!!





    (غاده) هى الابنه الصغرى من اسره مكونه من خمس أفراد الاب والام واخ طبيب يعمل بأمريكا وغير متزوج وأخ يصغره متزوج وله بنتان ويسكن فى نفس عمارة والده ويعتبره الوالد ساعده الايمن فى اعماله وتجارته الواسعه.

    وعلى اعتبار انها ( اخر العنقود ) فقد تدللت كثيرا من ابويها وعلى الرغم من كل ذلك فقد أنشئوها تنشئه إسلاميه صالحه وزرعوا فيها منذ الصغر حب اداء الفرائض والصيام وحفظ القران والالتزام باداب الاسلام وتعاليمه السمحه، وكذلك أحاطوها بسياج من الصدق والحنان يسمح لها ان تكاشفهما بكل جديد فى حياتها ليقدموا لها يد العون او النصيجه فى الوقت المناسب

    ولذلك عندما دق قلبها لاول مره أثناء دراستها الجامعيه لم تخجل من البوح لامها بمشاعر الصداقه التى تحولت الى حب بينها وبين ( سمير ) .

    وعن طريق غاده استطاعت الام معرفة بعض المعلومات الاساسيه عن ( سمير ) وعائلته والتى قامت بدروها لنقلها لابوها و رحبا كلاهما بفكرة الارتباط بهذا الشاب على ان يتقدم لخطبتها فى القريب العاجل وقد كان.!!!!

  3. #3
    الصورة الرمزية فريد عبدالعزيز شاعر عامية
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 370
    المواضيع : 79
    الردود : 370
    المعدل اليومي : 0.06

    Post (3)

    وعن طريق غاده استطاعت الام معرفة بعض المعلومات الاساسيه عن ( سمير ) وعائلته والتى قامت بدروها لنقلها لابوها و رحبا كلاهما بفكرة الارتباط بهذا الشاب على ان يتقدم لخطبتها فى القريب العاجل وقد كان


    ولكن فى فترة الخطوبه التى لم تدم طويلا تكشفت شخصية ( سمير ) المتعاليه والمسيطره ل(غاده) واصبح من الصعب استمرار العلاقه بينهما، والحق يقال انها نسيت له الكثير وتناست عن الاكثر بهدف اصلاحه واعطائه المزيد من الفرص ولكن كما يقولون الماء لايروب فهى مهما نسيت فلن تستطيع ان تنسى جلسة سمير واضعا قدما على قدم اثناء تحدثه مع ابيها ، الحقيقه ان والدها كان لايحبه ولا يشعر نحوه باى بصيص من الراحه ولكن ظنا منه ان ابنته سعيده فضل ان يتغاضى كثيرا عن عجرفته وعن عدم تأدبه فى الحوار معه ولذلك عندما اعلنت ( غاده) لوالديها انها تريد فسخ خطوبتها وافقها الاب موافقه مبدئيه وجلست امها لاتنبس نبت شفه مؤكده ان السكوت قد يكون احيانا من علامات الموافقه.

    تكررت زيارات (سمير) لعمته بالمقطم فى الأونه الاخيره طمعا فى الاقتراب اكثر من ( غاده) وغادة لم تبدى اعتراض من محاولات تقربه منها وتودده اليها على العكس كانت تشعر بسعاده عارمه تجتاحها حتى اصبحا صديقين وتبادلا ارقام الموبايلات وحتى المسنجر.. وكلما صحا ( صلاح) من نومه وجد (كمال) اما يهاتفها بصوت عالى ويضحك بصوت اعلى ، وإما سمع صوت صرير لوحة مفاتيح الكمبيوتر وكانه يتشاجر مع معها عند التقاط الحروف.

    إستطاعت ( غادة) فى فتره بسيطه ان تصحح الكثير من المفاهيم الخاطئه وعلمت كمال كيفية الوضوء وكيفية الصلاه وحببته فى ذلك و ذات مساء دخل ( صلاح ) حجرة (كمال) ليلا بحجة البحث عنم بعض الحاجيات والواقع انه دخل لاستراق السمع وليلتها كان صوت الاسبيكر عاليا بطريقه جعلته يسمع حوار غاده من الطرف الاخر وكانت غاده تداعبه بالغاز من نوعية صلاة المغرب كم عدد ركعاتها ؟ عندما توفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كم كان عمره فيجيبها (كمال) ببرأءه وكانه طفل صغير فتهنئه بضمير المؤنث وتناغيه وكانه طفل صغيير قائله :
    شطوره انتى يا كميله ياكموله.
    ليلتها تابع صلاح جزء من حوارهما باستغراب لما يراه ويسمعه وهز رأسه يمينا ويسارا اسفا على حالتى العته والخيبه التى ظنا انهما اصابا ( كمال) على كبر.


    حاولت غاده كثيرا ان تكذب مشاعرها الجديده نحو ( كمال) بعدما صارحها بحياته القديمه فى خضم الحياه وان تؤكد لنفسها وله مرارا وتكرارا انهما مجرد صديقين ولكنها فى كل مره كانت تفشل- وبجداره.


    لقد صارحها ( كمال) بكل شىء ولم يخفى عليها أى شىء فسقطت عمدا صورة فارس الاحلام .... احيانا نتخيل نحن معشر الرجال ان صراحتنا وصدقنا مع اخريات نشعر نحوهم بالفه قد يقرب المسافات والحقيقه انه غالبا ما قد يحدث العكس ، واحيانا نشعر نحو اشخاص ما برغبه عارمه ف الحديث والكلام وكانهم النصف الاخر الذى لطالما بحثنا عنه ليكن بالجوار ونظن خاطئين اننا استطعنا الاقتراب اكثر واننا اصبحا روحا واحده وافكارا واحده وبامكاننا ان نصنع المستحيل ونتحدى عالمنا بسيوفنا الخشبيه وجيادنا الهزيله وكلاماتنا التى قيلت من أيام الجاهليه وعشقنا الذى لاريب فيه وعندما تذهب السكره لا نجد فى النهايه الا أنفسنا... واننا جميعا ان لم نكن كلنا مجرد فرسان دونكيشوتيين


    ان كل حكايات ( كمال ) ل(غاده) فى كفه وفارق السن بينهما فى كفه أخرى ، فهى ما زالت فى بدية العشرينيات و( كمال) تعدى عامه الاربعين وان لم يكن ظاهرا عليه،ولكن هل للخريف ان يعشق الربيع ؟ !!!


    وغاده بدورها تنتطر نتيجة التطور السريع والملحوظ فى علاقتهما ان يفاتحها ( كمال) فى موضوع التقدم لخطبتها وقتها سوف تحطم قلبه و لن تجد ما تقوله له ولكن مؤكد ان لسان حالها سوف يقول:
    - سامحنى يا كمال نجوم السماء اقربلك. حتى و ان قالت له غير ذلك لفظا.

    يعشق الرجال النساء اللاتى يفكرن بعقولهن اكثر من قلوبهن ويكرهون اللاتى يفكرن بقلوبهن ويعتقدن ان الحب ما هو الا رعشة جسد ودمعة عين وورود وعهود وكلمات لطيفة وليله فى الفراش مع من احببن. ، و(كمال) من هؤلاء الرجال ولذلك تعلق قلبه بغاده سريعا من النظره الاولى واللقاء الاول ولكن لو صارحته ( غاده) بما يخفيه صدرها فكيف ستكون ردة فعله ؟؟ الواضح انها المره الاولى التى ترك فيها ( كمال) التحكيم لقلبه متغاضيا عن اشياء كثيره اولها فرق السن وكأنه يقول أن لكل قاعده شواذ وانا فى حالتى تلك شذوذ القاعده.

    فى 6 ش محمد فهمى بمنطقة جاردن سيتى وتحديدا اسفل يافطه كبيره مكتوبا عليها السفاره الكنديه يقف ( صلاح ) ممسكا بحزمة اوراق فى ملف بلاستيكى شفاف متحدثا مع فرد امنى على بوابة السفاره متجها الى قسم الاستعلامات لمعرفة شروط الهجرة والمستندات والوثائق المطلوبه فيبلغه الموظف بالسفاره انه لابد ان يكون لديه شهادة خبره للا تقل عن اربع سنوات فى قائمة الوظائف المعتمده فى كندا والتى بالطبع منها مهنة مجال دراسته التى لم يمارسها قط وايضا لابد ان تكون موقعه من الشركه التى كان يعمل بها ومصدقه من الغرفه التجاريه ثم وزارة الخارجيه المصريه ، أما الشروط فقد أجملوها ل(صلاح) فى 12 شرط لاغير هم :

    1. شهادة تحديد مستوى اللغة الإنجليزية Ielts أو الفرنسية Tef أو كلتاهما.
    2. السيرة الذاتية بالتفصيل بالإنجليزية.
    3. شهادات الخبرة العملية لطالب الهجرة وزوجته.
    4. الشهادات الدراسية (الثانوية العامة – البكالوريوس – الماجستير - الدكتوراة للمتقدم وزوجته وأولاده (بالإضافة إلى أي شهادات أو دبلومات أخرى).
    5. شهادة ميلاد طالب الهجرة وكل المرافقين له.
    6. وثيقة الزواج لطالب الهجرة وزوجته ان كانت له زوجه واولاد.
    7. عدد 8 صور لجواز السفر لكل من طالب الهجرة وكل المرافقين له
    8. صورة جواز السفر لطالب الهجرة وزوجته وكل المرافقين له
    9. شهادة من الشرطة (فيش وتشبيه) من البلد الأم (يطلب في المراحل الأخيرة) .
    10. شهادة من الشرطة (فيش وتشبيه) من بلد الإقامة (يطلب في المراحل الأخيرة) .
    11. كشف طبي شامل موثق من مستشفى معتمد من السلطات الكندية (يطلب في المراحل الأخيرة) .
    12. شهادة من البنك بمبلغ يحدد حسب عدد أفراد الأسرة المهاجرة (يطلب في المراحل الأخيرة) وهو لا يقل عن 10 الاف دولار كندى للفرد فى احد البنوك.



    وعلى الرغم من صعوبة شروط الهجره وابلاغ الموظف له بالسفاره انها شروط متدرجه بمعنى انه كلما فرغ من مجموعة شروط صعبه ظهرت له مجموعه اشد صعوبه حتى يصل للمراحل الاخيره.، ابتسم ( صلاح) إبتسامة الواثق من نفسه مداعبا موظف السفاره وكانه صديق قديم له
    - الحمد لله كل الشروط اللى قولتها واللى هتقولها متوفره فى اخوك العبد لله بغض النظر عن موضوع الجواز لانى رافض الفكره .
    اقنع ( صلاح) نفسه انه يستطيع القيام برشوة الموظفين فى المصالح الحكوميه وغير الحكوميه بسهولة ويسر للحصول وهو يضع قدما على قدم على كل هذه المستتندات والوثائق محققا شروط الهجره وربما أكثر ..... وشطحت به أفكاره وخيالاته لابعد من ذلك ببعيد حتى عاد لرشده بسرعه واستغفر الله العلى العظيم.
    من الواضح ومما لايدع مجالا للشك ان صلاح بدأ يشعر بقيمة ممتلكاته الماديه وبدأ يرسم لنفسه طريقا اخر ... طريقا ليس به ( كمال).

    فى الليله الماضيه اغلقت ( غاده ) موبايلها حتى لا تتحذث مع ( كمال) وكما اعد صلاح عدته للهجره كانت (غادة) هى الاخرى اعدت عدتها لانهاء العلاقه بينها وبين كمال بطريقه مهذبه فهى اصبحت لاتطيق أن تتعلق به ويتعلق بها اكثر من ذلك وهى تعلم جيدا انه لا امل ان يصبح شريك حياتها وتكررت هذه الحكايه اكثر من مره معلله ذلك ل( كمال) اما بضغط عملها واما لظروف مرضيه واما لظروف عائليه. ، حتى تعود كمال منها على ذلك ولكنه شعر ان لديها رساله ما تريد ان توصلها اليه ولكن لم يشـا ان يفاتحها فى ذلك تاركا الامور تأخذ مجراها الطبيعى وموهما نفسه بتصديق أعذارها والتى حتما كانت كاذبه.




    الصلاة خير من النوم..... الصلاة خير من النوم
    الله أكبر الله أكبر...... لا إله الا الله.
    سمع (كمال) صوت اذان الفجر من الراديو الصغير الموضوع على الكومود بجوار سريره فهب واقفا هاربا من حالة التفكير التى انتابته ليلة أمس فتوضأ وصلى ركعتى الفجر وقرأ ما تيسر من القران الكريم ودخل حجرته مره اخرى محاولا النوم فوجد نفسه مشتاقه لسماع صوت ( غادة) فحاول الاتصال بها فهو يعلم انها مثله قد انهت صلاة الفجر وقرأت ما تيسر وكذلك اذكار الصباح فوجد هاتفها مغلق كالعادة فوضع هاتفه على وسادة نومه و عاودته حالة التفكير من جديد مزادا اليها القلق على ( غادة) ... ومن (غادة)، ناويا بينه وبين نفسه اليوم اثناء تناوله الافطار مع (صلاح) ان يتودد اليه اكثر محاولا اعادة المياه الى مجاريها فعلى الرغم من قبول صلاح لاعتذار صديق عمره الا انه لم يعد كما كان عهده به ولا زال يشعر ان (صلاح) غاضبا منه.

    اليوم نفسه هو يوم سفر صلاح وهجرته الى كندا صحا من نومه فى التاسعة صباحا ولم يقم باعداد الافطار على غير عادته وتاكد من ان جواز سفره فى جاكيت بذلته واخرج مطويه ورقيه وضعها على ترابيزة السفره وكان اخر كلاماته وهو ينظر لباب غرفة ( كمال) المغلقه
    -أستودعك الله يا بوكمال يا خويا ....

    خرج ( كمال ) من غرفته مناديا على ( صلاح ) لتناول الفطور ولكن لم يجيبه ولم يجد طعام الافطار قد أعد أساسا قال فى نفسه باسما ربما راحت عليه نومه فدخل غرفته لايقاظه فلم يجده على سريره فى اول الامر ظن انه ذهب لشراء الجرائد او لشراء الفاكهة التى يعشقها فى وجبة الافطار فقام هو بتحضير الافطار حتى عودته وهو يقوم بوضع الاطباق وجد ورقه مطويه فى منتصف الترابيزه فالتقطها وفتحها وهاله ما فيها.


    اخى الحبيب كمال
    يعلم الله كم احبك .... ويعلم الله اننى كنت اتمنى ان اخذك فى حضنى وابكى على كتفيك قبل هجرتى .... اتمنى لك من كل قلبى السعاده مع نصفك الحلو ( غادة) ولا تنسوا اذا رزقكما الله بولد فأسموه ( صلاح) على اسمى وسامحنى اننى لم افى بوعدى لك بان اكون جانبك فى ليلة عرسك ولكن اعدك وعد حق اننى سوف اكون دائما معك بقلبى ...ضاقت بى يا كمال الارض برغم اتساعها فاخذت قرارى سريعا بالهجره ... إدعيلى يا كمال ان يوفقنى الله فى هذه البلاد الغريبه وان يصبرنى عن الابتعاد عنك .
    المخلص لك / صلاح محفوظ.



    رمى ( كمال) الرسالة على الارض وهو يصرخ صلاااااااااااااح صلاااااااااااح .... و الدموع تنهمر من عيونه بغزاره وهو يجرى كالمجنون فى الشقه الكبيره مناديا على صلاح ويحتضن جلبابه الموضوع على الكرسى السفره ومنشفته ويقبلهما قائلا :
    حرااااااااااااااااام عليك ......... حرااااااام عليك يا صلاح ...... صلااااااااااااااااااااااح .

  4. #4
    الصورة الرمزية فريد عبدالعزيز شاعر عامية
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 370
    المواضيع : 79
    الردود : 370
    المعدل اليومي : 0.06

    Post (4) والخاتمة

    شعرت غاده بصداع والم فى معدتها اثناء عملها اليوم فطلبت من مديرها الانصراف قبل مواعيد العمل الرسميه... فى طريق عودتها للمنزل وهروبا من الالم حاولت استرجاع بعض ذكرياتها مع ( كمال) وهى تاره تبتسم وتاره تمط شفتيها تعلم انها كانت قاسيه فى ابتعادها المفاجىء عن كمال بهذه الصوره الغير لائقه ولكن سبب ذلك انها مثل اى بنت فى سنها الصغيره تحلم برجل يوفر لها الاستقرار ....رجل له ملف مشرف وحياه خاليه من أى شوائب أو معوقات إجتماعيه.....رجل خلقه الله فى ساعة صفاء واختار هو بنفسه مواصفاته الشكليه والحياتيه وعائلته واصدقائه ووطنه وترك له فقط اختيار عطره المفضل وسيده يسكن اليها وتسكن اليه!!!!
    ...صحيح هى احبت كمال واحبها كمال كذلك....ولكن الحب وحده لايكفى....وبدون مقدمات اتخذت يمين الطريق ووقفت بسيارتها محاوله الاتصال من موبايلها برقم
    الهاتف الذى طلبته ربما يكون مغلقا....من فضلك حاول الاتصال فى وقت لاحق.
    هكذا جاءها رد اتصالها مرات ومرات..... غريب ان يغلق كمال موبايله فى هذا الوقت تحديدا والذى دوما ينتظر فيه اتصالها الذى قد يحدث مره ولا يحدث مرات..... قالت ( غادة) فى نفسها لابد أن أطمئن عليه بأى طريقه !!!!!

    صلاح: الحق يا ابو كمال الجرنال بيقول ان عندنا 5 حالات ( انفلونزا الطيور)
    كمال: يا اخى اهه ... انت بتصدق كلام الجرايد دا يا بو صلاح
    صلاح: ..............
    كمال: (با بتسامه ) لكن انفلونزا الطيور دى بتيجى ازاى يا بوصلاح ؟
    صلاح بعد برهة سكوت وكانه يفكر فى الاجابه ) بتيجى يا بوكمال للديوك لما بتتشاقى مع الفراخ المجمده
    كمال : ( وهو يضحك بصوت عال منكاشا صلاح ) على كدا عمرك ما هتجيلك انفلونزا طيور يا بوصلاح
    من حوار قديم بين صلاح وكمال تذكره اثناء جلوسه فى الشقه ولم يخرجه من فورة الذكريات سوى صوت جرس الباب يضرب بالحاح غريب.
    بتثاقل قام (كمال) متجها نحو الباب وعندما فتحه ورأى الطارق ارتسمت علامات دهشه وذهول واعتلت ملامحه حالة قرف
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا استاذ كمال
    وعليكم .... انت عايز إيه ؟؟؟
    طب ممكن تسمحلى بالدخول ؟
    لم يجيبه ( كمال) وترك الباب مفتوحا ودخل الى الردهه ودخل الاخر وراءه وهو يقول
    بقالى فتره ما بشوفش حضرتك فى المسجد قلت اتطمن عليك وبالمره على الاستاذ ( صلاح)

    الشيخ شريف البنا كما يناديه المقربون هو طالب جامعى فى السنه النهائيه باحدى كليات القمه – كما يتوهمون- شاب ملتحى ليس يالطويل ولا القصير أغلب لبسه خارج اسوار الجامعه عباره عن جلباب قصير ابيض وتحته سروال.... تابع لجماعه إسلاميه من الجماعات المحظوره المتأسلمه و التى التقفته فى سن صغيره فاستطاعت بسهولة اعادت تشكيل رأسه وعمل عملية غسيل مخ له فاقتنع بافكارهم راضخا وسبب الكثير من المشاكل لوالديه حتى مات ابوه بالذبحه الصدريه فى احدى هجمات مباحث امن الدوله على شقتهم بالعماره
    كمال لا يكرهه لله فى الله ولكن لكثرة محاولات الاعتراض والاستيقاف القديمة التى تعرض لها من( شريف) اثناء دخوله اوخروجه العماره بسيدات وصلت احدى هذه المرت الى التطاول بالايادى فى مدخل العماره لولا تدخل العقلاء وتوبيخهم لشريف وتذكيره بقول الله عز وجل "
    فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الامر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب التوكلين
    ال عمران من 158 : 159

    وهو يجلس على كرسى فى مواجهة ( كمال )
    - انت مش عارف مقدار سعادتى لما تاكدت من ان ربنا هداك وبقيت بشوفك باستمرار فى المسجد يا استاذ كمال
    -( وهو ينظر له بحده ) ايه ربنا هداك دى ؟؟؟؟ ما تحافظ على كلامك يا اخى شويه ومتنساش انى فى فرق سن بينى وبينك وانى لو اتجوزت من زمان كان بقى معايا شاب فى سنك
    - ( وهو يبتسم) العفو يا استاذ كمال الظاهر ان حضرتك فهمتنى غلط ... والله انا بحبك فى الله
    - وجاى ليه بقى النهارده ؟؟؟ الجماعه باعتينك عشان انضم ليكم ؟؟
    - ( باستغراب) جماعة ؟؟ اى جماعه ..... يا استاذ كمال انا مش تابع لاى جماعه وان كان قصدك على الجماعه اللى كنت عضو فيها من فتره فا انا الحمد لله سيبتها الى غير رجعه واقتنعت بافكارى ومبادىء .... انا كنت صغير وهما ضحكوا عليا بقال الله وقال الرسول ولما كبرت لاقيت ان الدين غير كدا خالص وان أفكارهم ومبادئهم لاتمت للاسلام باى صله وان هدفهم الحقيقى الوصول للحكم ومراكز السلطه تحت ستار الاسلام .... الاسلام جميل ودين سماحه وحب ... مش دين كره وبغضاء وعنف ... والله اعلم هما دول اللى ربنا قال عليهم عز من قائل بسم الله الرحمن الرحيم .
    الذين ضل سعيهم فى الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
    بس الشىء اللى انا متأكد منه من خلال علاقتى السابقه بيهم إنهم معظمهم الا من عفا ربى طبعا مجموعه من المنافقين

    " واذا رايتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسنده يحسبون كل صيحة عليهم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون.
    صدق الله العظيم..... ربنا يرحمنا و يعافينا يا استاذ كمال
    - ..............
    - استاذ كمال ارجوك تسامحنى على ما بدر منى تجاهك فى احدى المرات .... انا كنت مغيب وكنت مش عارف باعمل ايه
    ويقوم ( شريف) ويقترب من كمال منحنيا على راسه مقبلا لها وكمال لايتحرك ولا ينبس بنت شفة ثم يتجه صوب الباب للانصراف
    - سلام عليكم يا استاذ كمال .... استودعك الله.
    وفجاءه ينده عليه ( كمال)
    - استنى يا شريف
    - تحت امرك يا استاذ ( كمال)
    - انت حافظ القران الكريم كله طبعا
    - لله الحمد والمنه
    - طب ممكن تساعدنى فى انى احفظ كلام ربنا
    - ( بفرح) ممكن جدا يا استاذ كمال
    - طيب استنانى لغاية ما غير لو سمحت يا شريف
    دخل كمال حجرته واثناء تغيير ملابسه تذكر حواره القديم مع صلاح بخصوص حلمه الذى تكرر وكان لا يعلم تفسيره فى ذلك الوقت وقام باسترجاع هذا الحوار :
    " عارف انا امبارح شفت وانا نايم حلم غريب جدا .... شفت إنى فى مكان غريب زى ما يكون صحرا وانا خايف جدا وماسك ف ايدى مصحف وعمال اقول يارب .... يارب ... يارب .... فجاءه بلاقينى باسمع زى صوت خيل جاى من بعيد وعليه واحد مش باين اى حاجه من ملامحه وماسك ف إيده حاجه بتلمع زى ما تكون سيف وقبل ما يقرب منى ... صحيت من النوم."

    الان... والان فقط يستطيع (كمال) بسهولة تفسير حلمه فالمكان الغريب هو الدنيا الزائله الفانيه والتى اصبح الان فيها وحيدا لا صديق ولا حبيبه ولا اخ ولا اب ولا ام وهو عنها فى غنى ... لم يتبقى له سوى كتاب الله للتشبث به والصراخ لرب الكون لكى يسامحه ويغفر له.... والصوت ما هو الا صوت التوبه والرجوع الى الله... والرجل الذى يحاول الوصول اليه وممسكا بيده سيف وكانه يريد الدفاع عنه او الشفاعه له... انه هو ... نعم انه هو ..... محمد ... سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.... ومن الان فصاعدا سيحاول جاهدا التعمق فى الدين ومعرفة فرائضه وسنن نبيه حتى يراه ويحتضنه ويقبله ويبكى على كتفيه.

    اخيرا ادرك كمال انه لا عوده أجمل من العوده الى الله .... وأنه لا حب أعظم من حب الله وحب رسوله الكريم وترك الدنيا الزائله بكل ما فيها من مباهج ومسرات زائفه.... ما أجمله من حب .... ما أروعه من حب .... ما أعظمه من حب .......فقط...... عندما يأتى.




    تمت بحمد الله

  5. #5
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    الأديب الفاضل:فريد عبد العزيز

    قصة ظريفة تعالج بها قضية قديمة قدم وجود الانسان, وهى النصب والاحتيال. أنهيت الجزء الأول فى صبر أحسد عليه ,ثم تفاجأت بوجود جزء ثانى وثالث ورابع, لترتدى القصة فجأة ثوب الرواية. سيدى عذرا منك أعطى وجهة نظرى على الجزء الأول الذى قرأته. طال السرد جدا وامتد وتشعب فى شكل مسرحى غير عادى أفقد المتلقى الهدف من فكرة القاص. أيضا سيدى هناك عبارات وألفاظ تتردد فى أوساط بعينها وبين العامة لا يليق أدبيا أن ترفق بالعمل. أرى لك قريبا عملا يوضح امكانياتك الأدبية الرائعة كاملة. والى حين أقترح أن ينقل العمل الى استراحة الواحة.

    احترامى وتقديرى


    د. نجلاء طمان
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  6. #6
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله
    الأديب الأستاذ / فريد عبد العزيز
    قرأت قصتك الطويلة إلى النهاية ، وأشيد فعلا بقدراتك القصصية ، وسعة خيالك في نقل الأحداث ، وابتكار الشخوص ... ولكن ..
    1- جاءت الفكرة لتعالج مشكلة إجتماعية ، بل عدة مشاكل إجتماعية متحدة ، كمشكلة النصب والإحتيال ، وبعض المشاكل الروحانية التي تتعلق بالقيم ، وقد استخدم الكاتب أسلوباً مباشراً ، يرتدي عباءة القص التقليدي .....
    2- البداية جاءت بمقدمة تسترسل أسئلة عن النصف الآخر ، والحب الذي يصنع المعجزات ، ربما أنا لا أحبذ هذه البدايات عند كتابة العمل القصصي ، لأنها تجعله أشبه بحكاية أكثر من أنه قصة ... ثم اتت نهايتك لتجري مجرى الحكمة ، بذيل للنهاية التي انتهت بحوار بين كمال وشريف وكانت نهاية بسيطة جداً من حيث الفكرة ، وذيول النهايات يا سيدي هي من العيوب التي يلصقونها خبراء القص بالقصص التي تحتويها ، فمن المفضل أن تأتي النهاية دون تعليق على النهاية الأساسية ...
    3- جاء الحوار باللغة العامية ، وهذا لا يعيب العمل القصصي ، فكبار كتاب القصة استخدموا الحوار العامي في قصصهم بمواضع كثيرة ، وذلك ليتناسب مع نوع الحدث ، والمكان ، والشخصية ، وذلك لإقناع القارىء ، فمثلاً لا يمكن أن تصل قناعتي أن فلاحاً يتحدث الفصحى خلال حياته اليومية ، ولكن يا أستاذ فريد ، هناك عامية هي أقرب إلى الفصحى ، تقرؤها تشعر أنها فصحى لكنها عامية ، أو العكس ، يمكن أن يكتب الحوار بالفصحى البسيطة ، التي تصل بقناعة القارىء بمصداقية تداول الحوار بين نوعية الشخوص ، ولكنها فصحى أقرب إلى العامية، بحيث نحافظ على قناعة القارىء كما أسلفت ، واحترام فكره ، وكذلك نصل إلى الحفاظ على اللغة ، واحترام قدسيتها ....
    4- من سمات القصة الناجحة قص صلب الحدث بأقل قدر من الكلمات ، ليس هذا معناه أنني ضد الإسهاب السردي ، ولكن للإسهاب السردي توظيفاً خاصاً في عملية الوصف خصوصاً في الروايات ، لأن الرواية بمساحتها تعطي الكاتب الفرصة للإسترسال في الوصف المكاني ، والتشخيصي ، والزمني ، لذلك كانت الرواية .... اما القصة أو القصة القصيرة تعتمد على التكثيف ، والضغط ، بحيث تشمل كل عناصر القص برباط الإيحاء ، وترك الفراغات للقارىء ليملؤها بخياله ، وهنا على الشابكة ، حيث تكمن صعوبة إطالة الوقت القرائي ، على خلاف القراءة الورقية المطبوعة التي تمهلنا الوقت ، و التناوب عليها أكثر من مرة للوصول للنهاية ، لذلك فانت فعلاً أطلت جدا ، وأتيت بأمور ، وأحداث لا تخدم صلب القصة من الأساس .
    5- في هذه النقطة تحديداً أنصح نفسي وإياك بها ، بناءً على نصائح أساتذتي ، بان أهتم باللغة في نصوصي أيضاً ، وقد وقعت عيني على أخطاء نحوية ولغوية كثيرة وسأشير إليها بالعموم على حد علمي وعلى سبيل المثال وليس الحصر:
    على سبيل المثال :
    1- عدم الإهتمام بالتفريق بين التاء المربوطة ، والهاء المتطرفة .
    2- اختلاط العامية بالسرد الفصيح في مواضع كثيرة .
    في النهاية ، أشكرك جداً على هذا الجهد الملحوظ ، وهذه المحاولة المثمرة فعلاً ، وأنا على ثقة من سعة قلبك ، فكلنا هنا لنتعلم، ومنك تحديداً أشعر بأنني سأتعلم الكثير ، لنجدد دائما في بحر القلم ...
    كما أنني أشيد لتعقيب الدكتورة نجلاء ، إلا أنني أخالفها في اقتراح النقل ، فاقترح نقل العمل بمنتدى على درب الإبداع ، كي يلقى الإهتمام من الأساتذة بالتقويم ، بدلاً من إبقائه جامداً بالإستراحة ...
    تحيتي
    و أرجو تحملي أيها الأديب الرائع ........
    محمد

  7. #7
    الصورة الرمزية فريد عبدالعزيز شاعر عامية
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 370
    المواضيع : 79
    الردود : 370
    المعدل اليومي : 0.06

    Post

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. نجلاء طمان مشاهدة المشاركة
    الأديب الفاضل:فريد عبد العزيز
    قصة ظريفة تعالج بها قضية قديمة قدم وجود الانسان, وهى النصب والاحتيال. أنهيت الجزء الأول فى صبر أحسد عليه ,ثم تفاجأت بوجود جزء ثانى وثالث ورابع, لترتدى القصة فجأة ثوب الرواية. سيدى عذرا منك أعطى وجهة نظرى على الجزء الأول الذى قرأته. طال السرد جدا وامتد وتشعب فى شكل مسرحى غير عادى أفقد المتلقى الهدف من فكرة القاص. أيضا سيدى هناك عبارات وألفاظ تتردد فى أوساط بعينها وبين العامة لا يليق أدبيا أن ترفق بالعمل. أرى لك قريبا عملا يوضح امكانياتك الأدبية الرائعة كاملة. والى حين أقترح أن ينقل العمل الى استراحة الواحة.
    احترامى وتقديرى
    د. نجلاء طمان

    د. نجلاء

    شكرا على مرورك الكريم وقراءتك الجزء الأول (فقط ) بصبر تحسدى عليه ... واسف لارتداء القصة فجاءة ثوب الرواية ...
    خالص تحياتى ايتها الرائعة...
    ودمت بكل محبة وود

  8. #8
    الصورة الرمزية فريد عبدالعزيز شاعر عامية
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    المشاركات : 370
    المواضيع : 79
    الردود : 370
    المعدل اليومي : 0.06

    Post

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سامي البوهي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله
    الأديب الأستاذ / فريد عبد العزيز
    قرأت قصتك الطويلة إلى النهاية ، وأشيد فعلا بقدراتك القصصية ، وسعة خيالك في نقل الأحداث ، وابتكار الشخوص ... ولكن ..
    1- جاءت الفكرة لتعالج مشكلة إجتماعية ، بل عدة مشاكل إجتماعية متحدة ، كمشكلة النصب والإحتيال ، وبعض المشاكل الروحانية التي تتعلق بالقيم ، وقد استخدم الكاتب أسلوباً مباشراً ، يرتدي عباءة القص التقليدي .....
    2- البداية جاءت بمقدمة تسترسل أسئلة عن النصف الآخر ، والحب الذي يصنع المعجزات ، ربما أنا لا أحبذ هذه البدايات عند كتابة العمل القصصي ، لأنها تجعله أشبه بحكاية أكثر من أنه قصة ... ثم اتت نهايتك لتجري مجرى الحكمة ، بذيل للنهاية التي انتهت بحوار بين كمال وشريف وكانت نهاية بسيطة جداً من حيث الفكرة ، وذيول النهايات يا سيدي هي من العيوب التي يلصقونها خبراء القص بالقصص التي تحتويها ، فمن المفضل أن تأتي النهاية دون تعليق على النهاية الأساسية ...
    3- جاء الحوار باللغة العامية ، وهذا لا يعيب العمل القصصي ، فكبار كتاب القصة استخدموا الحوار العامي في قصصهم بمواضع كثيرة ، وذلك ليتناسب مع نوع الحدث ، والمكان ، والشخصية ، وذلك لإقناع القارىء ، فمثلاً لا يمكن أن تصل قناعتي أن فلاحاً يتحدث الفصحى خلال حياته اليومية ، ولكن يا أستاذ فريد ، هناك عامية هي أقرب إلى الفصحى ، تقرؤها تشعر أنها فصحى لكنها عامية ، أو العكس ، يمكن أن يكتب الحوار بالفصحى البسيطة ، التي تصل بقناعة القارىء بمصداقية تداول الحوار بين نوعية الشخوص ، ولكنها فصحى أقرب إلى العامية، بحيث نحافظ على قناعة القارىء كما أسلفت ، واحترام فكره ، وكذلك نصل إلى الحفاظ على اللغة ، واحترام قدسيتها ....
    4- من سمات القصة الناجحة قص صلب الحدث بأقل قدر من الكلمات ، ليس هذا معناه أنني ضد الإسهاب السردي ، ولكن للإسهاب السردي توظيفاً خاصاً في عملية الوصف خصوصاً في الروايات ، لأن الرواية بمساحتها تعطي الكاتب الفرصة للإسترسال في الوصف المكاني ، والتشخيصي ، والزمني ، لذلك كانت الرواية .... اما القصة أو القصة القصيرة تعتمد على التكثيف ، والضغط ، بحيث تشمل كل عناصر القص برباط الإيحاء ، وترك الفراغات للقارىء ليملؤها بخياله ، وهنا على الشابكة ، حيث تكمن صعوبة إطالة الوقت القرائي ، على خلاف القراءة الورقية المطبوعة التي تمهلنا الوقت ، و التناوب عليها أكثر من مرة للوصول للنهاية ، لذلك فانت فعلاً أطلت جدا ، وأتيت بأمور ، وأحداث لا تخدم صلب القصة من الأساس .
    5- في هذه النقطة تحديداً أنصح نفسي وإياك بها ، بناءً على نصائح أساتذتي ، بان أهتم باللغة في نصوصي أيضاً ، وقد وقعت عيني على أخطاء نحوية ولغوية كثيرة وسأشير إليها بالعموم على حد علمي وعلى سبيل المثال وليس الحصر:
    على سبيل المثال :
    1- عدم الإهتمام بالتفريق بين التاء المربوطة ، والهاء المتطرفة .
    2- اختلاط العامية بالسرد الفصيح في مواضع كثيرة .
    في النهاية ، أشكرك جداً على هذا الجهد الملحوظ ، وهذه المحاولة المثمرة فعلاً ، وأنا على ثقة من سعة قلبك ، فكلنا هنا لنتعلم، ومنك تحديداً أشعر بأنني سأتعلم الكثير ، لنجدد دائما في بحر القلم ...
    كما أنني أشيد لتعقيب الدكتورة نجلاء ، إلا أنني أخالفها في اقتراح النقل ، فاقترح نقل العمل بمنتدى على درب الإبداع ، كي يلقى الإهتمام من الأساتذة بالتقويم ، بدلاً من إبقائه جامداً بالإستراحة ...
    تحيتي
    و أرجو تحملي أيها الأديب الرائع ........
    محمد
    الاخ العزيز الأديب / محمد البوهى

    بداية يا اخى اشكرك على قراءتك المتأنية للنص وتعليقك الرائع
    وبغض النظر - مؤقتا - عن الأخطاء النحوية واللغوية والتى سوف أحاول جاهدا تجنبها
    فى المرات القادمة الا اننى اطلب منك وضع يدى على الأمور والأحداث
    التى لا تخدم صلب النص حتى أقوم بحذفها فورا يا اخى الحبيب..... ولا انكر عليك ان دراستى الاعلامية اثرت على كتاباتى بشكل كبير وخاصة فى الحوار او ما يسمى بال(سينوبسيس) حتى تشعر من خلال ما اكتبه انها كتابات للاذاعة والتليفزيون صعب ادراجها تحت مسمى القصة او مسمى الروايه

    وليس اخرا ... خالص تحياتى وتقبل محبتى

    اخوك/ فريد

المواضيع المتشابهه

  1. ((.. رَبَــةُ الْحُــبِ .. ))
    بواسطة هبة الفقي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 21-06-2015, 01:54 AM
  2. الحــب..بين الصورة ..وروحها..
    بواسطة معروف محمد آل جلول في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-06-2009, 05:32 PM
  3. نصــائــح الحــب لمـــن احـــب _وائل ابو صلاح
    بواسطة وائل ابو صلاح في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 05-02-2007, 09:30 PM
  4. ما أرَّق الحُــبَّ
    بواسطة فتحي علي المنيصير في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 18-01-2006, 04:07 PM
  5. إلى قراصنـة الحــب ...
    بواسطة طائر الاشجان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 25-06-2004, 10:54 PM