يا نهري النميرَ
لو أنتِ لي
سأكتَفي بكِ عن النساء أجْمعْ
تملأين من قلبي الحُجُراتِ الأربعْ
سأبحثُ كلَّ يومٍ
كطائرٍ برَيٍّ
عن قمحٍ المحبَّةِ أُلَمْلِمُهُ وأجْمَعْ
لتخبزيه لنا مائدةً
مطرزة بالحلوى
تَمدُّ العمرَ بالأبْهى والأرْوَعْ
أتمنّى أنْ أظلَّ طفلاً
بأحضانِ حبِّك
ومِن صدره أرضعْ
لا الوسائدُ ولا الأرائكُ لا الواحاتُ
لا يمنحني الراحةَ
إلا حُضنُك موضعْ
حتى الهواءُ
بلا عطرك
حتى الماءُ
بلا أنفاسِكِ لا يُجرعْ
بدونك تمرُّ اللحظات
ثِقالاً كُسالى
لكن بحضورك دقّاتُها تصبحُ أسرَعْ
بارعٌ مَن صاغَكِ بهذا البهاء
ومن أهمى العطرَ في جِيْدِك أبرعْ
بدونك صلواتي بتراء
وحجّي غيرُ مبرورٍ
ودعواتي لا تُرفَعْ
أنا بلا أنتِ
جسدٌ بلا حواسه
لا يري لا يتكلّمُ لا يسمعْ
قد يكون الوردُ جميلاً
يضوعُ طِيباًبدونِك
.. لكنَّها بحضورِك أضوعْ
تفرِّقُني هموم الحياة
لكنّني بين يديك ،
وعلى يديك أتجمَّعْ
وإذا وجَدْتِني بخيرٍ بدونِك
فاعلمي أنني كاذبٌ ،
أكابرُ وأتصَنَّعْ
فَرْضٌ هواكِ
كسعينا للعلم
ولزامٌ كالوطن ،
في جيشِك أتطوَّعْ
يتهرَّبُ من حُبِّك الجبناء
وأشباهُ الرّجال
ويرتمي في هواك الأشجَعْ
حبك تاجٌ يتزيَّن به العشّاقُ
وبدونك الرأسُ مُفرَّعْ
فخذي العمرَ قلادة ماسيّةً
بعيد الحب به لجيدكِ أتبرّعْ
خذيني فوق سهولك والروابي
بما وهب الجمال من ربيع أتمتَّعْ
يا نهري النميرَ
سأعيشُ نورساً على ضفتيكِ
ما همَّني بالمستنقع يحتفي الضفدعْ