أخي وأستاذي الحبيب :
والله من جمال الرائعة هذه فكرت في الخطو نحو معارضتها وإن شئت فقل الحبو لأني لا أستطيع أكثر من ذلك
إلى رائد الواحة : د . سمير العمري
--------------------------------------------------------------------------------
أخي في الله وأستاذي الدكتور سمير العمري تأثرت بما لديه من حس جميل وشعر أصيل وقبل ذلك سمو في الخلق وعلو في الهمة وقد شكرت أستاذي د . جمال مرسي لأنه أرشدني إلى هذا المكان الذي رأيت فيه هؤلاء العمالقة في الفكر والأدب ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله فكانت تلك القصيدة وهي تعبر عن حب في الله وللمحب العذر إن هو لم يأت التعبير وافيا فالكمال لله وحده ـ عز وجل ـ وسبحان من يجمع بين القلوب رغم بعد المسافات !
سمير الحب عشت لنا سميرا
وللأشعار والشعـرا الأميـرا
تذيق الكل من عذب القوافـي
روياً سلسـلاً عذبـاً نميـرا
كسوت الضاد من حلل المعاني
بدائع تمتع الفصحى دهـورا
علا نحرَ القوافـي منـك درٌ
يزين الصدر منتظمـا منيـراً
أصيل الشعر منكم في اغتباطٍ
ينادي ها هنـا أحيـا قريـرا
فأنت عرينه الحامـي إذا مـا
تعدى غاصب يلقـى زئيـرا
جهادك في فنون الشعر وعيٌ
أتي للضـاد معوانـاً ظهيـرا
فكـم بلبانهـا غذَّتـك طفـلاً
وكم أولتك من عطفٍ كبيـرا
وكم أعطتك من درر المعاني
ومن غرر شدوت بها قديـرا
رقائقهـا تداعبكـم صباحـاً
وما برحت تناجيكم سحـورا
أيـا بـرٌّ بـأمٍ قـد تسامـت
وفاضت من مناهلهـا هديـرا
حسانـك بالمـودة سامقـاتٌ
بنانك لا يـزال بهـا جديـرا
يراعك من مداد الحق يُروى
فيروينا -على حبٍ- طهـورا
فعش يا رائد الفيحاء ذخـراً
ودُم لفحولها غيثـاً غزيـرا
وأسمعنا حلال السحر شـدواً
وبث أريج ما تأتـي عبيـرا
فيا عمري كـم آنسـت حِبـاً
وكنت له -على بعد- سميرا
فواحتنا جمـالٌ فـي اتـزانٍ
وقاعاتٌ تشع هـديً ونـورا
رجالٌ مشرفون فحول شعـرٍ
وتثقيـفٍ نـراه مستنـيـرا
جمعت محاسن الشعراء حتى
أتاك الشعر بسَّامـاً نضيـرا
فأنت البحتـري إذا تسامـى
وأدخل في مواجدنا السـرورا
أبو تمام في جمـع المعانـي
يُجَمِّلهـا وينسجهـا حريـرا
أيا متنبي القرطـاس تفضـي
بحكمتـه ولا تزهـو فخـورا
ويا قيسـاً إذا ناجتـه ليلـي
فألهب من محاسنها شعـورا
وما قارفت فحش أبي نـواسٍ
وما خالطت في هجوٍ جريـرا
حديقة شعرنا جمعت صنوفـأ
ومن فمكم خلاصتها زهـورا
مبادئُ لا تُسـاوَم فـي علـوٍ
ولو ساقوا لك الدنيا مهـورا
مجامع فكركم صدقٌٌ وصفـوٌ
مواقف ودكم تضفي حبـورا
تطاوعك القوافي في انسجـامٍ
فتطربنـا وتثلجنـا صـدورا
إذا ما أنشـأ الإبـداع بيتـاً
فقد أبدعت واحتنـا قصـورا
ففي الإشراف تمطرنـا ثنـاءً
وفي نقـدٍ تلاطفنـا بصيـرا
سألت الضاد أيُّ بنيـك بـرٌ
وأحناهـم وأولاهـم نصيـرا
فقالت كثـرةٌ أحبـابُ قلبـي
وأقربهـم أعانقـه سمـيـرا
ثم كانت تلك الأبيات الملحقة بعد ذلك وأرجو أن تعذرني لأني لا أعرف نقل الرابط
******
نعلم أن أخانا الأكبر وأستاذنا الأجدر د . سمير جم التواضع يلاطف تلامذته وأحبابه وقد كان له رد عظيم الوقع في نفسي وقد فرغت الآن من بعض الأبيات أوردها هنا وهي علي قدري لا على قدره لأني لا أستطيع مجاراته وهي بمثابة تكملة واستدراك على قصيدتي في الأستاذ بل وأتمنى أن تضاف إليها :
عيون الشعر من يدكم حسانٌ = وقد صورت معناهن حورا
وناظرهن مجذوبٌ بوعيٍ = وبين جمالهن يُرى غيورا
إذا حدثنه يصغي بكلٍ = وإن يرشفنه يسعى سكيرا
إذا ما غربةٌ ضاقتك يوماً = فإني بينهم أصلى سعيرا
فكم من مُغرِبٍ يحيا طليقاً = وكم من قاطنٍ يحيا أسيرا
وإنك في القلوب تعيش فذاً = وما فارقت من حِبٍ ضميرا
فذا قلبي يحادثكم بحبٍ = وذي روحي تناجيكم حضورا
ونفسي من بديع الحب تزكو = وجسمي غابطٌ يبغي مسيرا
وفي الله المحبة سوف تبقى = وما كان المحب بها فقيرا
هي الأقوى هي الأغنى ليومٍ = به الأنساب لا تغني نقيرا
فنفع الحب في الله عظيمٌ = وصافي الحب حقاً لن يبورا
لنا في ظل رحمته لقاءٌ = بفضلٍ منه يثلجنا صدورا
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم