في هذه انت محق تمامامساء الورد..
أشكرك أولا على سعة صدرك ..
أختي الفاضلة..
ها أنا أعود لأبين ما طلبت مني توضيحه وأقول:
إن لي منظورا حول ما يجب أن تتميز به الجملة الشعرية عن غيرها ، ويتمثل فيما عُرف به الشعر قديما وحديثا ، على أنه كلام يختلف عن بقية الكلام ، في التركيب والتصوير والطرح .
إن ما أحاول أن أوضحه ، أن لغة الشعر لا يجب أن تشابه لغة النثر ، لأنها لغة غير مألوفة في كافة مستوياتها ، ولذلك جاز للشاعر ما لا يجوز للناثر .
ثم يجب أن نطرح سؤالا مهما:
هل كل ما توفر فيه الوزن ينتمي الى الشعر ..
أظن أن الإجابة ستكون : لا
لأن هناك الكثير من الكلام الموزون هو أبعد ما يكون عن الشعر .
ثم ان ما قصدته أعلاه بالتخفي ، هو أن لغة الشعر إيحائية وليست تصريحية مباشرة ..
ولعلي أذكر هنا شاهدا قديما على هذا:
"جاء في الموشح للمرزباني ما نصه: «.. لما أنشد الراعي عبدالملك بن مروان قصيدته فبلغ قوله: «بحر الكامل»
أخليفة الرحمن إنا معشر
حنفاء نسجد بكرة وأصيلا
عرب نرى لله في أموالنا
حق الزكاة منزلاً تنزيلاً
فقال له عبدالملك: ليس هذا شعراً، هذا شرح إسلام، وقراءة آية "
وهنا نطرح سؤالا :
ما هو سبب رفض عبد الملك نسبة هذه الأبيات الى الشعر، ..
والإجابة من وجهة نظري هي أن الأبيات جاءت مباشرة في طرحها ، مألوفة في أساليبها ، مكررة في مضمونها...
أختي الفاضلة :
لا أريد أن أكثر ..
لكنني أرى أن مهمة الشاعر في هذا العصر صعبة للغاية ، لأنه الوارث للغة الذي يجب عليه حمايتها من الضياع ، وفي نفس الوقت هو مطالب بتجديدها مثلما فعل الشعراء في كل عصر من العصور..
أختي الفاضلة ، أشكرك على سعة صدرك وأتمنى لك عيدا مباركا سعيدا ، وكل عام وأنت بألف خير
وانا لن اعار ضك ورغم هذا اجدها وصلت للمتلقي بسلام
اشكر لك دقتك وعمق قراءتك
تقديري