رُحْماكِ هند :
حبيبتي ،،، شِغاف القلب ونِيَاطه ،،، خِلْب الكبد ،،، حسناء ما أسرع ما نزعت منزع النساء كأن لم تكن طفلة بالأمس .
ويح نفسي كيف انفتلت عنها الطفولة حتى غدت ما غدت ، ثم صرت أرقب الجمال وألاحقه حتى انتهيت إلى متيهة من الربيع الطلق ، ثم صاح بي قائلا أنا هند .
تالله لقد كانت تلعب هنا تارة ، وتختبئ خلف السُجُف اخرى ، وتعبث بالأوراق طوراً حتى تُعَفّي بآخرها أولها .
إن مشت كانت كالوجي يمشي الوحل ، وإن نفرت نفرت كظبي يطلب الآرام ،،، وما ضحكت يوما إلا انتزعت بضحكتها عضال أسقام عافها البدن .
رقة ،،، رقة أمّت رحْلها فطارت من كل شيء ، ثم عادت إلى هند لمّا لم تجد مُنْصَرفا من المستودع ، فحطت بها كما حطت في الرضيع براءته .
إنها هند ،،، ولقد عجبت من حبي لها ! حب ضار شرس لا يفترس مني إلا القلب ولا يصيب إلا العقل .
ومع هذا فإن حبي لها لا يبلغ ( مِعْشار حبي لمصعب يرحمه الله ) .
حق لك يا ابنتي أن يتصدع مجزؤ الرجز فينشد :
يا جرح شعري مذ متى **** أضناك سحر في الطُلـى
أصماك لحظ فاتـــك **** لا ينجلي أو يرعــــــوى
ناجى فؤادي طيفهــا **** ألقاه صِرْفا في الكـرى
تدنو فترمي نظـــرة **** نجلاء دكّت ما بقــــــــى
يَفْري عروقي سيفهـا **** أوّاه منه في الحشــا
تنطاد طولا في الفضـا **** مجتازة حدّ السُّهــــى
تسمو سلوكا في السما **** سام تسامى في السما
يا قاتلي قتل العِــدى **** أعْجَلْتني ذبحا ضحـــــى
تغتالني في لمحـــة **** هدب ، تخطّت من سعـــى
الجحد أعمى مقلتــي **** والسحر أنكى في اللمى
يا فرع هند هالنــي **** حسن تباهى في الـــــورى
رحماك هند إننــي **** ما أرتجي إلا المنـــىمن قرأها يا ابنتي ظنها غزلاً ، أو رآها خالها عشقاً ، أو آخر حسبها حباً غراماً !!!! عجبا وهل اقتصر الحب على الحبيبة من النساء دون غيرها ؟
الحب يا من يفقه الحب منازل ، والولد أعلى منزلة ، وأصدق عاطفة ، يخرج الحرف من الحشا لا من اللسان ، إن بكى الشاعر هنا خرجت دموعه تغلي غلي المِرْجل ، تشق الأخاديدَ على الخدودِ .
أبقاكِ الله ولا حرمني منكِ
حسين الطلاع