|
أكادُ أُجَنُّ مِن فَرْطِ الصُّدَاعِ!! |
وينفجرُ الفؤادُ من الصراعِ!! |
جلستُ بشاطئ الأفكارِ وحدي |
أصُبُّ على يدي حِبْرَ اليراعِ |
أُفتّشُ عن حروفِ العشقِ فيهِ |
فَلَمْ أرَ غيرَ ذا الفعلَ الرُّباعي: |
"أُحِبُّكِ".. ما لَهُ لا يحتويني؟! |
ولا يصِفُ اشتياقي والْتِياعي؟! |
إذا قابلتُ مَن أهوى أراني |
أردِّه لها... دون اقتناعِ |
حروفٌ.. لا تُجسِّدُ قَدْرَ حُبي |
وساحتُها تضيقُ عن اتّساعي |
فأحضرتُ الحروفَ أمامَ عيني |
أفتِّشُ ثانياً قَدْرَ استطاعي |
أَرُصُّ الحرفَ.. بعدَ الحرفِ.. عَلِّي |
أُجَمِّعُ لفظةً تمحو نزاعي |
فلمْ أعثُرْ على لفظٍ لحبي |
وقد فشِلَتْ معي كُــلُّ المساعي!! |
فأحضرتُ النُّحاةَ بِساحِ فِكري |
وأهلَ العِلْمِ في شكلٍ جماعي |
وقلتُ: "أيا عقولاً قد تسامتْ |
ويا أهلَ اللغاتِ والاطّلاعِ |
حروفُ العشقِ قد ناءتْ بحبي |
وجُبْتُ لمقصدي كُلَّ البِقاعِ |
أتخترِعون لي لفظاً جديداً |
لحبي كي أُداوَى مِن ضياعي؟ |
وإنْ تأتوا بما أرجو.. فمِنِّي |
لكمْ ما شِئتُمو دون امتناعِ |
فَجَدُّوا في التنافُسِ.. دُونَ جدوى |
وجاءَ كلامُهُمْ محضَ اصطناعِ |
وقالوا: "إنّ ما ترجو مُحَالٌ |
فَمُرْنا باليسيرِ المُستطاعِ!! |
فإنّ الشمسَ تَحترِقُ استعاراً |
أيحمِلُ نارَها خيطُ الشعاع؟! |
لِتنْسَ الأمرَ يا هذا؛ فإنّا |
عَجَزْنا عن "قياسٍ" أو "سماعِ" |
لِتنسَ الأمرَ.. إنّا قد بحثنا |
بِجَوفِ الأرضِ، حتى في السَّمَا... عِ!! |
وقابلتُ الحبيبةَ... في سُكونٍ... |
وبالخذلانِ قد ضاقتْ... ذراعي |
تمنّيتُ اختراعَ اللفظِ... لكنْ |
عَجَزتُ.. وجَفَّ حِبْري في يراعي |
فقالت لي: "تَكلَّمْ يا حبيبي" |
فلم أنطِقْ... وعاوَدَني صُداعي |
بَعَثتُ لها بَرِيدَ العَينِ... صَمْتاً |
وفيه كَتبْتُ أسبابَ الْتياعي |
فتَرْجَم رِمْشُها ما قال رِمْشي |
فكَوَّنَ لفظةً.. أنْهَتْ صِراعي |
حروفٌ.. لستُ أَعلَمُها.. ولكنْ |
أراحتْني وفازت باقتناعي |
فأهدتْني العيونُ وِسَامَ عِشْقٍ |
وأعطتْني.... بَرَاءةَ الاخْتِرَاعِ |