خــلــف أســـــــوار الـعــجــز
امرأةٌ مسلمة .. أطلقت صرخاتِ استغاثاتها من وحوش الكفر .. وقد سمعنا ورأينا .. فهل من مجيـب ..؟؟!
مـاذا أقـول وصوت الطهر ناداني
فهيَّجَ القلبَ واجتاحتهُ أشجاني
ماذا أقول وقيد الذل كبلني ..
وكمَّمَ الظلمُ حتى ثغرَ أحزاني
ماذا أقول لربي حين يسألني :
"خذلـتَ دينكَ ..حان اليومَ خذلاني"
مـاذا أقـول لمن أبصرتُ محنتها
فسالَ دمعٌ من الأجفانِ أعماني
مـاذا أقـول لمن صاحت تناشدني :
" أغث عفافيَ .. أنقذني من الجاني
أدرك صغيري لدى السفاحِ .. والَهَفي ..
بأيِّ حالٍ غدا في شرِّ أزمانِ ؟؟
وأين زوجيَ .. هل شاهدت جثَّـتَهُ ..؟
أم سوف يحيا فألقاهُ ويلقاني ؟؟
مالي أصيحُ وكف اليأس تخنقني
وما سوى صمتكم صوتٌ بآذاني ؟!
أين الملايينُ التي هبت لنجدتنا ؟؟
هل ضلَّ قائدهم عن دربِ أوطاني ؟؟
أم أثقلتهم ثياب الجبن باليةً
وأذهلتهم كؤوس المكرِ عن شاني
أم أتخمتهم صِـحافُ النفطِ فاضطجعوا
مثلَ الشياهِ لجزَّارِ (الأمِرْكـانِ)
أم أعجبتهم عروضٌ من مسارحِهِ
مع الرفاقِ على أنقاضِ بلداني
وصدقوا أن كلب الغرب ينجدنا
من ذئب شرقٍ عدا في عصرِ حملانِ
قل للذين تباكَوا عند مصرعنا
غدا سيبكي عليكم خائنٌ ثانِ "
أختاهُ حسبُكِ .. إن النار في كبدي
تقتاتُ جذوتُها من نبضِ شرياني
أهفو لنصرتكم .. بالروحِ أبذلُها
وبالدماءِ وبالأشلاءِ قرباني
أهفو لنصرتكم .. لكنَّ أشرعتي
بالقهرِ غارقةٌ في بحرِ سجاني
أهفـو لنصرتكـم .. لكـنَّ في وطني
قومٌ يعزُّ عليهم رفعُ بنياني
نامت عيونُهُمُ عن كل فاجعةٍ
لكنها لم تنم عن رصدِ إخواني
واعتلَّ خنجرهم في وجه مجرمكم
لكنَّ سيفَهُـمُ في ظهرِ أعواني
ومن عمائمنا شادوا مشانقنا
كأنَّ واعظهم مندوبُ شيطانِ
هذي بضاعتهُ في كلِّ زاويةٍ
ظلمٌ .. نفاقٌ .. وتمييعٌ لقرآنِ
فكيفَ ترجينَ منا اليوم نصرتكم ؟!
هل يُرتجى الغوثُ من أكوامِ أكفانِ ؟!
طال الرقادُ أيا عملاقَ أمتنا
متى ستُبعثُ فينا ألف بركانِ ؟؟
أختاهُ فارتقبي إني على ثقةٍ
من نصرِ خالقنا في ظلِّ إيمانِ
هو المخاضُ .. فآلامٌ .. وآمالٌ..
من ذا يؤمِّلُ فرحاً دون أحزانِ
هو الطريقُ .. وفجرُ النصرِ موعدنا..
وجنةُ الخلدِ في رَوْحٍ وريحانِ