أخي الشاعر المميز عمر:
تعودنا منك في الشعر كل جميل وأنيق وهنا كنت كما عادتك مميزا وواعيا بالحرف شكلا ومضمونا.
وأسعدني منك استعارات وكنايات في صور عديدة كانت أكثر من رائعة في السرد وفي التوظيف ، ولكني لاحظت أيضا ملاحقتك الحثيثة للصور بالأسلوب الحداثي مما وجدته أوقعك في إشكالية الغموض الواضح والوضوح الغامض والتزاوج غير الشرعي بين مفردات وبين مفردات ومعاني نتج عنه خطأ في التوظيف في مسارات قليلة في ثنايا هذا النص البديع.
أمر آخر ربما يدفعني له رقي هذا النص وتمكنك المتزايد ألا وهو إشكالية التدوير في هذه القصيدة السطرية وهذا أمر كنت أحب لو اهتممت به قليلا.
ثم أخيرا أستأذنك في أن أشير إلى بعض ما استوقفني في النص لغة ونحوا:
ما بُرّئتَ من تُهَمِ التواطئِ مع خفافيشِ الخيالِ المُستبدّةِ...
بل التواطؤِ
فاسْلَمْ و اصطفي لَكَ في الشرانقِ خوفَ شرْنَقَةٍ
فعل الأمر يجزم والفعل المنقوص هنا يجزم بحذف المعتل آخره ويكتب هكذا "واصطفِ" وهذا بالطبع لو صحح نحويا فإنه يكسر الوزن.
تضمّكَ لاجئاً من ملجئٍ يتقاسمُ الأنباءَ و الأبناءَ
بل ملجأٍ هكذا.
و شوّهْ للكوابيسِ هوّية
هنا كسر في الوزن.
و اغرُسِ الدمعَ المُقيّدَ و الجراحاتِ رَصاصاً في جموحِ البُنْدِقيّة
وهنا أيضا.
تحياتي