جاء الرّبيع بوجهه المسرورِ *** يكسو عيون بناته بالنّورِ
فكأنّما قطر النّدى فوق الرّبى *** درر البحور على نُحُور الحُورِ
وكأنّ كلّ فراشة في غصنها *** تاج يكلّل هامة المخمورِ
وكأنّ نور البدر في غسق الدُّجى *** نغم الرحيل على شفا الشّحرورِ
وكأنّ وقع النّجم في صدر السّما *** قُبَل المحبِّ على ستور الدُّورِ
لكنّني حيران في تلك السّما *** متفرّق كالضّوء في المنشورِ
متوسّدٌ لكآبتي متدثّرٌ بصبابتي *** متجلّل بشقاوتي ومعانقٌ لثبوري
هجمت على قلبي جحافل محنتي *** تسبي عذارى بهجتي وحبوري
وتلاعبت هذي الهموم بمهجتي *** كتلاعب الأطفال بالعصفورِ
يشدون لهوًا وهْو يشدو لوعةً *** لا فرق بين الباكِ والمسرورِ
وأريد أن أنسى فأنسى أنّني *** أنسى فأذكر ما يزيد شروري