هي لكل صوت شريف لم يرد إلا الحقَّ
حقا
.
.
لنا اللهُ ياساعةََ الضوءِ بينَ التواريخِ نبحثُ عن حائط غيمةٍ أو وِِشاحْ
وحيدا تسافرُ بين الكتابِ وبين الغيابِ تدثِّرُ حزنَ أيامك الباقياتِ بمعطفكَ المستعارِ مِنَ الجُرحِ يتلو الجراحْ
(وأنتَ وحيدٌ هُنا ...سيشتعل ُ العالمُ الخارجيُّ) تقولُ بعنينِ لامعتيينِ وترفعُ صمتا من الغيمِ يذروهُ عصفُ الرياحْ
أقولُ :ألا أيها الطيبونَ - وقد جاوز العارفونَ الصياحْ -
ونبْحًا فنَبْحَا
وجُرحُا فَجُرحَا
يأسنا مِنَ الإخوةِ الطيبينَ ومِنْ قاتلٍ يبيعُ السلاحْ
سيشتعلُ العالمُ الخارجيُّ وأخرجُ من وردتي مُستباحْ
.
.
.
.
منْ آخرِ المنفى يعودُ على القصيدةِ سائرًا
"وطني على كتفي"* يقولُ
وبعضُ غيمِ البحرِ في كفِّي
وفي الأخرى أنَا
آهِ يا وطني
ويركبُ زورقَ اللغةِ الكثيفةَ
ثم يبحرُ بين نهري العَصَا
ويعودُ للمنفى وحيدًا
يبدأُ اللغةَ الجديدةَ
يفتتحْ :
ماذا أقولُ
.
.
كان الخواءُ يغلِّف المتحاربِينَ
بَكَوا
ويبكي خلفَهم وأمامَهم يبكي
ويبكي كلَّما اشتدَ البكاءُ
ولم يشأ هذا البكاءَ وإنِّما
وَهَنًا على وهَنٍ يخوضُ الحربَ مقتولُ
.
.
سيجيء من ألم ِ الحصارِ ومن قتيلٍ
ذابَ في نقشِ الجليلِ
من الرسالةِ والرسولِ من القبابِ
وصخرةِ عرجتْ إلى سقفِ السماءِ
يجيء فردًا واثقًا
في ظلِّ مريمَ واليتيم ِ
- لأنه عيسى المسيحُ -
من الوصايا كانَ يأخذها نبيٌ
- دون واسطةٍ - يكلم ربَّهُ علنًا
فتنكسرُ الجبال كأنَّها سهلٌ
تعمدُه السيولُ
.
.
جئنا من الرُسلِ الثلاثةِ طيبينَ وحالمينَ بكوبِ شايٍ
قربَ مدفأة تـُـغني
شعرَ إليوت ْ إذْ تفاجِئه ُالحرارهْ :
هو شهرُ أيلولَ السخيف ُ
فيستحمَ بغيمتينِ
هناكَ في أقصى الشمالِ
قصيدتي وطني
أكسِّرُها وأجْمعُها وأرفَعُها
وجئنا طيبينَ وما التقى أحدٌ
رسائلِنا ولا
كتبَ الرسالة َ
كي نعودَ إلى بلاد ِالشامِ
منتصرينَ
باللغةِ الكثيفة ِ
والقصيدةِ
والسلام
يحيى أحمد سليمان
2-11-2008
"وطني على كتفي" من قصيدة لمحمود درويش