|
ما ذاقَ ذاك الْغِرُّ نَـزْعَ ضُلوعـهِ |
لوْ ذاق ما منعَ الهـوى بربوعهِ |
أو ردَّ نارَ الشَّوقِ تلتهم الجَوى |
صَـبٍّ تَمَلْمـل لوعةً بـوداعـه ِ |
يا أيُّهـا الْبـدْرُ الْمُـودِّع للدُّجـى |
مهلاً فلَيْلِـي مُهْلِكـي بجمُوعـهِ |
يا أيُّها السَّفِنُ المـودِّعٌ زوْرقي |
مهـلاً فإنِّـي هالـكٌ بشـراعِـهِ |
ورْدِي انْحنى هلاَّ بَلَلْتَ خـدودَه |
بِرضَابَةٍ تَمْحـو أنيـنَ دموعـهِ |
نارُ الفِراقِ تشـبَّ ملْـئ جوانِحِي |
من آهةٍ قـد أهرقـتْ بضلوعـهِ |
فَاحْنُن علـيه بضمـةٍ فـي خُلَـوة |
تجْلو الْعَنا من لهْفَـهِ و ولُوعـه ِ |
إِنْ لمْ يَكُـنْ بُـدًّا لِبُعْـدِك فاسْقـهِ |
بَرَد الْحنين مُعَبَّقـاً من رجعِهِ |
عـلً الِّلقـاءَ وإِنْ تقـلَّ عهـودُه |
يبْقـى كخاتَـمِ حبِّـه لرجـوعـه ِ |
الضَّمـةُ النجـلاءُ يـوم فـراقـهِ |
تُحْيِي موَاتـا قَـدْ بَـدا بجُموعـهِ |
كالشَّربَة الْعصْماءِ تُهْـدى للَّـذي |
نَزْعُ الْمَمَاتِ يَمُورُ فـي أضْلاعـهِ |
يا واضعاً صِفْراً علـى أَصْفـارِهِ |
لا تعْجلـنَّ فـذاك فـي مطبوعـه ِ |
لا تستَطيلَ أَيَـا حبيبـي بالنَّـوى |
تبقي ليَ قلباً شتيتَ جزوعِه |
لوْ ذاقَ ذاك الْغِرُّ زَخَّاتِ الْهوى |
لاسَّاقطَ الْقلبُ الخليُّ بجذْعِهِ |
حتَّى الوداعَ حُرْمـتُ لـذَّةَ أنْسِـهِ |
ليْتَ المَماتُ يُريحُ فـي توديعـهِ |
حتَّى الوداعَ حرمْت دفـئَ حنينـهِ |
يا لهفَ نفسي من لظى تشييعـهِ |