جَلستُ بيْنَ الغيمتينِ أُحصي حَبَّاتِ النّدى,
كَغَريبٍ أتى منْ بَعيدٍ يدُقُّ أبوابَ المَدى ,
ودَنوتُ أغرقُ بالحنينِ , والشّوقُ يقطعُ بالوتينِ
فتارةً تراني في يسار الودِّ وطورًا أتوقُ إلى نبضِ اليمينِ ,
تتلألأ النّجماتُ حولي في
مداراتِ الوفاءِ وتمدّني بالدِّفءِ نورًا,
فأغدو كما المصباحِ منْ فرطِ الضّياء.
وأمدُّ يدايَ إلى الشّروقِ ,
أصافحُ منْ خلالِ سحابتيّ
كلَّ النّـــجومِ السَّـــاهرينَ العاشقينَ الحالمينَ ,
وأدعو الثـّــريّا للجلوس ِ بجانبي على أريكةِ الحبِّ ,
ننثرُ حولنا الأزهارَ ونشعلُ الأقمارَ في ليلِ الخيالِ ,
وتمرُّ أسرابُ السّنونو ,
وتكونُ تحلمُ مثلنا وتقولُ ذاتَ حديثنا ,
أنّ الفراقَ منَ المُحال.
.