بسم الله الرحمن الرحيم
قيثارة المساء
عبدالغني خلف الله
(1)
في تلك اللحظة النادرة ..
عندما تزحف عقارب الساعة
نحو الثانية عشرة ليلاً ..
أناجيك بحراً ..قمراً وقصائد ..
ومثل صياد هرم
نبذته ترهات الأعماق
المخبأة في جوف البحر ..
ونادته عدوانية السواحل اللانهائية
حيث الترادف القديم بين الحكمة والقناعة ..
هنالك جلست لأرسم محيط وجهك الحزين
في صفحات فؤادي المحطم ..
وأمسكت بخيوط الخيال
المتأرجح في موج البحر ..
أمسكت بوردة وزمردة وأغنية ..
كانت الوردة حمراء قانية ..
وكانت الزمردة ذات اخضرار فاغم ..
ولم تكن الأغنية سوي أنت ..
البحر والقصائد ..
أنت والوردة والقمر ..
أنت والحكمة والسواحل ..
وأبقي هنالك ..أعانق موج البحر
النائم فوق ضفاف الأبد ..
وأرنو لوجهك الذي يهرب
من ذاكرتي ..
إلي ترهات الأعماق المخبأة في جوف البحر .