حين يُلجمُكَ الخوف ، فيعتقل الصمتُ لسانَك ..
حين تشرب عرقَك ، والناس حولك يشكون بردا قارسا ..!
حين يعيش الناس في تخمة ، وتجوع أنت في مواسم الحصاد ..!
حين تغيم عيناك إيذاناً بهطولٍ وشيكٍ ، على إثر لذة عَصَفت كالصَّبا اللعوب ومرت ..
حين تتحسس ذاتك ، فتشعر أن أعضاءك لم تَعُد مكتملة ...!
حين يأفل نجمُك ، وتذوي نبتتُك ؛ لتستحيلَ هشيماً يذْرُوه الرياح ،
حين يتسع بياضُ عينيك ؛ فتحدّق ، ثم تحدّق ، ثم تحدّق.. ثم لا ترى شيئا ..!
حين تنام طاوياً ، ويتسمر حاجِبَاك في أماكنهما ، ويأبيانِ أن يرتخِيَا ...!
حين تسير وحيداٍ في طريقٍ موحشٍ ، يشكوا الناسُ فيه الزحامَ !
حين تجري وتجري وتجري ، ولكنك - قَسْراً - لاتزال تُرَاوح في مكانك ..!
حين تموت ، وتكتشفُ أن جثّتك لا تزال تتحرك ..!
حين تستحيلُ الحياةُ خُلةً قد سِيطَ مِن دَمِها فَجعٌ وووَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ
حين تلهث كمُلْتاعِ الجوانحِ غُلةً ، يشكو الظّما والماءُ في لَهَوَاته ،
حين يهمي المطر ، فيغرقَ البلادَ والعبادَ ، وتبقى وحدك تتشقّق جفافاً ، في بقعةٍ يابسةٍ مجدبة ..!
حين يُسفر الصبحُ ، وتشرق الأرضُ بنور ربها ، وأنت وحدك من لم تنقشِعْ عن أطْمَارِه لُمّة الليل ..!
حين يغرد الطيرُ ، فيرجع تجاوبُه الي أذنيك بوماً ينعقُ ...!
حين تَئَنُّ في يوم عيدٍ ، فتجوع وتِعْرِى لتجرّ وحدك - بجسدك المنحول - موكباً موشىً بالخمائل ،
حين يكون ذلك كله لك ....
فاعلم أنك أصبحت هناك ...
.................................... حيث أكون أنا !
مَنابِتُ العُشبِ لا حامٍ وَلا راعِ .:. مَضى الرَدى بِطَويلِ الرُمحِ وَالباعِ
اللهم انسخ بنورك ظلاما قد أطل وأظل