|
يا أيها القوم إن الصمت قد غلبا |
وضاع منبركم والصوت قد ذهبا |
تلك المنابر ما ضاعت بل انهدمت |
إذ الحديد بها قد أُبدِل الخشبا |
وعندنا الجيل ما صان البنا أبدا |
ولا استقام على الأخلاق بل هربا |
والحال أصبح مر الطعم نلثمه |
والنار تغرس في أحشائنا اللهبا |
قد كان منبرنا بالنور متقدا |
يهدي الأنام لدرب العلم لو خطبا |
كانت دمشق غدير العلم منهله |
روّت بقاع الدنا,, سادت بهم أدبا |
بنو أمية فيها أشعلوا قبسا |
فالنور قد ملأ الآفاق ما نضبا |
أما العراق فقد كانت جوانبها |
بالعلم تمطر,, ما أبهى بها السحبا |
والعلم أزهر في الصحراء منبثقا |
فالجنة انتشرت فيها لمن رغبا |
وساد أهل البلاد الأرض أجمعها |
خير الرجال,, سل التاريخ ما كتبا |
سادوا وقد حملوا الأسياف في يدهم |
وفي العقول أيادٍ تحمل الكتبا |
والآن أسألُ عن أحوال أمتنا |
فالجهل مزقنا مذ جاء مغتصبا |
من يوم أن جاءنا المحتل مغتصبا |
نام الضياء على الآفاق مغتربا |
عدنا إلى الخلف آلافا مؤلفة |
والغرب يسبقنا والضعف قد غلبا |
ونحن نجلس ما شُدّت عزائمنا |
ولا أرى همما تستنهض العربا |
الآن أصبح قيد الجهل مفخرة |
وأصبح الآن حال العلم مضطربا |
فالعلم يُطلَب لا للعلم واآسفي |
لا يُطلَب العلمُ إلا إن جنى ذهبا |
وعالمٍ قد رمى بالعلم يركله |
لا يعمل المرؤ في العلم الذي اكتسبا |
والبعض يرفض إغناء الثقافة قد |
ظنّ المدارس تغني النشأ ما رغبا |
أضحى الكتاب كما الأثقال في يدنا |
لو همَّ في حمله تلميذنا تعبا |
والجيل يترك أخــــــلاقـــــــا قــــــــــــــد انــــــدثرت |
يا ويحه أي درب ســــــــــــــــــــــــــــــــــــار أو ركبا |
أيترك الــــــــــبــــــــرّ والأخـــــــــلاقَ منســـــــــــلخا |
باسم الحضارة يرمي المرؤ ما اكتسبا!! |
لا يأخذ الجيل من غرب ذوي حضر |
إلا الفســــــــــــــوقَ وسوءَ الشكل والطربا |
ليــــــــــس النجاح شــــــــــــــــــــــــــهادات نزينها |
فمن رمى جانب الأخلاق قد رســـبا |
كنا فوارس خير الخيل لو رُكبت |
والآن نتركها,, هل نمتطي الذنبا؟! |
إن الطريق إلى العلياء مبدؤه |
عند الرجوع إلى أخلاقنا نسبا |
بعد التمسك باللهِ وشرعته |
ولنتق الله في علم قد اكتُسبا |
ثم التوحد في أقطار أمتنا |
يلي التحرر من كف الذي غصبا |
ولنُعمل الجهد في توحيد طاقتنا |
لنملأ الكون أضواء بما رحُبا |
ووجهوا النشأ للأبواب أجمعها |
من العلوم من الآداب لو طلبا |
دعوه يبدع فيما ينتقي فلقد |
رأيته مبدعا في درب ما رغبا |
ولنتقن الصنع في العلم الذي معنا |
ولنسأل النفس ولنبدي لها العتبا |
يا أيها القوم خلوا النفس مؤمنة |
واسترجعوا مجدَكم منكم لقد هربا |
إن تتركوا العلم فالغايات ميتة |
فاستنهضوا العزم حتى نبلغ الأربا |
هذي النصيحة فلتجنوا منافعها |
ما أفلحَ الجمعَ لو في النصح قد ركبا |
ولنرجع الحق ولنحيى بعزتنا |
أو جهزوا كفنا للعلم قد وجبا |